الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آبــــاء وقتلـــة

آبــــاء وقتلـــة
آبــــاء وقتلـــة




تأهيل الأزواج نفسيا

مؤخرا ازدادت ظاهرة قتل الآباء والأمهات لأطفالهم، فى مختلف محافظات الجمهورية، لأسباب مختلفة، فتارة أم تقتل طفلها بسبب بكائه المتواصل، وتارة أخرى يقتل طبيب زوجته وأطفاله، بسبب الشك.


هذه الجرائم دفعت عددا من مؤسسات الدولة وعلى رأسها المجلس القومى للمرأة ودار الإفتاء، لتنظيم دورات تأهيل للمقبلين على الزواج، بل وطالبت بعض منظمات المجتمع المدنى بإخضاع المقبلين على الزواج لكشف طبى نفسى للاطمئنان على الحالة العقلية والنفسية للراغبين فى الزواج للحد من هذه الظاهرة.
الدكتورة دينا هلالى، استشارى نفسى وعلاقات أسرية، ترجع أسباب هذه الظاهرة المصرى لأكثر من سبب، فأما من يفعلها إما نتيجة مرض نفسى يولد مع الظروف التى تحدث للأب، فربما يكون الزواج معافى وجيد نفسيا ولكن بعد الزواج ربما يواجه الزوج ضغوطا من تكوين أسرة ووجود أطفال، ومن الممكن أن تكون ظروفه المادية غير جيدة فيحدث له نوع من الضغط النفسى، وهناك من يحدث له نوع من الاكتئاب بسبب حدوث خلافات مع الزوجة التى تتهمه دائما بالتقصير فيتزايد الاكتئاب ويتحول من اكتئاب عرضى لاكتئاب مرضى شبه مزمن فيفقد الأب جزءا من مشاعره ويقسو فلا يفرق معه أبناءه ويكن تجاههم إحساسا بالذنب بسبب اللوم المستمر والخلافات مع الزوجة مما تزيد مشاعره وإحساسه بأنه ظالم لأبنائه وغير قادر على الوفاء بالتزاماتهم فيتولد لديه إحساس بالخوف عليهم من المستقبل.
تضيف الاستشارى النفسى: إن عند هذه النقطة تبدأ تتوالد لدى الأب افكار سوداوية من تهديد بالطلاق ونقص المادة وتشرد الأبناء فيتولد عن ذلك فكر بالتخلص منهم ويقدم على هذه الخطوة وهو فى حالة غياب عن الوعى.
وتشير «هلالي» إلى أنه فى بعض الأحيان يلجأ الأب إلى تناول بعض الحبوب الخاصة بالادمان والهلاوس للهروب من الضغط والواقع المادى الصعب الذى يعيشه وللهروب من اتهام زوجته الدائم بأنه لا يلبى احتياجات أسرة، وتهديدها له بالانفصال مما يولد لديه إحساس بالعجز والخوف، كما أن شكه فى سلوك زوجته يخلق لديه شبه وسواس بأن هؤلاء الأبناء ليسوا أولاده فيتخلص منهم.
وأكدت أن الحل يكمن فى إعطاء دورات إجبارية لكل من المقبلين على الزواج والمتزوجين على حد سواء وعمل ملفات للأسر مع إخصائى نفسى ولا يجب الانتظار لعمل هذا الملف عند الوصول لمحكمة الأسرة للانفصال، ويجب على الأزهر كذلك إجراء دورات تدريبية أسرية للأزواج والزوجات وتكون إلزامية، أما الإعلام والدراما فعليهما دور كبير فى عدم تسليط الضوء على الخيانة الزوجية والمستوى المادى العالى إذ إن هناك زوجات تنقم على حياتها بسبب الماديات.
الدكتورة سامية خصر، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، أكدت أنه يجب على الزوجين التمهل فى الإنجاب لمدة سنة بعد الزواج من أجل التأكد من صحة اختيارهما أو عدمه حتى لا ينتهى بهم الحال فى النهاية إلى قتل الأبناء بسبب الاختيار الخاطئ، لافتة إلى أن الأوضاع الاقتصادية ليست هى السبب فى القيام بمثل هذه الجرائم لأن هناك حالات يقبل فيها الأب على قتل أبنائه ويكون ميسور الحال.