الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بـ18 لغة.. البابا يهنئ الأقباط فى العالم بعيد الميلاد

بـ18 لغة.. البابا يهنئ الأقباط فى العالم بعيد الميلاد
بـ18 لغة.. البابا يهنئ الأقباط فى العالم بعيد الميلاد




قدم البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التهنئة لجموع الشعب القبطى فى كل العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وجاء فى نص الرسالة التى بعث بها البابا تواضروس عبر فيديو مسجل بثه المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتمت ترجمته إلى ١٨ لغة «أهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد وأرجو للجميع كل خير وكل بركة فى كل مكان، أرسل تهنئتى القلبية وتهنئة كل الكنيسة هنا فى مصر أرسلها إلى الجميع، إلى جميع الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة والخدام والخدمات والأراخنة ومجالس الكنائس والشباب وكل الشعب والأطفال فى كل كنائسنا القبطية فى سائر قارات العالم فى أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا وفى كل الأماكن التى يتواجد فيها الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الشرقى.
وأضاف بطريرك الإسكندرية: عاش الإنسان بعد أن خلقه الله وأراد له أن يكون إنسانا كاملا يعيش فى إنسانية كاملة وأعطاه وزوده بكل المواهب الكثيرة ولكن هذا الإنسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش فى ظلمة وهذه الظلمة نسميها الظلمة الروحية، عاش فيها الإنسان بعد أن كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية، اختار أن يعيش فى الفراغ وفى اليأس وفى الخطية، فقد الرجاء وعاش فى الإحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وسار تعبير الكتاب المقدس «الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله»، وانهارت إنسانية البشر، وفقد الإنسان أهم ماعنده وهو الإنسانية وسار الإنسان رويدا رويدا وجيلا بعد جيل يفقد إنسانيته ويجف فى الحب الذى يعطيه هذه الإنسانية وسار الإنسان جائعا إلى الحب وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش فى هذا الفراغ الكبير جدا، رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الشديد بين كل أطراف المسكونة.
ويستكمل البابا تواضروس قائلا: «وأين العلاج.. كان العلاج هو الحب، أن يأتى من يقدم له الحب وأن يأتى حبا فيه فجاء السيد المسيح، كما نقرأ فى الإنجيل المقدس « هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية».
واستطرد: جاء السيد المسيح يقدم لطفا وحنانا وحبا وكان قصده من كل هذا أن يرجع الإنسان إلى إنسانيته ولم يكن هناك سبيل إلا هذا الأمر، أن يتواجد الله معنا فسارعمانوئيل الله معنا والكلمة سار جسدا فى وسطنا.
وأوضح البابا: لم يرسل الله ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا نبيا ولا رجل سياسة ولا سفيرا ولكن جاء بنفسه، جاء لأن الله يحب الإنسان بالحقيقة وليس بالكلام، لذلك نحن نحتفل فى كل سنة بعيد الميلاد، وتتجدد هذه المناسبة، كأننا نجدد العهد بالله الذى أتى حبا فينا يقدم لنا الحب لكل أحد.
وأكد: فى الميلاد المجيد نراه يحب القرية الصغيرة بيت لحم، ويحب المدينة الكبيرة أورشليم، ونراه يحب الرعاة المنسيين وسط زحام البشر، ونراه فى نفس الوقت يحب المجوس الذين فى بلاد بعيدة عن اليهودية وعن أورشليم، يحب العذراء الفتاة الفقيرة واليتيمة، ويحب فى نفس الوقت المرأة المترملة «حنا النبية»، يحب يوسف النجار الشيخ الوقور حارس سر التجسد ويحب أيضا الشيخ الوقور القديس سمعان الذى انتظر مجيء  المسيح، لقد أحب الانسان كله وجاء ليشبعه من الحب، الحب الذى يحتاجه لكى ما يعود إلى إنسانيته.
وأشار: لذلك فى عيد الميلاد المجيد، الله يرسل حبه إليك وإلى كل أحد يرسل هذا الحب ويقول لك إن الله ليس بعيدا عنك، يقول إن الله لا ينساك أبدا، يقول لكل أحد أن الله لا يكره إنسانا هو يكره خطية الإنسان ولكنه يحب الإنسان ذاته، هو يبحث عن كل أحد، هو جاء لكى يملؤك رجاء وفرحا وتهليلا، الله بالحب يعيد إنسانية الإنسان، لذلك أيها الحبيب فى كل مكان احترس أن يجف قلبك من الحب، احترس أن يكون قلبك دافئا بالحب الذى يقدمه المسيح لك، أعرف أن الأمور العصرية التى نتعامل معها والتواصل الواسع الموجود فى العالم كله الذى جعله قرية صغيرة، ولكن الإنسان من كثرة تعامله مع الآلات جف قلبه من الحب وازدادت ضعفات كثيرة أمام  الإنسان، ازداد ضعفه فى علاقاته مع الآخرين وفى حبه للآخرين وفى حبه للحياة، نجد فى العالم ازديادا فى العنف والجريمة والإرهاب والتفكك الأسرى والانحرافات المتعددة وكل هذا لأن قلب الإنسان جف من الحب.
 واستطرد: لذلك عيد الميلاد، فرصة ورسالة لكل أحد فينا أن يأتى ويشبع من هذا الحب، كما يقول السيد المسيح فى العظة على الجبل «طوبى للجياع والعطاش إلى البر».. إلى المسيح إلى  الحب.. لأنهم يشبعون.
وأكمل: أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد نتذكرأحباءنا الشهداء الذين يفرحون أيضا بوجودهم فى السماء ونتذكر المصابين ونصلى من أجل شفائهم، ونصلى من أجل سلام العالم كله، من أجل بلادنا فى مصر ومن أجل كل إنسان من أجل كل كنيسة ومن أجل خدمة ونصلى أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد.. كما تقول أنشودة الميلاد «المجد لله فى الأعلى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة» وفى الناس الفرح.
واختتم: تحياتى وكل أمنياتى لجميعكم.. راجيا لكم أياما مقدسة فى هذا العام الجديد وفرحة الميلاد التى تملأ قلوبكم جميعا وتستطيعون أن تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد ولكل المجتمعات التى تعيشون فيها.. يبارك الله حياتكم ويبارك كل ما تمتد إليه أيديكم ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.