عبدالرحمن شلبى: السد العالى ملحمة صنعها التفاف شعب حول رئيسه

«يا أهل مصر ليس لديكم إلا شريان حياة واحد هو نهر النيل فحافظوا عليه»، هكذا قال المهندس عبدالرحمن شلبى، رئيس جمعية بناة السد العالى، مؤكداً أن ذكرياته مع بناء السد العالى تتلخص فى «تحدى الصعاب»، فالسد كان فكرة تحولت إلى حلم جميل لكل مصرى يعيش على تراب هذا الوطن الأصيل.

وأوضح عبدالرحمن، فى الذكرى الـ59 على إنشاء السد، أنه كان هناك رغبة فى هزيمة الحلم بما أثير حوله من تراجع البنك الدولى عن وعده بالتمويل، ورغبة الأمريكان فى هزيمة المشروع وعدم اتمامه، وهى كانت أصعب التحديات التى واجهت المشروع فى بدايته، وكانت مثار إحباط للمصريين كافة، إلا أن التفاف الشعب حول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هى التى صنعت «ملحمة» قلنا هنبنى وادينا بنينا السد العالى».
وكشف أن وزارة السد العالى أعلنت وقتها عن حاجتها إلى مهندسين للعمل فى المشروع، حيث قدم مع مئات من الخريجين الجدد، وبمجرد دخوله الى مقر الوزارة أعطوه تذكرة لأسوان وطلبوا منه السفر فى نفس اليوم لاستلام العمل، وفى القطار وجد العربات مليئة بوجوه تشرق بالحماس والتحدى، «احنا رايحين نبنى السد العالى».
وأشار رئيس جمعية بناة السد العالي، إلى أن أسعد لحظات حياته هى عندما تم تحويل مجرى النيل لتندفع المياه من خلف السد لأول مرة بعد اتمام بنائه، إذ كانت لحظة النصر فى معركة هزمت فيها مصر كل من كان يريد أن يثبط عزيمتنا.
ووصف السد بالمشروع العملاق الذى ستظل نتائجه باقية وشاهدة على عظمته فهو الذى وفر المياه طوال العام للمصريين ونظمها ومكن مصر من التحول زراعيا بالزراعة طوال العام، وحمى مصر من الفيضانات الغادرة، وهزم سنوات الجفاف التى كانت تضرب بنا قبله، ولولاه لما كانت مصر ذاقت طعم للتنمية لا صناعيا ولا زراعيا، بخلاف ما يوفره من طاقة كهرومائية نظيفة نعتمد عليها حتى الآن فى تغطية احتياجاتنا أيضًا رغم التطور فى مشروعات توليد الطاقة. وطالب شلبى الجيل الحالى بأن يلتف خلف قيادته السياسية من اجل صناعة ملحمة الغد التى سيتركها لتتغنى بها الاجيال القادمة، وهى هزيمة الإرهاب وتحقيق الأمن من لأجل الانطلاق للتنمية والرخاء. وأضاف وزارة الموارد المائية والرى ستنظم احتفالية كبرى فى أسوان تشارك فيها جمعية بناة السد العالى الذكرى الـ59 لوضع حجر الأساس، والتى عبرت عنها صورة تاريخية للرئيس الراحل عبد الناصر مع ملك المغرب ورئيس سوريا وايديهم متشابكة، ما يؤكد كيف أن مصر دائما نبض الوطن العربى كله، ولقوة مصر عربيا ولمكانتها جاءت مساعدة الاتحاد السوفيتى لبناء المشروع واتمامه بعد أن خذلتنا أمريكا.