الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبو زهرة: أعود للمسرح القومى مع سميحة أيوب

أبو زهرة: أعود للمسرح القومى مع سميحة أيوب
أبو زهرة: أعود للمسرح القومى مع سميحة أيوب




لم يستقبل الفنان عبد الرحمن أبو زهرة تكريمه بأيام قرطاج استقبالًا رسميًا كعهد الفنانين دائمًا، بينما حمل استقباله لهذا التكريم حالة من الكوميديا والمزاح أثناء تسلم الدرع من رئيس المهرجان ووزير الثقافة التونسى فى حفل الختام، وبأداء فكاهى اتخذ أوضاعًا كوميدية رشيقة فى تحيته للجمهور بدرع التكريم، أعرب أبو زهرة عن سعادته البالغة بهذا التكريم الذى جاء من مهرجان عربى بحجم أيام قرطاج؛ وفى حوار خاص قال عن التكريم وأشياء أخرى..
أتذكر أننى جئت أيام قرطاج فى ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضى وقتها قدمت العرض المسرحى «أنشودة الدم» مع الفنان يحيى الفخرانى إخراج كرم مطاوع وبالتالى هناك فارق كبير عندما آتى إلى مهرجان مجرد فنان مشارك بعمل مسرحى وأن آتى الآن وأنا مكرم من الدولة، هذا التكريم له وقع كبير فى نفسى وشعرت بسعادة بالغة لأنه يعنى تقييم وتتويج لتاريخى الفنى فهو نوع من الاعتراف بأننى عشت وتركت بصمة مهمة لأن كل تكريم يأتى من دولة عربية يحمل مذاقًا خاصًا.

■ حدثنا أكثر عن تجربتك فى قرطاج بالتسعينيات؟
ــ كان أحد الأعمال المعروضة بالمهرجان «أنشودة الدم» وأتذكر أنه فى هذا اليوم كان المطر شديدًا وتصورنا أن الجمهور لن يأتى بسبب سوء الأحوال الجوية لكن المفاجأة أننا وجدنا طوابير لا حدود لها بالشماسى ينتظرون الدخول للمسرح، استقبولنا اسقبالًا غير طبيعي.
■ كيف استقبلت عروض قرطاج فى 2018؟
 ـــ الحقيقة أننى لم أشاهد الكثير شاهدت عرضين فقط، عرض سورى وآخر عراقى من خلال العرضين أعتقد كتقييم مبدئى هما ينتميان للمسرح التجريبى وليس المسرح الكلاسيكى كما أعهده، كما أننى للأسف لم أستطع فهم اللهجات العربية قد أكون فهمت السياق العام للموضوع فقط.
■ كيف ترى تنوع اللهجات بعروض المهرجان؟
هذه مشكلة كبيرة سبق وأن كرمت بدولة الجزائر وذكرت هذا الكلام قلت إن اللهجات العربية تفرقنا فنكاد نلتقط بعض الكلمات حتى يصل المعنى فى حين أن اللغة العربية تجمعنا وسنفهم العمل جميعًا فلماذا لا نقدم العروض بالفصحى، لأن أغلب الدول قد يصعب عليها فهم اللهجات.
■ هذا العام اتخذ المهرجان «مسرح ما بعد الدراما» محورًا فنيًا له كيف ترى مستقبل هذا النوع من المسرح؟
ــ ماذا يعنى ما بعد الدراما..؟! هذا ينطبق على عروض التجريبي، ولكن إذا كان ما بعد الدراما أو ما قبل الدراما فى رأى المسرح كلمة والكلمة مضمون وإذا فقدنا المضمون والكلمة فلا مسرح عربي..!
■ لكن المهرجان التجريبى مستمر ويجد قبولًا عند كثيرين؟
ــ التجريبى مهرجان جميل ويهتم بالتعرف على اتجاهات المسرح فى العالم، وفى رأيى أى مسرحية جديدة تقدم للجمهور تجريبية لأنها تعرض أمامه لأول مرة بوجهة نظر متطورة وجديدة ومدى نجاحها أو فشلها يتوقف على مقدار تحقيق المتعة ووصول المعنى المسرح كلمة ومضمون، وهل ما بعد الدراما يفهمه ويتقبله الجمهور، إذا لم يتقبله هذا ليس مسرحًا.
■ إذن كيف ترى الحركة المسرحية فى مصر حاليًا؟
ــ للأسف لا أشاهد تليفزيون أو سينما أو مسرح منذ فترة طويلة لأننى تشبعت، خاصة وأننى شاهدت ازدهار المسرح الذى لم يعد؛ قبل نكسة 67 كان المسرح مزدهر قدمنا عروضًا باللغة العربية الفصحى كان هناك كتاب كبار مثل عبد الرحمن الشرقاوى صلاح عبد الصبور وصلاح جاهين فى العامية، كانت هناك حركة وإقبال كبير على العروض ، وأعتقد أن السبب فى ذلك وجود حركة نقدية رائعة لأن النقد يثير فى قرائه الرغبة فى المشاهدة أو العكس مثل لويس عوض ورجاء النقاش، وغيرهم فطاحل من النقاد عندما كرمتنى وزارة الثقافة أصدرت عنى كتابًا جمعت فيه أعمالى وكل المقالات المكتوبة عني، فكرت فى القيام بعمل فيديوهات متفرقة أحكى فيها عن هذه العروض لمن لم يعاصرها لأنها فترة المسرح الذهبي.
■ ألم تر حركة مسرحية برغم الإنتاج الغزير الذى شهده المسرح بعد الثورة؟
ــ ليست هناك حركة مسرحية كما كانت من قبل لأنه للأسف ليس هناك مؤلفون، كنا نقدم أعمالًا بالعربية الفصحى والعامية والشعر وأذكر أن البسطاء كانوا ينفعلون ويتفاعلون معها؛ فى مسرحية «الفتى مهران» عبد الله غيث كان يقدم مونولوجًا سياسيًا موجهًا للحاكم فى الرواية حوالى 10 صفحات هذا المونولوج بعد انتهائه يطلب الجمهور إعادته من جديد وكأنه أم كلثوم، كان هذا المشهد يتكرر كل ليلة، تذوق الجماهير كان مختلفًا وكذلك الحركة النقدية، وكانت البلد أكثر استقرارًا من اليوم، مصر كان الله فى عونها أصبحت نائبة عن العالم فى محاربة الإرهاب.
■ اتخذ المسرح القومى خطوة جديدة بفتح المجال للشباب، كيف ترى ذلك؟
ــ هذه فكرة جيدة، وأحب أن أعلن عن مشروع مهم سأقدمه على خشبة القومى الفترة المقبلة مع الفنانة سميحة أيوب إخراج خالد جلال منذ ستة أشهر نعمل على تمصير النص لأنه كتب باللهجة العراقية لذلك سنحوله للعامية المصرية واعتقد أنه سيلقى نجاحًا كبيرًا، الوزيرة تحمست له وتدور أحداث النص حول قصة حب غريبة جدًا بين اثنين بلغا السبعين نرقص معًا ونستعرض تاريخ قصة حبنا، الرجل عجوز يحمل قلب طفل ويحاول أن يقنع حبيبته أن تكون مقبلة على الحياة مثله.
■ لماذا قاطعت خشبة المسرح طوال هذه السنوات؟
ــ لم يعرض على نصوص كى اقدمها، عرضت على فقط بعض الأعمال على خشبة البالون رفضتها، ولدى هذه الفترة حالة من اللهفة والشغف للعودة إلى خشبة القومى من جديد أول مرة أقف على القومى عندما تخرجت عام 1959، ولهفتى تشبه العاشق الذى يحاول الاقتراب من حبيبته لكنها تتمنع عليه.
■ هل لديك شروط معينة للعودة؟
ــ لا يعجبنى ممثلين ومخرجين كثيرين حاليًا لأننى سبق ومثلت مع عباقرة مثل حسين رياض، أمينة رزق، حسن البارودي، عبد المنعم إبراهيم، توفيق الدقن، كنت شابًا بينهم، وأتذكر أننى قدمت مشروع تخرجى بمسرحية «المفتش العام»، اليوم ليست هناك حركة ترجمة من قبل كنا نترجم أعمالًا حتى من الصين واليابان فترة ثورة يوليو المجتمع كله كان ثائرًا ومتحركًا بحماس  شديد، كانت هناك حركة فى الموسيقى، الرقص الشعبي، الباليه، والأوبرا والفن التشكيلي، كنت قارئًا نهمًا لأننى كنت مقتنعًا بأن الممثل لا بد أن يكون مثقفًا لأنه يقود حركة فنية كاملة، وأنا أول من اخترع مسرح المقهى.
■ كيف كانت تجربة مسرح المقهى؟
ــ تذكرة العرض كانت بسعر المشاريب، تشاهد بالمشروب مثلت فى مقهى أمام المسرح القومي، كان هناك مقهى أثرى تاريخى «ماتتيا» جلس عليه جمال الدين الأفغانى، وسعد زغلول ومحمد عبده، للأسف هدم وبنوا عمارة بدلا منه قدمت به عرض «إنى اعترض»  ونجح نجاحًا كبيرًا ولم أتقاض عليه أجرًا.
■ كيف رأيت مشهد تجرد ممثل من ملابسه على المسرح بدعوى حرية الإبداع؟
ــ هذا خروج عن القيم الإنسانية فى دولنا العربية الإسلامية، وهو ما اعتبره «وقاحة».. حرية الإبداع والرأى ليست مطلقة هناك حدود لكل شيء، نحن شعوب تحكمنا قيم وضمير وتربية، كل هذه الأشياء لا تدخل فى حرية التعبير، أنت حر فى حدود ألا تمس حريتك حريتى وألا تؤذى وتجرح نظرى أو سمعي، ويجب أن يمتلك الفنان هذا الوعى وهذه المسئولية وإلا أصبح هناك خلل وانهيار أخلاقى.