الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

20 ألف أسرة تتحدى البطالة بورش النجارة فى «فارسكور»

20 ألف أسرة تتحدى البطالة بورش النجارة فى «فارسكور»
20 ألف أسرة تتحدى البطالة بورش النجارة فى «فارسكور»




 تمثل صناعة الأخشاب والباب والشباك أكثر من 7% من إجمالى المنشآت الصناعية فى مصر، وتضم ما يزيد على 100 ألف عامل، بإنتاج يتجاوز الـ15 مليار جنيه سنويًا، ويصدر جزء منها للخارج، لما تمتلكه صناعة الأساس المصرية من سمعة عالمية جيدة، خاصة فى مجال التصميمات الكلاسيكية، فى حين أن الدولة تسعى جاهدة لتوفير منتجات بأسعار مناسبة للسوق المحلية للمنافسة فى الأسواق العالمية.
وتعتبر مدينة فارسكور مركز ثقل صناعة الباب والشباك منذ أكثر من 50 عاما لاحتوائها أكثر من 1000 ورشة، تفتح بيوت أكثر من 20 ألف أسرة، ويتم تصدير منتجاتها إلى دول «السعودية ـ الكويت ـ الإمارات ـ تونس ـ ليبيا ـ المغرب»، بينما تُعد دمياط ثقلاً هى الأخرى فى صناعة «الموبيليا» بنسبة 35% ما يعادل أكثر من ثلثى إنتاج مصر، بينما يتوزع الباقى على منطقة المناصرة الشهيرة بالدرب الأحمر بالقاهرة، والورش والمصانع الصغيرة المتفرقة والموزعة على باقى المحافظات.
بداية يقول محمد الدهري، تاجر باب وشباك: إن مدينة فارسكور تميزت قديمًا بصناعة «الموبيليا» وهى أصل الصناعة فى دمياط، وانتقلت إلى البصارطة والشعراء والسيالة، لكن بسبب وفاة كبار العاملين بها وعدم توارث الخبرات من الأجداد بعكس صناعة الباب والشباك حاليًا، مشيرًا إلى أن أحد المشاكل التى تقابل الصناع هى ارتفاع أسعار الخامات.
ويشير إلى أن مراحل تجميع الباب والشباك، تبدأ بعدة مراحل، أولها: تقطيع الأخشاب على المنشار، ثم مسحها على «الرابوب»، يليها دخول الخشب على ماكينة «الحلايا»، ثم نقرها على «المنقار»، وبعد ذلك يبدأ التجميع بالورش وبعدها تصبح القطعة جاهزة للتركيب بالمنازل، مشيرًا إلى أنه يتم شراء الخامات من الخشب السويد من محافظة الإسكندرية، والابلاكاش من دمياط، والمستلزمات من المسامير، والغراء وغيرها من فارسكور.
ويوضح الدهرى أن من بين أنواع الأخشاب الطبيعية المستخدمة فى مصر، خشب الموسكى، من أنواع الأخشاب قليلة السعر والجودة، ويتميز الروسى منه بخفة الوزن، بينما الفنلندى أثقل وزنًا وأكثر صلابة، وكلما زادت العقد فى الخشب الموسكى قل سعره، خاصة العقد الخبيثة التى يمكن أن تقع بعد التصنيع، ما يفقد المنتج النهائى شكله وجودته، وخشب البياض: أقل أنواع الأخشاب سعرًا، وهو يشبه الموسكي، لكنه أفتح نسبيًا فى اللون مع عقد خشبية أقل.
ويتابع: هناك خشب الزان: وهو نوعان يتميز السويدى منه بلون قريب من الإحمرار مع وزن ثقيل وارتفاع فى السعر لما يتميز به من متانة وصلابة وأناقة فى شكل المنتج منه، أما النوع الثانى فهو زان الشجر، ويتميز باللون الفاتح نسبيًا، وأقل فى الجودة يتقارب مع الموسكى، ويأتى على شكل ألواح، ومن الصعب على المستهلك التمييز بين النوعين، غير أن فارق السعر بين المنتجات المصنوعة من كل منهما مؤشر واضح يستطيع المشترى تمييزه.
وينوه محمد محمود، عامل، إلى أنه فى السنوات الأخيرة انتشرت الأخشاب المصنعة نتيجة ارتفاع أسعار الأخشاب الطبيعية، ومنها الـMDF، والأبلاكاش والخشب الكونتر، وتتميز بالوسطية فى الجودة والسعر، كما أنه يناسب الأثاث المودرن العصري، فضلا عن كونه متنوع الاستخدام، وخفيف الوزن.
ويقول «مصطفى فرحات»، صنايعى باب وشباك: الورشة التى أعمل بها يعمل بها 35 عاملاً آخرين، منهم شيالون وصنايعية، الأمر الذى يساهم فى خفض نسبة البطالة، حيث تتحول الورش إلى خلية نحل ليلا ونهارًا لتصنيع كل أنواع الخشب، منوها إلى أن ارتفاع الأسعار أثر سلبا على حركة البيع والشراء.
ويشير محمد الجوادى، تاجر، إلى أن الخشب الخام يشمل جميع نجارة الشقة «البلكونات ـ الباب ـ الشباك»، والأكثر مبيعًا وتداولاً بالشارع الخشب «الفنلندى  الروسي»، لافتًا إلى أن الاستيراد الصينى خاصة «الأبواب المصفحة» أثر على السوق المحلية نسبيًا فى ظل تطور الماكينات الحديثة وعدم مراعاة جودة المنتج، لافتا إلى أنه لا يوجد ما يفوق العمل اليدوي، ومدة إنجاز الطلبات التى ترد إليهم تعتمد فى ذلك على حسب التصاميم، وغالبًا لا تتجاوز 10 أيام، مطالبًا بأهمية فتح أسواق داخلية وخارجية، وتثبيت الأسعار.
من جانبه أكد أحمد حلمي، رئيس غرفة صناعة منتجات الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات، أن قانون التراخيص الصناعية صدر ليحقق مزايا جيدة ويعد نقلة نوعية كبيرة لخدمة الصناع والمصنعين، والاطلاع على القانون الجديد أمر مهم للصانع والمصنع للاطلاع على دور الهيئة وما يمكن أن تقدمه من خدمات للتسهيل على المصنعين.
وأوضح أن الفترة الماضية شهدت عقد اجتماعات مع المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لتطبيق القانون بكل قوة، خاصة أن البعض متخوف من حدوث ردة من بعض الجهات التى كان لها ولاية إصدار التراخيص قبل صدور القانون، خاصة أن القانون كان مطلب الصناع منذ 60 عامًا.