واحة الإبداع.. جلسة علاج

اللوحات للفنان: ماهر جرجس

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

جلسة علاج

صلاح عبد الستار الشهاوي

في المساء أجهشت بالبكاء، وقبل أن تمضي إلى الفراش عانقت أباها وأمها، فعندما طلبت منهم أن تخرج قالا لها: من الأفضل أن تلزمي البيت عزيزتي، فأنت ماتزالين مريضة جدا. قالت لهم: أنا اليوم كما كنت بالأمس، وأمس الأمس، وقبل شهر وقبل عام، وقبل عامين، وقبل عشر أعوام، ومنذ وعيت على هذه الدنيا، دعوا مرضي وشأنه ما دخلكم بذلك؟
 استطاعا الأب والأم بعد جهود مشتركه أن يهدئوها، ثم تناوبا النظرات وعلى الفور ذهبت الأم إلى المطبخ لإعداد الكعكة التي تحبها ابنتها بينما الأب بدأ البكاء بصوت منفعل وفي تلك الأثناء دخلت الأم لتخبره أن الطبيب النفسي قد حضر في موعده ليقيما جلسه العلاج الأسبوعية، وعندما خرجا إلى الطبيب وجداه يبكي في انتظار جلسة العلاج.