الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

25 ينـايـر يـوم الـوفـاء

25 ينـايـر يـوم الـوفـاء
25 ينـايـر يـوم الـوفـاء




شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، الاحتفال بعيد الشرطة السابع والستين الذى أقيم بمقر أكاديمية الشرطة بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وكبار المسئولين بالدولة وقيادات وزارة الداخلية.
وفور وصول الرئيس لمقر الأكاديمية، قام بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندى المجهول، ثم عقد اجتماعاً مع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة.

وخلال الاحتفالية تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «يوم التحدى»، يروى ملحمة الشرطة فى موقعة الإسماعيلية 1952، والتى راح ضحيتها 50 شهيدا و80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية، على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى، كما تم استعراض جهود تطوير قطاعات وزارة الداخلية فى إطار خطة الدولة التنموية والمشروعات الجديدة التى تقدمها الدولة، بجانب تحديث أدوات العمل الأمنى والخدمات التى تقدمها الوزارة للمواطنين، كما تم تقديم فيلم تسجيلى يستعرض دور الأمن فى حماية المجتمع.
وخلال الاحتفالية أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء للبوابة الإلكترونية لوزارة الداخلية والتطبيق الإلكترونى الخاص بالوزارة على الهواتف المحمولة متضمنا جميع الخدمات التى تقدمها الوزارة.
كما قام الرئيس بتكريم أسماء عدد من شهداء الشرطة، بأوسمة الاستحقاق تسلمها أسر الشهداء وأبنائهم.
وألقى السيسى كلمة وجه فيها التحية لرجال الشرطة ولشهداء الواجب، كما وجه التحية للشعب المصرى، مؤكدا أن من يدافع عن مصر هو شعب مصر الذى يقدم أبنائه للجيش والشرطة فى ظروف صعبة وهو يعلم أنه قد يكون شهيدا أو مصابا.
كما وجه الرئيس التحية إلى الشعب المصرى لتحمله تداعيات برنامج الإصلاح الاقتصادى، وقال الرئيس إن برنامج  الإصلاح الاقتصادى كان شديد القسوة، وعند اتخاذ قرار البرنامج الإصلاح الاقتصادى فى نوفمبر ٢٠١٦ كان الجميع وقتها متحسباً لقرار تحرير سعر الصرف وتداعياته، لكنه كان العلاج الناجح لحل المشكلة بشكل علمى وحاسم.
وقال الرئيس فى كلمته: «نحتفل اليوم بالذكرى السابعة والستين لعيد الشرطة، فلم يكن يوم 25 يناير، من عام 1952، يوماً عادياً كباقى أيام مصر أثناء الاحتلال، وكان مقدراً له أن يُخلّد فى تاريخ هذا الوطن، وأن يظل رمزاً لبطولة وفداء رجال الشرطة، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، لقوةٍ تفوقهم عدداً وعتاداً، فلم يحنوا رؤوسهم، وقاوموا حتى آخر طلقة لديهم، بكل بسالة وتضحية، حتى سقط المئات منهم، بين شهداء ومصابين، حافظين جميعاً لشرف الوطن.. وكرامته»
وأضاف: «ذلك الموقف من رجال الشرطة، يعبر بكل صدق، عن الشخصية الوطنية للشعب المصرى العظيم، تلك الشخصية التى تنشد السلام، ولكنها قادرة على القتال بكفاءة، إذا تطلب الأمر وحان الوقت، شخصيةٌ تتميز بالصبر، ولكنها تفيض كذلك بالإصرار فى الحق، والصمود فى وجه الأزمات، شخصيةٌ صنعتها أحداث الدهر الطويلة، وصاغتها تجارب التاريخ المتعددة، وصقلها تمسُّكٌ المصريين الأبديٌ، بتراب وطنهم.. وكبريائه وكرامته».
وأكد الرئيس أن رجال الشرطة أبناءٌ أوفياءٌ لشعب مصر الأبيّ، أبناءٌ يخرجون من جنبات الأسرة المصرية، يحملون داخلهم قيم هذه الأسرة ومبادئها، يحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم، مِن كل مَن تسوّل له نفسه، المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة، يتصدون، جنباً إلى جنب مع رجال القوات المسلحة الباسلة، للإرهاب وعناصره الآثمة، يسقط منهم الشهداء والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصراراً، على صون الوطن وحماية المواطنين.

مواجهة التحديات


وقال الرئيس إن التحديات التى واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، سيكتب التاريخ أنها كانت مِن أصعب ما واجه هذا الوطن، على مدار تاريخه الحديث، وسيكتب التاريخ أيضاً، بحروف من نور، أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية، فى حماية وطنه، والدفاع عن مقدارت شعبه، فلم يُرهبه الخوفُ من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن، وأمنه واستقراره.
 وتابع: «خلال تلك السنوات الماضية، واجهتنا، ومازالت تواجهنا، صعوبات وتحديات جسام، لعل أخطرها محاولات جماعات الظلام والشر إعاقة طريقنا، ونشر الإرهاب بغرض ترويع مجتمعنا الآمن، ظناً واهماً منهم، أنهم يستطيعون بالإرهاب تحقيق أهدافهم الخبيثة، وتقديراً خاطئاً، لقوة وصلابة هذا الشعب، وأبنائه فى القوات المسلحة والشرطة، ولهؤلاء أقول، ولكل من يعتقد أنه بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها: إن هذا الشعب كريم الأصل، يمتلك بداخله حكمةً تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة، تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادرُ، بمشيئة الله، وبقوة الحق، وبكفاءة جيشه وشرطته، على التصدى لكل مخططاتكم، والمضيّ قدماً بثبات، فى معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمل فى المستقبل، ولا شيء يعطّل جهود التنمية والبناء والتقدم».

ثورة 25 يناير


وقال الرئيس: لا يفوتنى فى هذا اليوم أن أوجه لكم التحية، بمناسبة ثورة 25 يناير عام 2011، تلك الثورة التى عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بالحياة الكريمة.
واستطرد: «إننا ننتقل بثبات، بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير، نستكمل بجدية واجتهاد ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت فى جميع أنحاء البلاد، لتغيّر الواقع المصرى إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، وتسير خطوات إصلاح الاقتصاد، طبقاً للبرامج المدروسة بدقة وعناية، وبمنهج علمى متكامل، ونحصد ثمار هذا العمل الدءوب، فى مؤشراتٍ تتحسن باضطراد، سواء فيما يتعلق بزيادة نمو الناتج المحلى الإجمالي، ونصيب الفرد منه، واحتياطى النقد الأجنبى، وتحسّن معدلات التشغيل، وتضييق عجز الموازنة».
 وتابع: سنستمر بإذن الله تعالى وتوفيقه، شعباً وحكومة، فى تأدية واجبنا الوطنى على جميع المسارات: التصدى للإرهاب وكسر شوكته، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسى والقانونى، ومواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعى والتنوير وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر فى قلب الليل نورٌ، يضيء المنطقة، ويقدم للعالم نموذجاً ملهماً، فى التعايش.. والسلام الاجتماعى».
وفى ختام كلمته، توجه الرئيس  بتحية لأعضاء هيئة الشرطة فى يوم عيدهم، تحيةٌ لمَن مازال يواصل عطاءه ومَن تقاعد، مضيفا: إن تضحياتكم محل تقدير من شعبنا الأصيل، الذى يحفظ العهد ويدرك قيمة جهود أبنائه من رجال الشرطة، وتحية تقدير وعرفان لأرواح شهداء الشرطة الأبرار، وللمصابين وعائلاتهم، ونقول لهم: إن مصر لن تنسى أبداً تضحيات ذويكم، وستظل بارةً بأبنائها الأبطال، الذين يضحون من أجلها، ويسهرون على حمايتها، وسلامة شعبها، حفظ الله بكم جميعاً هذا الوطن الغالى، ليحيا دائماً فى أمن وسلام، ماضياً فى مسيرته نحو المستقبل الأفضل، بعزم وثقة، وإيمان لا يتزعزع بقيمة هذا الوطن العزيز، الذى يعلو ولا يعلى عليه، وأخيراً، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر».