الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الرواية والخيال الريفى» بانوراما تاريخية لمصر القرن العشرين

«الرواية والخيال الريفى» بانوراما تاريخية لمصر القرن العشرين
«الرواية والخيال الريفى» بانوراما تاريخية لمصر القرن العشرين




 

فى كتاب «الرواية والخيال الريفى فى مصر بين 1880- 1985» تتناول الباحثة سماح سليم صورة الفلاح والقرية المصرية فى الأعمال الأدبية  منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى قبيل نهاية القرن العشرين.
الكتاب الصادر عن المركز القومى للترجمة يتتبع تمثلات القرية المصرية وتحولاتها على مدار القرن العشرين فى مجموعة من  النصوص السردية لعبد الله النديم ويعقوب صنوع ومحمود طاهر حقى ومحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم والشرقاوى وعبدالحكيم قاسم وبهاء طاهر ويحيى الطاهر عبدالله وغيرهم من الروائيين المصريين.
قسّمت المؤلفة كتابها إلى مقدمة نظرية  بعنوان «الفلاح والسرد الحديث فى مصر» وتتناول فيه صورة الفلاح ودلالاتها، ويتبع ذلك سبعة فصول ومنها:»الفلاح الفصيح يعقوب صنوع وعبدالله النديم وبناء الفلاح فى بواكير المسرح، الحواريات، الروايات والقوميات، والأرض، والابن المنفى، والحكاء».
يقول مترجم  الكتاب عبد الرحمن الشرقاوى فى مقدمته: «يسعى الكتاب ومؤلفته إلى بيان الطبيعة النوعية المميزة لهذه الصورة وتحولاتها عبر الزمن فى النصوص السردية البارزة وارتباط هذه الصورة بالسياسات الوطنية وتجلياتها فى الأدب، ويبحث الكتاب عن كيفية تحقق هذه الصورة ودلالاتها فى الأعمال الروائية المصرية من خلال البحث فى الاستراتيجيات السردية والتعددية اللغوية فى الأعمال».
ويضيف: «يتفق الكتاب الذب بين أدينا مع كتاب «الروائى والأرض» للناقد الراحل د.عبد المحسن طه بدر فى اعتماده على النصوص ذاتها، ومعالجة الموضوع نفسه، ويختلفان فى المدى الزمني، والمنهج النقدى، ووجهة النظر، فهما يعتمدان على روايات محمود طاهر حقى وهيكل والحكيم والشرقاوى وقاسم، لكن سماح سليم تعود إلى نصوص أقدم كما تمتد بدراستها إلى التالية لم يتوقف عندها بدر، فهى تعود إلى صورة الفلاح فى «هز القحوف لشرح قصيدة أبى شادوف» فى القرن السابع عشر، وتصل فى النهاية إلى رواية «شرق النخيل» التى لم تكن ضمن النصوص التى درسها عبد المحسن طه بدر»,
ويكمل:»أما الاختلاف الثاني، والأكثر جوهرية فيكمن فى أن عبد المحسن كان معنيًا بالبحث فى رؤية الأديب الواقعية للعالم وقدرته من خلال هذه الرؤية على التصدى لموضوع القرية والفلاح على النحو الذى يكشف طبيعة الواقع ويسعى إلى تقديمه إلى القارئ ليشاركه هذه الرؤية، وقد كان تركيزه على من يستطيعون رؤية عالم القرية رؤية حقيقية صحيحة من وجهة نظره، أما سماح سليم فقد كانت معنية ببيان تقنيات السرد واستراتيجياته التى تبرز هذه الرؤية فى سياقه الأعم مع التركيز على الجانب اللغوى الذى يظهر تعددية لغوية ووضعا معقدا متناقضا لشبكة المصالح المرتبطة بالقرية وبالفلاح وكيفية توظيف صورة الريف المصرى فى إطار ثقافى وسياسى واجتماعى أشمل».
من جانبها تقول الباحثة والكاتبة سماح سليم:»إن المادية الاجتماعية الاقتصادية لصراع الفلاح والواقعيات السياسية التى تجسد من خلالها هذا الصراع تظهر بين الحين والآخر بوصفها قوة دافعة وراء تمثيل القرية فى هذه المادة السردية العابرة للنصوص. والأكثر تكرارًا أن القرية مكتوبة باعتبارها كليشيهًا مركزيًا تدور حوله مشكلة هوية الفرد والمجموع فى علاقتهما بالتاريخ تخيلًا وتنظيمًا».
وتضيف: «باكتشاف هذا الكليشيه باعتباره شكلًا يتكشف لنا، فبوسعنا أن نبدأ فهم السبل التى يظهر المجتمع من خلالها تجربته مع التاريخ باعتبارها حركة دينامية صراعية لا تهدأ بين الماضى والحاضر والمستقبل. وبهذا المعنى يعتمد الكتاب نوعًا من القراءة التأويلية التى - وفقًا لكلمات رايموند ويليامز - تشرح مصطلحات ذات صلة، الاستمرارية والتاريخية فى المفاهيم «من خلال نص مرموق. وتستطيع مثل هذه القراءة، مثلًا أن تختبر على نحو أكثر نفعًا الرواية الريفية أينما وجدت باعتبارها توثيقًا لإنسان عالمى بالتزامن مع تجربة اجتماعية محددة تاريخيًا لحداثة مشتركة لتاريخ  يتكرر فى عدة حيوات وعدة أماكن».