الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى: إفريقيا حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية.. لكنه لم يحقق المستهدف منه

السيسى: إفريقيا حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية.. لكنه لم يحقق المستهدف منه
السيسى: إفريقيا حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية.. لكنه لم يحقق المستهدف منه




قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمام منتدى «إفريقيا - أوروبا» رفيع المستوى المنعقد بالعاصمة النمساوية «فيينا» تحت شعار «التعاون فى العصر الرقمى»، إن القارة الإفريقية حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة، غير أن هذا الأداء الاقتصادى الذى تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، لم يحقق المستهدف منه بعد؛ نظرًا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية فى العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولى غير المواتية، علاوة على تحديات الأمن والاستقرار التى تحول دون ترجمة هذا النمو لتحسن ملموس فى حياة الأفراد، فضلًا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود واستمرار التدخلات الخارجية، التى تؤثر على استقرار المجتمعات والدول، مضيفًا: «وفى هذا الإطار نسعى من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابى مع شركائنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة التى من شأنها تبديد مخاوف أبنائنا وبناتنا من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم فى الحياة الآمنة الكريمة».
وتابع: «إن من أهم التحديات التى تواجه شعوبنا هى التغلب على دعاوى الانغلاق والحمائية، ولعلكم تتفقون معى بأن موضوعات التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف، كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادى وإحدى دعائم التنمية المستدامة وركيزة أساسية لبناء اقتصاديات تنافسية ومتنوعة، وإقامة مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات من خلال توفير فرص عمل استنادًا إلى عوائد الابتكار والتجديد، بالإضافة إلىش أن قارتنا الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة فى القرن الحادى والعشرين، خاصة أن 60% من سكان إفريقيا البالغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة هم دون سن الـ25 عامًا، انضم منهم 12 مليونًا لسوق العمل سنويًا، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة أو غياب الأمن الوظيفى فى إفريقيا».
واستطرد: «وإيمانًا من مصر بأهمية التحول الرقمى، فقد خطت على هذا الطريق بشكل ملموس، وعمدت إلى وضع خطة شاملة لنشر الوعى المجتمعى بأهمية التحول الرقمى، وتحقيق طفرات على صعيد البنية التحتية الرقمية، وتوطين التكنولوجيا فى مختلف المحافظات المصرية، وذلك من خلال عدة مشروعات، على رأسها مشروعات منصة تقديم وتبادل الخدمات الحكومية، وتطوير الإدارة المحلية بالأحياء والمدن، ونظام تسجيل المواليد والوفيات، هذا إلى جانب تنفيذ عدد من المبادرات، أهمها مبادرة المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، ومبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات محليًا، ورقمنة المحتوى الثقافى المصرى، فضلًا عن خطة طموحة للمدفوعات الرقمية لتحقيق قدر أعلى من الشمول المالى، علاوة على إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوى الاحتياجات الخاصة لتمكين أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة لاستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها».
وأضاف الرئيس: «إننا فى مصر نعتز كثيرًا بانتمائنا الإفريقى الذى دون الارتكاز عليه لن تؤتى جهودنا العائد الأمثل على الصعيدين المحلى والقارى، وعليه فقد سعت مصر ونجحت فى استضافة معمل الأمم المتحدة الإفريقى لرعاية الإبداع التكنولوجى، والذى تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية لتعزيز قدرات الباحثين العاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية على صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم فى مواجهة التحديات العالمية وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030، والأجندة الإفريقية للتنمية 2063، كما قمنا بإطلاق مبادرة «إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية»، بهدف تدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى كمطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات المقبلة، ودعم إنشاء 100 شركة متخصصة فى هذه المجالات فى مصر والقارة الإفريقية، كما انتهت مصر الشهر الماضى من استضافة النسخة الحادية والعشرين من معرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «أى سى تى» والذى يعد ملتقى لشركات القطاع العام والخاص، لعرض أبرز ما توصلت إليه على صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات».
وأردف قائلًا: «تأتى موضوعات التكنولوجيا والتحول الرقمى ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة 2063 حيث تهدف الدول الإفريقية إلى ربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوى فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونسعى الآن إلى إقامة شبكة كوابل ألياف ضوئية متطورة لربط الدول الإفريقية ببعضها وتطوير كفاءة نقل البيانات بين الدول الإفريقية والأوروبية من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضى والمياه الإقليمية المصرية، وقد تم فى هذا الشأن تدشين مشروع الشبكة الإلكترونية الإفريقية فى مجالات التعليم والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات الرائدة فى القارة والمرتبطة بأجندة 2063، بالإضافة إلى أن القارة الإفريقية تعول على شركائها فى أوروبا والعالم للتعاون فى مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات فى هذا القطاع المهم لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمى وإدارة أنظمة العمل فى البيئة الرقمية بتمكينهم من كل مستحدثات التكنولوجيا على اختلاف أطيافها كالذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى وغيرها الكثير».
وتابع: «وفى هذا الإطار، تتطلع دولنا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية فى مجال التحول الرقمى وتيسير شروط الائتمان الإفريقية سواء فى الإطار الثنائى أو من خلال محافظ مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، كما نتطلع إلى تبادل الخبرات والمعلومات مع الشركاء فى مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والعمل على ربط الدول الإفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات».
وقال الرئيس: «إن تطبيقات العصر الرقمى قادرة على المساهمة فى إيجاد بعض الحلول العملية لقضية تؤرق البشرية بأسرها وهى مخاطر تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحرارى الذى يتولد عنه، وهنا نقدر أنه من خلال العمل المشترك على توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة».
واستطرد: «وفى ختام كلمتى أود مرة أخرى تأكيد أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات، وضرورة المضى قدمًا فى وضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الإفريقية الأوروبية ترتكز على أسس الاحترام المتبادل والندية والمسئولية المتبادلة التاريخية بما يؤمن لأولادنا وبناتنا جميعا مستقبلًا أفضل وعالمًا تسوده الرفاهية والأمان والرخاء».