الحياة تعود إلى وليد هلال بعد خسارة ثروته ورحيل زوجته

شهادات عديدة يقدمها شارع 306 لقصص من الواقع، كأنها درب من دروب الخيال، إلا أنها ترسم تحدى هؤلاء الشباب لقسوة الحياة عليهم، فكما نتفوه دائما بالكلمة العامية «أوبّا»، كلما كان هناك حدث مذهل، وهو بالفعل ما دفع وليد هلال، إلى أن يطلق على عربته المتخصصة فى بيع الأطعمة المتداولة والرائجة لدى جميع الطبقات، أيضا هذا الاسم، لما عاناه فى حياته، حيث كان واحدا من أكبر مستوردى التكنولوجيا من روسيا، وحاصلا على دكتوراة فى الإدارة، وتعرض عقب حادث الطائرة الروسية إلى فقدان كامل لثروته فى صفقة تجارية أخذت معها كل ما حصدته السنوات من أموال، حتى أن زوجته تخلت عنه، فارتبط ببنت البلد «نادين»، التى اقترحت عليه بأن تستغل فكرتها الجيدة فى الطهى وإنتاج أنواع من المأكولات لتكون بمثابة نواة لمشروع مأكولات فى أحد شوارع مصر الجديدة، وبالفعل قامت بالتنفيذ وكانا يجمعان ما يحتاجانه المنزل يوما بيوم، تارة لسداد فاتوة الكهرباء وتارة لسداد فاتورة المياه، إلا أنه طالما كانت تسجل الخسائر أكثر من الربح، فشدت نادين على يديه، للاستمرار فى مواجهة تلك الظروف، من أجل البقاء، إلى أن تم التقدم للحصول على مكان فى شارع 306، وهو ما كان نهاية لمأساة الوقوف المخالف فى الشارع بعربة تقديم المأكولات، والتى كانت بمثابة الخروج من أزمة طاحنة والعودة إلى الحياة، ويقف وليد رجل الأعمال الخاسر، بالأمس، فى شارع 306 مشرفا على العاملين فى مشروعه الاستثمارى الجديد، الذى ينطلق به فى أمان، فيما طالبت نادين الشباب بالخروج للبحث عن فرصة العمل، وعدم انتظار العمل لأن يأتى، فمن يبحث يجد، وأنه ليس عيبا أى عمل، المهم الحصول على فرصة عمل، فيما تمكن صديقه ومعاونه محمد عماد من الحصول على عقود توريد أطعمة لإحدى الشركات الواقعة بالقرب من شارع 306.