الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عاصمة المحبة

عاصمة المحبة
عاصمة المحبة




كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل

 

منذ أن بدأت الإنسانية تتشكل فى الوجود، تجسد فى مصر معنى الوحدة والتلاحم، امتزجت الحضارة مع الإيمان بالله، وشيئًا فشىء ترسخت معانى حرية العبادة، وأطلق المؤمنون أرواحهم فى الفضاء لتعبد كل روحٍ ربها، وأمس أحيت مصر هذه المعانى الخالدة، المتأصلة فى نسيج ووعى الإنسان المصرى، هناك فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، رسخت الدولة المصرية مفهوم التعايش والتآخى، وناصرت قيم التسامح وقبول الآخر، بافتتاحها أكبر كنيسة ومسجد فى الشرق الأوسط، ليكون على هذه الأرض بقعة حيّة تضج بالإيمان والمحبة، وقبلة للعالم ليأخذوا العبرة من الدرس المصرى الراسخ، كيف يكون الشعب هو قلب الدولة المصمت.
ولأنها رسالة محبة للعالم أجمع، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح، بحضور الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية، فى وجود الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار مسئولى الدولة.
الرئيس فى بداية الاحتفالية الوطنية الخالصة، طلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادًا على روح شهيد الواجب الرائد مصطفى عبيد، الذى استشهد أمس الأول إثر انفجار عبوة ناسفة، فى عزبة الهجانة بحى مدينة نصر.
«إن هذا اليوم يعد يوماً تاريخياً فى مصر والمنطقة، بافتتاح أكبر كاتدرائية ومسجد فى الشرق الأوسط ومصر وإفريقيا» هكذا قال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، فى تعليقه على هذا الافتتاح، مؤكدًا: «أن مسجد الفتاح العليم مساحته ٦٠ فدانا، ويتسع لأكثر من ١٢ ألف مُصلٍ، وكاتدرائية ميلاد المسيح مساحتها ١٦ فدانا وتتسع لحوالى ١٠ آلاف مواطن».
المتحدث الرئاسى أوضح أن الاحتفال بأعياد الإخوة المسيحيين رسالة قوية، تؤكد حرص «السيسى» على ترسيخ معانى الحب والإخاء والتعايش السلمى، والتعاون وقبول الآخر، موضحاً: «أن الرئيس مصمم على ترسيخ هذا الاتجاه فى الدولة المصرية بوجود الكنيسة والمسجد جنباً إلى جنب فى كل المدن والتجمعات السكنية الجديدة التى تقيمها الدولة».
وفى الاحتفالية امتزجت الأغانى الدينية الإسلامية بالترانيم المسيحية، فى مشهد يدل على وحدة المصريين، فتداخل صوت تواشيح «مولاى إنى بباك»، مع ترنيمة تحمل اسم «مريم».