الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«خرابة البيوت»

«خرابة البيوت»
«خرابة البيوت»




«حملته أمه وهنًا على وهٍن» أى مشقة وألم فى داخلها ٩ أشهر بين الألم والأمل، تشعر بجنينها ينمو ويكبر وينبض قلبه داخلها، عاشت قصة دامت لشهور تحلم بلحظة قدومه ولمس جسده الصغير الرقيق، تنتقى له أجود الملابس التى تليق بـ «ولى العهد»، تمنت أن يناديها الكل بـ «أم فلان»، اختارت الاسم وحلمت به حتى كاد يرن فى آذانها، ولكن اصدمت بكابوس تحكم الحموات التى صممت على اختيار اسم حفيدها كيفما تشاء، أرادت التحكم فى بيتى وزوجى حتى مولودي، كانت تبعث لى رسائل تفسر تصرفاتها أننى هنا كقطعة أثاث، وأعلنتها صريحة أنها هى من تدير شئون أولادها حتى موتها.
«منها لله حماتى المتسلطة خربت بيتي، وجوزى لا بيحل ولا بيربط»، بهذه الكلمات روت «مها. ح، ٣٠سنة» قصتها: منذ الأيام الأولى من زواجى واختلاطى بوالدة زوجى تعرفت على طبعها وعلى رأسها التحكم، خاصًة بعد مخالطة زوجات أخوات زوجى «سلفاتي»، وتابعت: سمعت قصصا من الألم والعذاب مررن بها، كادت تقضى على حياتهن الزوجية لولا وقوف أزواجهن فى اللحظة الحاسمة لإنقاذ المركب من الغرق، واستطردت: ولكن حظى العثر أوقعنى فى أسوأ أولادها «الصغير دلوعة ماما»، فكان منساقا خلفها ولا يرفض لها أمرا، وكأن كلامها سيف على رقبته، واستكملت: اهتزت صورة فارس الأحلام فى عينى حينما رأيته كالطعام الماسخ بلا نكهة او رائحة، فأكثر ما يجذب الفتاة للرجل هو حبه لها، وشخصيته القوية فى الحفاظ عليها، ولكن زوجى كان عكس ذلك تمامًا، واستكملت: يوم يلى الآخر زادت المشكلات بيننا بسبب أمه، وفقدنا طعم الحياة الزوجية، كل صغيرة وكبيرة لا تتم إلا بمشورتها، واسترسلت: لم أشعر بطعم الأسرة والاستقرار ولو ليوم واحد بسبب هذه السيدة، وأوضحت: أرادت أمه أن تختار هى اسماء أحفادها بحيث تجامل وتراضى أفراد عائلتها وتطلق أسماءهم على أحفادهم كنوع من الحب لعائلتها ولو على حساب كسر خواطرنا، وبعد معرفة نوع مولودى الذى ذقت فى حمله ألوان العذاب، وبعد أن اخترت له اسم، قالت لى «احنا عندنا عيلة الأب هى اللى بتسمى وأنتى تسكتى خالص»، وانتظرت من زوجى أن يضع حلا لهذه المهزلة، ولكن جاءت الضربة القاسمة حينما وضعت مولودى فقام بأخذه وأعطاه لوالدته وكأنها هى من حملته ووضعته وطلب منها أن تختار اسمه كما تريد قائلًا: «اختارى اسمه اللى يعجبك يا ست الكل»، وواصلت: بعد خروجى من المستشفى تشاجرنا بسبب ذلك، واحتدت المشادة الكلامية بيننا وتطاول عليّ بالسب والضرب، وترك المنزل ولم يعد إلا بشهادة ميلاد مولودى مسمى بالاسم الذى اختارته أمه، وأوضحت: طلبت منه تغيير الاسم أو الطلاق فقام بسبى وضربى مرة أخرى، فانتظرت حتى ذهب لوالدته وتركت المنزل انا ومولودي، وقمت برفع دعوى خلع، وعقب علمه بالدعوى جاء يتوسل إلىّ للعودة وفق شروطى فطلبت منه مجىء أمه للاعتذار لي، ووضع شروطى أمامها وما كانت هذه الخطوة إلا حيلة منى لتأتى إلىّ أمه «خرابة البيوت» وأشفى غليلى منها، وبالفعل عقب وصولها أبلغتها رفضى وإننى لن أعود مهما فعلت، لأنه سقط من عينى ولا يمكننى العيش مع «ابن أمه».