الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سيرينا.. Mermaid» رقصات حائرة بين الشعبى والمعاصر..!

«سيرينا.. Mermaid» رقصات حائرة بين الشعبى  والمعاصر..!
«سيرينا.. Mermaid» رقصات حائرة بين الشعبى والمعاصر..!




تفتح الأساطير المجال للابتكار ودائما ما تكون البوصلة التى توجه صانع العمل لتقديم الجديد على مستوى التشكيل والصورة المسرحية، فهى المحفز على الإبداع خاصة عندما يندرج العمل تحت تصنيف العروض الراقصة سواء كان فى مجال الباليه أو الرقص المعاصر؛ قدم فريق الرقص الحديث أحدث إنتاجاته الفنية بعرض «سيرينا.. Mermaid» على خشبة مسرح الجمهورية تصميم وإخراج سالى أحمد.

يتناول العمل محاكاة لحكايات ألف ليلة وليلة حورية البحر التى تعشق أحد الصيادين فى البر وتتمنى لو يتحول جسدها إلى إنسية حقيقية كى تستطيع الحياة معه لكن قد يكلفها هذا التضحية بحياتها فهى لن تستطيع الحياة على البر.
الفنون الشعبية وعروس البحر
بدأ العمل بأجواء أسطورية خيالية ببطلة العرض وهى ترتدى ملابس عروس البحر وظننا أنه سيستمر فى هذه الأجواء القريبة من الأحلام أو حكايات شهرزاد؛ لكن إنقلب العرض فجأة لأحد أعمال الفنون الشعبية برقصة الصيادين وتغيرت ملامحه وملابس الراقصين لترتدى النساء ملابس فنون شعبية بألوان زاهية والرجال ملابس الصيادين وتنقلب الرقصات رأسا على عقب ثم يعود العرض من جديد لأجواء ألف ليلة وليلة، وهكذا تتوه «سيرينا» وتحتار بين مفهوم التراث الشعبى والمعاصر فى حين أنه بدأ بداية جيدة كان من الممكن البناء عليها بصناعة أجواء مبتكرة لعالم الخيال الذى وضعتنا فيه سالي، لكن تردد العمل بين الرقص الشعبى والمعاصر وبالتالى أنتج فى النهاية «عرض مش لايق على بعضه»!
التصميم الحركى
أزمة التنوع المبالغ فيه بالتصميم الحركى فخ وقعت فيه مصممة الرقص سالى أحمد برغم مهارتها فى تقديم عروض متماسكة إلا أنها هذه المرة وقعت فى فخ المقارنة مع فريق فرسان الشرق، فهناك إختلاف جذرى فى فلسفة البناء الفنى  للفريفين شكلا ومضمونا، فلكل فريق إطاره الفنى تختص فرسان الشرق بعروض التراث المصرى بينما يقدم فريق الرقص الحديث اعمال فنية متنوعة تصمم عليها مفردات حركية جديدة مبتكرة لكنها بالطبع بعيدة عن التراث، بينما هنا فى لوحتين متتاليتن بعرض «سرينينا» يقدم الراقصون رقص معاصر فى قالب شعبى إرتدت الراقصات ملابس شعبية وقدمن بها رقصات معاصرة ومن هنا جاءت أزمة عدم تلاحم وتماسك العرض فى شكله الفنى والدرامى وبدلا من أن يسبح خيالها باستخدام هذه الحكاية «عروس البحر» فى رسم تشكيلات حركية جديدة إكتفت سالى بالإبتكار فى لوحات عروس البحر داخل عالم البحار ثم لعبت على التقليدى والمضمون فى أغلب لوحات العمل الأخرى فجاء العرض متنافر فنيا وغير متناسق على المستوى الجمالى لعمل راقص رغم أنها خرجت بالفكرة عن الشكل المعتاد لعروض الفريق السابقة إلا أنها لم تشأ الخروج عن المعتاد والمضمون فى مجال الرقص بشكل عام ولم تستغل الأسطورة فى طرح المزيد من اللوحات الفنية الجديدة فبدا وكأنه تائه بين عرضين غير متشابهين!!
الأداء الحركى
لكن بعيدا عن عدم تناسق أو تماسك لوحاته دراميا؛ تماسك العمل على مستوى الأداء الحركى للراقصين فلدينا منذ بدء العرض وحتى نهايته راقصين على مستوى عال من المهارة والإحتراف الفنى على رأسهم رشا الوكيل وباهر أمجد شكلا الإثنان ثنائى ممتع وإستثنائى قدما لوحات راقصة شديدة التميز والإتقان وكان لباهر الحظ الأكبر فللمرة الثانية يلفت أنظار الحضور ويقدم رقصات ثنائية ومنفردة تمتع فيها برشاقة وخفة وإنضباط حركى مع الموسيقى بدقة شديدة وكأن موسيقى العرض خلقت من أجله عزفها باهر بجسده بإتزان دون خلل يذكر؛ بينما على النقيض كانت شيرلى أحمد التى تتمتع برشاقة جسدية وخفة حركية لكنها تبدو مندفعة سريعة الحركة لم تتزن حركتها مع الموسيقى وعادة ما تلعب فى واد والموسيقى فى واد آخر تعتبر شيرلى جسد نموذجى على مستوى اللياقة البدينة فهى منحوتة الجسد ينقصها فقط المزيد من الهدوء والتوجيه والإنضباط على إيقاع الموسيقى؛ لأنها تبدو متعجلة لإنجاز الرقصة والإنتهاء منها سريعا، لكن بشكل عام كان للجميع حضور فنى كبير سواء بالمشاهد الجماعية أو المنفردة، ويبقى دائما هذا الفريق نموذج فنى يحتذى به على مستوى التشكيل الحركى واللياقة البدينة والأجساد النموذجية لراقصين محترفين؛ ففى كل عرض يعلو مستوى الفريق وفى كل عمل يقدم المزيد من المهارات فأصبح صانع النجوم فى مجال الرقص المعاصر بدأ برشا الوكيل ثم عمرو البطريق واليوم باهر أمجد ومحمد مصطفى «كامبا»، محمد عبد العزيز «زيزو»، منت محمود، شيرلى أحمد وشاركهم بطولة العرض آية توفيق، دارين حمدي، سماح مبارك، أمل أنور، أحمد محمد، يمنى مسعد، مصطفى أحمد، محمد الجوكر، محمد البحيري، مختار الديناري، لوجين وائل، محمد منصور، محمود عرابي، ندى سيد، ديكور وإضاءة عمرو عبد الله، تصميم ملابس هالة محمود.