الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وسام الاحترام سلمى الشماع الساطعة

وسام الاحترام سلمى الشماع  الساطعة
وسام الاحترام سلمى الشماع الساطعة




هى نجمة فى السماء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ساحرة، يجلس الناظرون مشدودين إليها، يتابعونها وعيونهم معلقة، هى مرشد على الطريق يتبعها الآلاف ممن يريدون أن يكونوا مثلها، وهى تجود ولا تمانع، بل تتوهج أكثر فأكثر، تشع  دون كلل أو ملل، دون توقف، فهى تملك طاقة مهولة لازمتها منذ اللحظة الأولى لها على عتبات «ماسبيرو» ولم تفارقها، فاللإعلامية سلمى الشماع طلة خاصة على الشاشة الفضية أدخلتها بسهولة فى قلوب المشاهدين، فعلى مدى سنوات من العمل الإعلامى الممتد كانت مثالا للإعلامية المصرية المثقفة، فهى تمتلك شخصية مهذبة رائعة وثقافة واسعة مكنتها من الاستحواذ على ثقة كبار الشبكات الإخبارية.
■ ■
سلمى الشماع كان لها من صفات اسمها نصيب كبير، فهى تتميز بذكائها وتحب الانطلاق، لذا أخذت القرار الذى غير مسيرتها المهنية، فانتقلت من العمل كصحفية، بعد تخرجها في كلية الآداب عام 1967، إلى التليفزيون المصرى بعدما تقدمت لاختبارات المذيعين واجتازتها بنجاح، ثم قدمت أول برنامج تليفزيونى لها «الكاميرا هناك»، وتلاه عدد كبير من برامج المنوعات التى حققت نجاحا كبيرا بها، مثل «كشكول»، «ذاكرة السينما»، «صديق من إفريقيا»، «عالم الجاز»، «العالم يغنى»، «نشرة اليوم»، «الموسيقى للجميع»، «اسهر معانا»، وبرنامج «زووم» الذى فاز بجائزة فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ولا ننسى ما قدمته فى برنامج «النادى الدولى» عام 1972 مع الفنان سمير صبرى.
■ ■
عاشقة للسينما، لكنها رفضت دخول عالم التمثيل رغم العروض الكثيرة التى جاءتها، فلم تقبل سوى الظهور كضيفة شرف بدور مذيعة فى فيلم «معالى الوزير»، وكان هذا الرفض لاعتزازها بمهنتها وإيمانها برسالتها كإعلامية، التى تقدمها لمتابعيها فى مصر والوطن العربى.
خدمت الفن الذى تحبه من خلال حرصها على اكتشاف مواهب فنية وغنائية استطاعت ترك بصمة مميزة، مثل المطرب تامر حسنى، ومحمد حماقى، هيثم شاكر ، حسام حبيب وبسمه وغيرهم.
استطاعت أن تصل بصوتها إلى العالم الغربى من خلال عملها فى إذاعة مونت كارلو الفرنسية  بعد أن فضلت العمل بالإذاعة عن التليفزيون الفرنسى كى تكون على تواصل مع أهلها فى مصر ومستمعيها.
استمرت فى العمل عبر أثيرها سنوات طويلة، قدمت خلالها عددا من البرامج منها «لقاءات الأحد» والذى استضافت خلاله عددا كبيرا من مشاهير الفن فى العالم مثل صوفيا لورين، كما استضافت خلاله نجوما عربا.
لم تغب عنها أم الدنيا لحظة، فقررت زيارة مصر كل شهرين أثناء فترة عملها فى مونت كارلو، إلى أن حسمت أمرها بالرحيل عنها؛ لعدم قدرتها الابتعاد عن أرض الوطن أكثر من ذلك.
■ ■
«الشماع» حققت طفرة نوعية لقناة النيل للمنوعات منذ توليها رئاستها، إذ استطاعت أن تصل بالقناة لأعلى نسبة مشاهدة لدى الجمهور المصري.
 آخر ما قدمته أمام الشاشة كان برنامج «مع سلمى» الذى عرض على قناة  ON TV، لتقرر بعده التفرغ لتدريب شباب الإعلاميين واكتشاف مزيد من المواهب لإثراء الفن والإعلام بالمصريين بالموهوبين، فمنحت الإعلاميين الفرصة ليحققوا نجاحًا كما حققت هى فى مجال الإعلام، من خلال مؤسسة «فابريكا» للإعلام والصحافة والفنون، وهنا لم تعد تهتم بالظهور على الشاشة بقدر الاهتمام بتقديم شيء جيد ومفيد.
ولحرصها المستمر على تقديم المواهب، شاركت فى لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب الإذاعية «راديو ستار» فى 2017، على محطة نجوم إف إم لاختيار نجم جديد فى عالم الإذاعة.
■ ■
 سلمى الشماع هى باختصار مكتبة إعلامية شاملة واسعة الثقافة والمعرفة.. نموذج لما يجب أن يكون عليه كل إعلامى.. ساهمت عبر عقود من سنوات العمل المتميز على الشاشة وفى الإذاعة فى زيادة الوعى الثقافى فى الإعلام.. ولأنها رمز إعلامى يفخر به كل مصرى.. وجدناها تستحق «وسام الاحترام».