الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أوبك» جديد فى شرق المتوسط القاهرة عاصمة للطاقة

«أوبك» جديد فى شرق المتوسط  القاهرة عاصمة للطاقة
«أوبك» جديد فى شرق المتوسط القاهرة عاصمة للطاقة




فى خطوة غير مسبوقة فى منطقة شرق المتوسط والتى تعوم على بحر من الغاز نجحت القاهرة فى تشكيل أوبك جديد لـ ٧ دول منتجة للغاز وعلى رأسهم مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل وإيطاليا وقبرص واليونان.. التحالف الجديد لدول المنتجة للغاز في شرق المتوسط والذى تقوده القاهرة يرعى مصالح تلك الدول لتكون لاعبا قويا فى سوق الغاز العالمية ويفتح الطريق أمام القاهرة كى تصبح مركزا إقليميا للطاقة فى المنطقة.. “روزاليوسف” فى هذا التحليل تكشف عن حجم احتياطيات الغاز لتلك الدول وحجم إنتاجها وكيف تؤثر فى القرار السياسى العالمى والاقتصاد الدولى.

 

كيف قضت مصر على أطماع تركيا بالبحر المتوسط؟

 

ومنذ اكتشاف حقل ظهر المصرى للغاز وحقول أخرى تابعة لمصر فى البحر المتوسط تكرر القيادة المصرية مقولة تحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة على أساس استيراد الغاز من الدول المجاورة ومعالجته وتخزينه إما للاستهلاك المحلى أو لإعادة التصدير إلى أوروبا وأفريقيا ومناطق أخرى. ويبدو أن حلم الرئيس السيسى بهذا المركز بدأ بالتحقق مع عبور الغاز الإسرائيلى إلى مصر.
وجاءت دعوة المهندس طارق الملا وزير البترول المصرى لكل من وزراء الطاقة القبرصى واليونانى والإسرائيلى والإيطالى والأردنى والفلسطينى فى القاهرة لمناقشة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط  (EMGF).. فى وقتها لتقضى على أطماع تركيا فى البحر المتوسط.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن فرصة تركيا فى أن تتحول إلى مركز إقليمى للطاقة فعلياً اصبحت أضعف لأسباب عديدة.. ويأتى فى مقدمة هذه الأسباب خلافاتها السياسية المستمرة مع جاراتها وفى المقدمة قبرص واليونان.. وحتى علاقاتها مع إسرائيل لا تبدو حالياً على ما يرام بعكس مصر التى تجمعها علاقات طيبة أو عادية مع هذه الدول. وعلى خلاف مصر لا يوجد فى تركيا حتى الآن اكتشافات غازية أو نفطية تشكل أساس نشوء مركز كهذا.. ويعود هذا السبب إلى أنه لا يحق لتركيا بموجب اتفاقية لوزان لعام 1923 التنقيب عن النفط قبل مرور 100 مائة سنة على مرورها، أى حتى عام 2023. الجدير ذكره أن الاتفاقية وزعت تركة السلطة العثمانية أو تركة «الرجل المريض» بين الدول العظمى آنذاك وفى مقدمتها بريطانيا وفرنسا.
من جانبه أكد دكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية أن فكرة إنشاء منتدى لدول غاز البحر المتوسط  يؤكد قوة وحكمة القيادة السياسية المصرية ويعتبر البدابة الحقيقية لاعتبار مصر مركزًا إقليميًا للطاقة.
وأضاف القليوبى إلى أن أزمة الصراع على غاز البحر المتوسط  بدأت فى نزاع بين إسرائيل ولبنان على جزء من حقل غاز يقع على حدود البلدين، وتم توقيع اتفاقتين بلبنان فى 2018 مع شركات «توتال» الفرنسية و»إينى» الإيطالية و»نوفاتك» الروسية، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال التنقيب فى عام 2019.
ورفْض تركيا اتفاقية ترسيم الحدود الموقَّعة بين قبرص وإسرائيل، على اعتبار أن الجزيرة لا يحق لها البدء فى أية عمليات تنقيب طالما ظلت أزمة انقسامها قائمة؛ إذ تنقسم الجزيرة لجزء تركى وآخر يوناني.  أبدى لبنان  رفضه الاتفاقية الإسرائيلية-القبرصية، وقال إن الاتفاقية تعدَّت على ما يقارب 850 كم من المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة بها.
وتتفرع هذه الأزمة فى جانب آخر بين مصر وتركيا، بعد أن أعلنت، اعتزامها التنقيب عن النفط والغاز شرقى البحر المتوسط فى المستقبل القريب، ورفضها اتفاقية ترسيم خط الحدود البحرية بين القاهرة وقبرص الموقَّعة عام 2013، باعتبار أنها تمس بحقوقها الاقتصادية بمنطقة شرقى المتوسط. حدث حلقة فى مسلسل الصراع على جزء من حقل الغاز الواقع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، كانت فى 9 فبراير الجارى، عندما أعلن وزير الطاقة اللبنانى سيزار أبى خليل، أن بلاده وقّعت اتفاقيتين للتنقيب وإنتاج النفط والغاز فى البحر بمنطقتين، يقع جزء من إحداهما بالمياه المتنازع عليها مع تل أبيب.أشعلت اتفاقية ترسيم خط الحدود البحرية الموقعة بين مصر وقبرص (اليونانية) عام 2013، توتراً غير مسبوق بين القاهرة وأنقرة.
وكانت آخر حلقات التوتر فى فبراير الماضى  عندما أعلن وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، عدم اعتراف بلاده باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص، واصفاً إياها بأنها لا تحمل أى صفة قانونية».
وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا تقدَّمت بطلب لرفض الاتفاقية بين مصر وقبرص، معتبراً أنها تنتهك الجرف القارى التركى عند خطوط الطول 32، و16، و18 درجة».
وحذر الوزير التركى من أنه لا يمكن لأى دولة أجنبية أو شركة أو حتى سفينة إجراء أية أبحاث علمية غير قانونية أو التنقيب عن النفط والغاز فى الجرف القارى لتركيا والمناطق البحرية المتداخلة فيه.
كما أعلن عزم بلاده بدء التنقيب عن النفط والغاز شرقى البحر المتوسط بالمستقبل القريب، وهو ما أثار حفيظة القاهرة بشكل كبير.
وحذرت مصرُ تركيا من محاولة المساس بحقوقها الاقتصادية فى منطقة شرقى البحر المتوسط بموجب اتفاقيتها مع قبرص. شدد على أن أنقرة عازمة على حماية حقوقها ومصالحها المنبثقة من القانون والمعاهدات الدولية بجميع البحار التركية، فى إشارة إلى حقوقها بالغاز والنفط فى شرقى المتوسط.
واشار القليوبى إلى أن مصر استطاعت استقطاب التكتلات الخفية والتى كانت تتبنها تركيا والتى تضم اسرائيل وقبرص واليونان والتى كانت ستقوم على اساسه تركيا بأخذ الغاز الاسرائيلى عن طريق انابيب تمر بالبحر المتوسط وتصدره لأوروبا وولكن كانت هناك صعوبة لتنفيذ هذا المشروع بسبب المنخفضات الموجودة تحت البحر المتوسط فى هذ المكان والتى تصل الى  14200 متر ما أدى إلى إلغاء المشروع بعد الدراسات التى قامت بها جلوبال الأمريكية.
وجاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة لقبرص والتى طالب فيها بتنظيم منتدى لدول غاز المتوسط  للتتناقش وتتحاور ولاقت الفكرة قبولا من دول البحر المتوسط والتى تتطمح للدخول فى الشبكة المصرية  حيث إن مصر تمتلك بنية تحتية قوية تربط  كل عسقلان شمال العريش من خلال الخط العربى 1 بالاردن  ووجود خط دولى ما بين قبرص ومصر وتريد اسرائيل الان ان تضخ الغاز من خلال الشبكة المصرية فى الخط الذى تمت مناقشته بين هيئة البترول  المصرية وهيئة الطاقة الإسرائيلية.
ويرى الاتحاد الأوروبى أن فكرة المنتدى التى تبنتها القاهرة  فرصة لنبذ الخلافات وفرصة للشركات الأوروبية للاستثمار داخل البحر المتوسط ويوقف أطماع تركيا التى أصبحت استعمارية  سواء بدولة قبرص أو سوريا.
ويستهدف منتدى غاز دول البحر المتوسط العمل على إنشاء سوق غاز إقليمى يخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.. بضمان تأمين العرض والطلب للأعضاء مع العمل على تنمية الموارد على الوجه الأمثل والاستخدام الكفء للبنية التحتية القائمة والجديدة مع تقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.. تعزيز التعاون من خلال خلق حوار منهجى منظم وصياغة سياسات إقليمية مشتركة بشأن الغاز الطبيعى بما فى ذلك سياسات الغاز الإقليمية.
تعميق الوعى  بالاعتماد المتبادل والفوائد التى يمكن أن تجنى من التعاون والحوار فيما بين الأعضاء، بما يتفق ومبادئ القانون الدولى.
دعم الاعضاء اصحاب الاحتياطيات الغازية والمنتجين الحاليين فى المنطقة فى جهودهم الرامية إلى الاستفادة من احتياطياتهم الحالية والمستقبلية من خلال تعزيز التعاون فيما بينهم ومع أطراف الاستهلاك والعبور فى المنطقة، والاستفادة من البنية التحتية الحالية، وتطوير المزيد من خيارات البنية التحتية لاستيعاب الاكتشافات الحالية والمستقبلية.
مساعدة الدول المستهلكة فى تأمين احتياجاتها وإتاحة مشاركتهم مع دول العبور فى وضع سياسات الغاز فى المنطقة، مما يتيح إقامة شراكة مستدامة بين الأطراف الفاعلة فى كافة مراحل صناعة الغاز.
. ضمان الاستدامة ومراعاة الاعتبارات البيئية فى اكتشافات الغاز وانتاجه ونقله وفى بناء البنية الاساسية بالاضافة الى الارتقاء بالتكامل فى مجال الغاز ومع مصادر الطاقة الاخرى خاصة الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.

 

خريطة حقول دول غاز البحر المتوسط

 

قدرت الاحتياطيات فى حوض شرق المتوسط إلى 287 تريليون قدم مكعب من الغاز إضافة إلى 5.9 مليار برميل من الغازات السائلة، و1.7 مليار برميل من النفط. كما يحتوى الحوض الكبير الخاص بمصر على 115 تريليون قدم مكعب من الغاز فى منطقة حوض المشرق، قبالة شواطئ قبرص ولبنان وسوريا، وعلى أكثر من 36 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى فى مناطق من إسرائيل ويبلغ حجم احتياطيات قبرص 13 تريليون قدم مكعب غاز ويبلغ حجم احتياطيات اليونان 12 تريليون قدم مكعب غاز وتبلغ احتياطيات دولة فلسطين 3.5 تريليون قدم مكعب غاز وتشمل خريطة حقول دول غاز المتوسط على:

 

مصر

 

حقل ظهر
ويقع على مسافة 190 كيلو مترًا من سواحل مدينة بورسعيد وفى عمق مياه يصل إلى 4100 متر فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط على مساحة تصل إلى 100كيلو متر مربع، وتقدر احتياطيات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز
حقول شمال الإسكندرية
يقع المشروع على بعد 65 كيلو مترًا من ساحل مدينتى إدكو ورشيد
حقل آتول
واحد من أهم الاكتشافات الغازية التى حققها قطاع البترول ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و 50 كم
حقل نورس
ويصل معدل إنتاجه حاليا إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى ، فيما يبلغ إجمالى احتياطى الحقل إلى نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز.

 

فلسطين

 

حقل مارين
يقع على بعد 36 كيلومتر من سواحل قطاع غزة.
تم اكتشافه عام 2000م. ويحتوى على حوالى 1,4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى.
الغاز الموجود بهذا الحقل يكفى لتشغيل جميع الأراضى الفلسطينية ويتبقى لها فائض للتصدير.
تواجه هذه البئر عقبات عديدة نتيجة الخلافات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ولم يتم استغلالها حتى الآن.

 

إيطاليا

 

حقل إنجيلا إنجلينا
يقع فى البحر الأدرياتيكى المتفرع من البحر المتوسط. تم اكتشافه عام 1972م بواسطة شركة إينى وبدأ ضخ الغاز منه عام 1973م.
الاحتياطى المؤكد لهذا الحقل يبلغ 460 مليار قدم مكعب.
حقل سيرفيا
يقع أيضًا فى البحر الأدرياتيكي. تم اكتشافه عام 1972م وتم ضخ الغاز منه عام 1973م. ويبلغ إجمالى احتياطى الغاز به 354 مليار قدم مكعب.
حقل باربارا
يقع فى البحر الأدرياتيكي. تم اكتشافه عام 1971م وبدأ ضخ الغاز منه عام 1975م. ويبلغ إجمالى احتياطى الغاز به 1,4 مليار قدم مكعب.
حقل لونا
يقع فى منطقة بحر أيونيان بين الأدرياتيكى والبحر المتوسط. تم اكتشافه عام 1971م وبدأ ضخ الغاز منه عام 1975م.
يبلغ إجمالى احتياطى الغاز به 1,3 تريليون قدم مكعب.
حقل بورتو كورسينى ماري
يقع فى البحر الأدرياتيكى.
اكتشف عام 1971م وبدأ ضخ الغاز منه عام 1975م. يبلغ إجمالى احتياطى الغاز به 1,75 تريليون قدم مكعب.
حقل بورتو جاريبالدى أغوستينو
يقع فى البحر الأدرياتيكى.
تم اكتشافه عام 1951م وبدأ ضخ الغاز منه عام 1955م. يبلغ إجمالى احتياطى الغاز به 3,5 تريليون قدم مكعب.

 

قبرص

 

حقل أفروديت
يقع قرابة الساحل الجنوبى لجزيرة قبرص.
يحتوى على حوالى 7 تريليونات قدم مكعب من الغاز. تم اكتشاف الحقل عام 2008م.
حقل غاز قبرص
تم اكتشافه عام 2011م وبدأ إنتاج الغاز منه عام 2015م. يبلغ إجمالى الاحتياطى من الغاز الطبيعى به حوالى 7 تريليونات قدم مكعب.
يبلغ معدل الإنتاج اليومى له 300 مليون قدم مكعب يوميًا.

 

إسرائيل

 

حقل نوح
يقع الحقل قبالة سواحل قطاع غزة.
تم إنتاج الغاز منه فى شهر يونيو 2012م.
يقع الحقل على عمق 779 متراً أسفل سطح البحر.
حقل مارى
يقع قبالة سواحل قطاع غزة وتحديدًا جنوب شرق حقل نوح.
تبلغ إنتاجيته الإجمالية حوالى 1,1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى.
حقل تمر
يبعد حوالى 80 كيلومتر من مدينة حيفا على عمق 1700 متر تحت سطح البحر.
تم اكتشافه عام 2009م وبدأت عملية إنتاج الغاز منه عام 2013م.
تبلغ إنتاجيته الإجمالية حوالى 8,4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى.
هناك مداولات مع كل من قبرص وكوريا الجنوبية لتصدير الغاز مسالا لهما من هذا الحقل.
حقل ليفياثان
هو حقل غاز إسرائيلى يقع شرق البحر المتوسط على بعد 130 كيلومتر من مدينة حيفا.
حقل داليت
يبعد مسافة 60 كيلومترًا تقريبًا عن منطقة الحضرة الإسرائيلية.
يبعد مسافة 40 كيلومتر جنوب حقل تمر.
يبلغ إجمالى احتياطى الغاز به حوالى 0,53 تريليون قدم مكعب.
حقلى سارة وميرا
يقعا غرب منطقة ناتانيا الإسرائيلية.
حجم احتياطى الغاز الموجود بالحقلين يبلغ حوالى 6,5 مليار قدم مكعب.
حقل تانين
يبعد حوالى 120 كيلومتر عن السواحل الإسرائيلية. تم اكتشافه عام 2012م.
يبلغ إجمالى احتياطى الغاز به حوالى 1,1 تريليون قدم مكعب.
حقل دولفن
يبعد حوالى 110 كيلومترات عن سواحل مدينة حيفا الإسرائيلية.
يبلغ إجمالى احتياطى الغاز به حوالى 550 مليار قدم مكعب.