الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خان الخليلى المكان الذى قتل صاحبه

خان الخليلى المكان الذى قتل صاحبه
خان الخليلى المكان الذى قتل صاحبه




فى القاهرة القديمة، الحى المملوكى خان الخليلي، احد أعرق أسواق الشرق، مزار سياحى إسلامى بعمر يزيد على الـ600 عام، ألهم العديد من الكتاب والأدباء.

ولأن كل مكان أثرى وراءه تاريخ عميق وحكايات قديمة تشبه الأساطير، يكشف الدكتور محمد أحمد عبداللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة، ومساعد وزير الآثار السابق، القصة الحقيقية لخان الخليلي، فى كتابه «أبرز المعالم الأثرية والسياحية الإسلامية والمسيحية فى مصر والعالم».
جهاركس الخليلى، أحد أمراء السلطان المملوكى الظاهر سيف الدين برقوق، خطط لبناء مركز تجاري، فوقع اختياره على موقع لمقابر أمراء الدولة الفاطمية، واستند لشمس الدين محمد القليجى، احد رجال الدين وقتها، الذى أفتى له بأنهم «كفار رافضة» ولا يجب الإبقاء على قبورهم.
الأمير جهاركس تجاهل حرمة الموتى من الفاطميين، وأمر بنبش القبور، وجمع الرفات، وإلقائها فى المزابل استعداداً لإنشاء الخان، ثم جعله ريعاً مع غيره من المبانى الموقوفة لفقراء مكة لتوزيع الخبز عليهم.
الخليلى، خرج لحرب بعض الخارجين على الدولة فى دمشق 791 هـ - 1389م، فقتل هناك، وتركت جثته على الأرض عارية فى الفضاء للوحوش تنهشها، ليلقى مصيراً قد يكون مشابها لما فعله مع موتى أمراء الفاطميين، وبعد وفاته ظل الخان يوزع الخبز على فقراء مكة وفقاً لوصيته، حتى عام 806 هـ - 1403م استبدلوا الخبز بالنقود.
أجزاء عديدة من خان الخليلى، قد تهدمت وأصلحها السلطان الأشرف قنصوه الغورى، لكن اسمه ظل كما هو نسبة لمؤسسة الأمير جهاركس، لتنتهى قصته ويبقى خانة الشهير شاهداً على التاريخ، وأحد أهم المزارات السياحية بالقاهرة والعالم العربى على مدار عقود، فهو يضم تجار الأقمشة والسجاد والنحاس المطعم والأوانى، وكذلك التحف المختلفة.