شركة النصر للتصدير والاستيراد كنز قطاع الأعمال العام المهمل

شركة النصر للتصدير والاستيراد ..كنز من كنوز قطاع الأعمال العام المهملة والتى كان الهدف من إنشائها أن تكون نافذة لمصر على أسواق العالم, وذراع مصر الأساسية للتواصل مع قارة إفريقيا وتدعيم العلاقات معها, ولكن مع عدم الاهتمام بالشركة على مدار أكثر من 20 عامًا تتراجع الشركة فى تحقيق الدور المستهدف منها, وتتحول من القوة فى التواجد والتأثير إلى  الضعف الشديد فى القدرات التسويقية وتدنى معدلات النمو، إضافة إلى تدهور الإيرادات المحققة بما لا يتناسب مع سمعة الشركة وحجم أصولها، حيث يوجد لديها 23 فرعًا خارج مصر  حاليا يحقق 18 منها خسائر.
وطالب وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق رئيس القابضة للنقل المحاسب نبيل دويدار التابع لها الشركة  بفتح ملفها وإعداد تقارير كاملة ودقيقة عن مؤشرات الأداء لكل فرع على حدة، ووضع تصور للاستغلال الأمثل لتلك الفروع خاصة المنتشرة فى عدة دول إفريقية، وذلك من خلال استراتيجية ترتكز على قيام الشركة بتوفير حزمة من الخدمات اللوجستية للمصدرين والمستوردين تحقق هامش ربح مناسب، مع تحقيق التكامل بين شركات التجارة الخارجية وشركات النقل البحرى والبرى الشقيقة.
وقال مصدر مطلع بالشركة القابضة للنقل البحرى والبرى لـ«روزاليوسف»: إن هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام طلب من شركة النصر للتصدير والاستيراد خطط تفصيلية وتصورات لتطوير الشركة بعض المقترحات ستتم العرض عليه كمرحلة أولى خلال أسبوعين من الآن اى فى بداية شهر يناير من العام الجديد والمخطط النهائى لتطوير فقد منح الشركه شهر للانتهاء منه بشكل دقيق وتفصيلى.
ولفت أن وزير قطاع الأعمال لم يلغى مناقصة طرح فروع شركة النصر للمشاركة مع القطاع الخاص ولكن تم تأجيل المنافسه لمزيد من الدراسة ولحين الانتهاء من مخطط التطوير لتحقيق أقصى استغلال من أصول الشركه والوصول إلى افضل العروض ، واضاف أن حجم اعمال الشركة فى السابق كان مرتفعا عندما كان هناك تكامل بين الشركة والشركات الشقيقة فى القطاع من حيث اسناد إليها اعمال تصدير واستيراد المنتجات الخاص بهم ، وأشار أن الشركة حققت أرباح خلال العام الماضى بنحو 52 مليون جنيه وهذا الرقم يعد ضعيفا بالنسبة لشركة بحجم النصر .
وأوضح السفير جمال بيومى امين اتحاد المستثمرين العرب أن شركة النصر للتصدير والاستيراد من شركات قطاع الأعمال الرائده فى فتح أسواق لمصر خارجيا فى دول عربية واوربية وأفريقية، وكان لها دور محورى فى مد جسور التواصل والتعاون مع العديد من الدول الإفريقية من خلال تصدير العديد من المنتجات المصرية للسوق الافريقى من سلع غذائية وادويه منتجات كهربائيه وغيره واستيراد بعض المنتجات منها كالشاى واللحوم.
وتابع أن الشركة بدأ يضعف دورها فى السبعينيات خلال فترة الانفتاح الاقتصادى ليبدأ وضع الشركة فى التهميش والاهمال وصولا إلى اختفاء دورها حاليا ، مؤكدا أن الشركة لاتزال تملك اصولا ومقومات يمكن استخدامها لإعادة هيكلتها وتطويرها ولكن تحتاج إلى فكرة ورؤية كما أن الاهتمام بها سيكون لها مردود إيجابى على الاقتصاد لأنها ستحقق عائدات بالعمله الصعبة.
كما طلب من إدارة الشركة مراجعة نظم العمل والدورات المستندية وتحسين جودة المعلومات والبيانات المتوفرة لدى الشركة خاصة فيما يتعلق بالفروع الخارجية، إلى جانب إعداد دراسة للأسواق المحتملة والسلع المطلوبة سواء من ناحية التصدير والاستيراد، وكذلك السعى للوصول إلى العميل المحتمل بدلًا من انتظار قيام العملاء بالتواصل مع الشر
تأسست شركة النصر للتصدير والاستيراد فى عام 1958 كشركة قطاع خاص صغيرة برأسمال 25 ألف جنيه ثم تأممت وضمت للدوله  عام 1961 وزاد رأسمالها إلى مليون جنيه وهنا بدأ نشاطها الحقيقى بعد 6 سنوات فقط من هذا التاريخ، أصبح لشركة النصر للتصدير والاستيراد 25 فرعا فى أفريقيا وأوروبا والبلاد العربية، وفى السنة التالية لذلك أصبحت تمتلك أسطولا للنقل البحرى بحمولة 215 ألف طن، وفى أواخر الستينيات أصبحت الشركة حسب تقدير جامعة ألينوى الأمريكية واحدة من أهم 600 شركة على مستوى العالم، وقد وصل عدد العاملين فيها إلى 3500 موظف، كما لعبت الشركة دورا سياسيا ومخابراتيا فى الستينيات فى دعم  دول افريقيا
وتمتلك الشركة حاليا 23فرعا خارجيا منتشرا فى دول عربية واوربية الى جانب امتلاكها للعديد من العقارات فى أفريقيا  منها عمارة النصر فى أبيدجان عاصمة كوت ديفوار، وترتفع 16 طابقاً، وتضم 50 شقة وخمس فيلات ومكاتب تجارية، وعمارة النصر فى مدينة نيامى بدولة النيجر، وترتفع 11 طابقاً وتعتبر أعلى مبنى فى العاصمة»مبنى شركة النصر» فى دولة النيجر الذى كان أول مبنى فى البلاد  مزودا بمصاعد كهربائية، فى وقت كان أقصى ارتفاع فيه للمبانى فى النيجر طابقين فقط!، ويصل اعتزاز أهل النيجر بدور شركة النصر إلى يومنا هذا إلى حد أنهم يضعون صورة مبنى شركة النصر على كروت الترويج السياحي، ومبنى بنك إكزيم فى دار السلام عاصمة تنزانيا، إلى جانب بعض المخازن فى بعض الدول.
كما تمتلك شركة النصر مكاتب داخلية داخل الجمهورية فى كثير من المحافظات مثل الإسكندرية وبورسعيد والسويس وداراو وأبوسمبل ودمياط الجديدة، بالإضافة إلى مخازن بالقاهرة والسويس ومخزنين بدمياط وبورسعيد و5مخازن بالإسكندرية، ويبلغ رأس مال الشركه حاليا 85 مليون جنيه موزعه على 850 ألف سهم ، القيمة الاسمية للسهم 100 جنيه مملوكة بالكامل للشركة القابضة للنقل البحرى والبرى .
ومن المفترض أن شركة النصر كانت تقوم  بتصدير ما يقرب من 70 سلعة مختلفة سنويا إلى لعديد من الأسواق الإفريقية والآسيوية والأوروبية.