الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حب الجامعة.. يبدأ بـ«نظرة» وينتهى بـ«حضن»

حب  الجامعة.. يبدأ بـ«نظرة» وينتهى بـ«حضن»
حب الجامعة.. يبدأ بـ«نظرة» وينتهى بـ«حضن»




عروض الحب والزواج بالجامعات المصرية، موضة انتشرت مؤخراً بين الشباب، وما بين لافتات للعشق والاعتذار وخواتم للزواج، بل وأحضان، يرفض غالبية المجتمع حدوثها بالحرم الجامعى لتنافيها مع الاخلاقيات والتقاليد، إذ إن الحرم الجامعى مكان لتلقى العلم وليس شىء آخر.

الدكتورة إيمان عبدالله، استشارى الإرشاد الأسرى بجامعة عين شمس، ترى أن الجامعة ليست مكانا للحب والزواج، لاعتبارات عديدة منها أن الجامعة سن لمراهقين ينقصهم النضوج الفكرى حول طبيعة العلاقات الاجتماعية بشكل عام والزواج بشكل خاص، فمرحلة المراهقة عرضة للتصرفات الطائشة، والطلاب وقتها يتصفون بالإحداث العاطفى والإعلامى فى أمور الحياة ومنها الزواج، كما أن الكثير من المراهقين لا يتمكنون من فهم العواقب المترتبة على تصرفاتهم مثل «فتاة الحضن» بجامعة المنصورة والتى فصلتها جامعة الأزهرلكن تمت إعادتها بقرار من شيخ الأزهر حفاظاً على مستقبلها.
إيمان، قالت إن هناك دراسات تفيد بأن الحب لا يمكن للرجل والمرأة إدراكه بمعناه المعروف إلا عند تجاوزهما الخامسة والعشرين، وما دون ذلك هو إعجاب أو رغبة جنسية، إذ إن الحب عند المراهقين يعنى الجنس، وعدم فهم المراهقين للحب يقعهم فى مشاكل خطيرة جدا، ولأن المرحلة الجامعة بها حرية عن باقى المراحل الدراسية فلابد أن يعى الطلاب أن كل مرحلة لها متطلباتها، وأن الدراسة وطلب العلم لا بد وأن يكونا الهدف وليس العلاقات.
استشارى الإرشاد الأسرى بجامعة عين شمس، أوضحت أن الطالب لا يدرك الأعباء الاقتصادية التى ستواجهه، فهو يعيش فى كنف الاهل، وهناك دور يقع على الأسرة وهناك دراسة تؤكد أن مشاكل المراهقين المتزوجين تبدأ بسرعة بعد فترة وجيزة وتكون عنيفة أحيانا بسبب الافتقار للنضوج، كما تتسبب فى نهاية محزنة وعقد نفسية بعد الطلاق المبكر، ومن هنا يجب على الاهل تأهيل أبنائهم لكل مرحله عمرية جديدة حتى لا تختلط عليهم الأدوار والمسئوليات والمشاعر.
شيرين سعيد رضوان، الاستشارى التربوي، أكدت أن تحول الحرم الجامعى إلى ساحات لعروض الحب والزواج يدل على وجود قصور فى التربية، فنسمع دائما عبارة «لما أكبر وأدخل الجامعة هعمل كل حاجة»، وبالتالى فإن الحب فى مرحلة الجامعة يكون نوعا من التمرد على كل شيء مر به الشاب والفتاة، كما أن الفتاة عندما تكون محرومة من الاحتواء فى حياتها تضعف أمام أى كلمة حب، كما أن الاحضان وعروض الزواج التى تحدث فى الجامعة هى سبب طبيعى للميديا التى أوجدت لدى الشباب نوع من حب التقليد وحب الظهور.
شيرين أشارت إلى أن طلاب الجامعة لايزالون مراهقين، وللتو أنهوا مرحلة الثانوى ولم يتحملوا مسئولية ولم يواجهوا مواقف تثقلهم بالخبرة، وفى مجتمعنا الحب آخره خطوبة وزواج وقرارات تحدد مستقبل فيما بعد، والخطوبة مثل المهندس الذى يبنى عمارة ويلقى الأساس فإن لم يكن سليما لم يسفر عن زواج ناجح، ولكن يمكن القول ان الشاب يمكنه أن يخطب اخر سنة فى الجامعة لأن هناك طلابا يعملون وهم فى الجامعة، كما أن الفتاة تكبر من الناحية العقلية قبل الولد، فمن الممكن أن تتم خطبتها فى اخر سنة أيضا وليس فى أول أو ثانى عام جامعى.