واحة الإبداع.. ككائن يسير على قدمين

اللوحات للفنان: إسلام الريحانى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

ككائن يسير على قدمين

قصيدة

كلمات - محمد حلمى السلاب

تبدأ رحلتها من التحديق
فى بياض المساحة الفارغة
تبدو ككائن يسير على قدمين
تلك هى الحياة
التى تتوزع بيننا بقدر
كل يوم ترسم لوحة
تضمنا جميعًا
ترتجل شكلًا ما
وحركات لا تخلو
من سكون
تتوثب ألوانها
من فرشاتها العريضة
بحجم الكون
تتشبث بى
وتهملنى أحيانًا
ترسم حياتى وغيري
بطقوس لا ندركها
تتأمل
تفكر
تحلم
وكما لو كنا نفعل
الفراغ الأبيض المسكون
يستدعى كل الألوان
أدرك أنها ريشة فنان
لكل إنسان مقاماته اللونية
لا مجال للخطأ
لا مجال للارتجال
تعبيراتها مدروسة
بدلالات عميقة
تبحث فقط عمن
يجيد الفهم
أحيانًا قد تتراكم الألوان
فى مكان ما
فندعى التأنى والبطء
والتراكم
وأحيانًا نخدع أنفسنا
بأن المشهد يصاغ
بطريقة تجريدية
ولا ندرى أتختزلنا الحياة
أم نختزلها
قد تبدو فى نهاية الأمر
بسيطة.. متقشفة
شغوفة بدورها المرسوم
وهى ترسمنا
أهى درجة العشق الصادق
حتى المثالية المتحررة
من كل الموضوعات
قد نبدو منهمكين
فى أداء ما
لنتعجب.. متسائلين
أين نحن؟
وما حقيقة هذا الأداء؟
لتجتمع النقائض
بألوان متنافرة
أهكذا أنت على الأرض
أيتها الحياة
من تأتى أهمية الاستسلام
لكل الخطوط المرسومة
ونخضع للألوان
استسلام نابع من يقين
الخير فى القدر
مهما كانت درجة ألوانه
استسلام معزز بالرضا
هذا هو الإيمان
هذا هو الإيمان