الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إيران تسحب مستشاريها العسكريين من العراق بحجة القضاء على داعش

إيران تسحب مستشاريها العسكريين من العراق بحجة القضاء على داعش
إيران تسحب مستشاريها العسكريين من العراق بحجة القضاء على داعش




فى الوقت الذى تزداد فيه المطالبات بإخراج المستشارين الأمريكان الموجودين فى العراق، إثر الزيارة الخاطفة التى أجراها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لقاعدة «عين الأسد» فى الأنبار، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمى، إن بلاده سحبت مستشاريها الموجودين فى العراق نظرا لنجاح حكومة بغداد فى تحقيق النصر على تنظيم «داعش» الإرهابى، مشيرا لاستعداد طهران لإعادتهم فى حال طلب العراق ذلك.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أواخر 2017 إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابى بشكل كامل بعد صراع استمر ثلاث سنوات وانتهى بتحرير مدينة الموصل التى كانت المعقل الرئيس لتنظيم داعش.
الكاتب والمحلل الإيرانى، فرامرز دافر، سلط فى تقرير له الضوء على أسباب إعلان إيران انسحاب قوات الحرس الثورى وجميع المستشارين العسكريين من العراق، ومدى ارتباط هذا الانسحاب بإعلان واشنطن هزيمة تنظيم داعش المتشدد فى الأراضى العراقية.
وبدأ دافر تقريره بربط توقيت انسحاب قوات الحرس الثورى من العراق بزيارتين اعتبرهما لعبتا دورًا محوريًا فى عملية خروج القوات الإيرانية من العراق؛ الأولى زيارة الرئيس العراقى، برهم صالح لطهران، والثانية الزيارة المفاجئة للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لقوات بلاده المتمركزة فى العراق.
 واعتبر أن التواجد العسكرى لقوات الحرس الثورى فى العراق بقيادة فيلق القدس -المسئول عن العمليات العسكرية للحرس الثورى خارج إيران والمصنف إرهابيًا- لم يكن مرغوبًا فيه من قبل الساسة والعسكريين العراقيين، على عكس تأكيد طهران بترحيب وتنسيق قادة بغداد بتواجد هذه القوات.
وأوضح أن الحضور اللافت لقائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليمانى، وانتشاره المكثف بين الجماعات المسلحة الشيعية فى العراق لم يكن لضرب معاقل تنظيم داعش أو مكافحة الإرهاب كما تزعم طهران، ولكن لبسط النفوذ العسكرى للجمهورية الإسلامية داخل الأراضى العراقية.
ودلل على صحة رأيه برفض حكومة بغداد الحضور الموسع لقوات الحرس الثورى فى الأراضى العراقية بعد عام ونصف العام من اقتحامها الميدان الأمنى والعسكرى فى مواجهة تنظيم داعش، وما ألحقته فى هذه الفترة من تأسيس جماعات طائفية مسلحة تغلغلت فى الساحة السياسية والأمنية العراقية فى خضم مواجهة داعش.
واستشهد بتصريحات رئيس الوزراء العراقى السابق، حيدر العبادى فى مارس 2016، الذى أكد فيها رفضه ممارسات قاسم سليمانى وانتشار قوات الحرس الثورى فى بلاده، معلنًا عن مشاركة القوات العراقية فقط فى معركة استعادة مدينة الرمادى من داعش وقتها.
وأعاد التذكير بزيارة سليمانى لبغداد وهبوط طائرته فى مطار العاصمة العراقية دون إذن مسبق، واستقباله فى صالة المراسم الخاصة، حفيظة العبادى والمسئولين العراقيين، باعتبارها انتهاكًا مباشرًا للسيادة العراقية.
وعلق الكاتب الإيرانى على ممارسات قوات الحرس الثورى فى العراق بقوله: «إن ما قامت به قوات الحرس الثورى فى العراق يمثل تجاهلًا متعمّدًا وخرقًا واضحًا من قبل نظام الجمهورية الإسلامية للسيادة والقومية العراقية».
وتابع أن إيران خلال حضور قواتها فى العراق أنفقت ملايين الدولارات؛ ليس لمقاومة تنظيم داعش أو استعادة الأمن فى العراق، وإنما لدعم التنظيمات والميليشيات الطائفية نظير «الحشد الشعبى»، التى تدعم تثبيت قواته فى الساحة الأمنية والسياسية لبغداد كقوات باسيج جديدة.
واختتم تقريره بتأكيد تزايد الرفض الشعبى العراقى لحضور إيران العسكرى والسياسي، لافتًا إلى تصاعد وتيرة هذا الرفض أثناء احتجاجات البصرة، التى انتهت بإحراق المحتجين العراقيين للقنصلية الإيرانية وإطلاقهم شعارات مناهضة لتواجد الجمهورية الإسلامية فى بلادهم.
ومن جانبه، قال د.حيدر حميد رئيس مجلس خبراء دعم صناع القرار العراقى لروزاليوسف إنه لا يخفى على الجميع مستوى الدعم العسكرى الذى قدمته إيران للعراق فى حربه ضد داعش لاسيما بعد احتلاله لمساحات شاسعة من الأراضى العراقية بعد أحداث يونيو 2014 وتركز الدعم الإيرانى للعراق بصورة رئيسة  فى مجالين مهمين الأول تقديم العون العسكرى المتمثل فى الأسلحة والتجهيزات العسكرية مدفوعة الثمن والمجال الثانى تقديم المستشارين العسكريين الذين حضروا إلى العراق بموافقة الحكومة العراقية وساهموا مساهمة فعالة فى عمليات تحرير الأراضى من سيطرة داعش وكانوا يتواجدون بصورة رئيسة مع قوات الحشد الشعبى
معتقدا حيدر أن مهام المستشارين العسكريين قد انتهت بانتهاء العمليات العسكرية وإعلان العراق النصر النهائى على داعش بعد استعادة جميع المناطق التى احتلها التنظيم الإرهابى وانتفت الحاجة لخدماتهم فغادر معظهم العراق ولم تتواجد أى قوات إيرانية  فى العراق سواء أكانت قوات نظامية أو قوات تابعة للحرس الثورى وإن صح ذلك كان الأمريكان قد أعلنوا عنه.