الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«3 أيام × الساحل» عرض ضخم لمسرحية لم تكتمل!

«3 أيام  ×  الساحل» عرض ضخم لمسرحية لم تكتمل!
«3 أيام × الساحل» عرض ضخم لمسرحية لم تكتمل!




يمنح صناع هذا المشروع درسًا فى كيفية تقديم عمل مسرحى ضخم للجمهور بدءًا من مدخل المسرح المؤدى لقاعة العرض الذى هيئ لاستقبال المدعوين بموسيقى كلاسيك وتماثيل موزعة بأركان الساحة الخارجية للمسرح ومجموعة من الفتيات يرتدين ملابس استعراض أشبه بعارضات الأزياء أو بالإطار الذى تشكل عليه مسارح برودواى فى استقبال الحضور قبل الشروع فى دخول قاعة العرض، وفى أعلى مدخل المسرح وضعت شاشة كبرى عرض عليها برومو قصير للأعمال المرتقبة والتى تتنوع بين عروض موسيقى وكوميدى واستعراضى ومسرح طفل، بداية موفقة لبدء مشروع فنى مختلف فى شكله وسياقه لم تعتده مصر من قبل، هكذا يعود القطاع الخاص فى ثوب جديد وبفكر جديد على مستوى التقديم والتخطيط وصناعة العروض الضخمة، قدم أولى مشاريعه بعرض النجم محمد هنيدى «3 أيام فى الساحل» للمخرج مجدى الهوارى.
عصفور أبو دراع
«3 أيام × الساحل» عرض كوميدى يتناول قصة المعلم عصفور أبو دراع الذى يمتلك أكاديمية لتعليم الإجرام ويعمل داخل هذه الأكاديمية مساعدوه الفنان محمد محمود فى دور «بغدادي» ومحمد ثروت مطوة وسامية الطرابلسى يتفقون على سرقة فيلا لرجل ثرى «بيومى فؤاد» وأسرته ندى موسى ومها أبو عوف وأحمد فتحى الذى يعانى من إعاقة ذهنية تمنعه من التواصل مع الآخرين ولديه خلل فى إدراك ما يحدث حوله، تعيش هذه الأسرة بالساحل الشمالى وتذهب العصابة ورئيسها هنيدى للسطو على المنزل لكن حين يكتب الأب شيكًا بخمسة ملايين جنيه لم يستطع عصفور صرفه بسبب إجازات الأسبوع فيقترح الابن بقاء العصابة ثلاثة أيام داخل المنزل حتى انتهاء عطلة الأسبوع.
عودة هنيدي
 بالطبع تمثل عودة هنيدى للقطاع الخاص حلمًا كبيرًا ومفاجأة سارة انتظرها الجميع لما حمله هذا الرجل من تاريخ فنى طويل فى عالم الكوميديا والمفاجأة الأكبر كانت فى وقوف نجم مثل بيومى فؤاد أمامه على خشبة المسرح ثم ثالثهم محمد محمود ومحمد ثروت، لابد أن يرتفع سقف توقعاتك إلى أعلى وتذهب للعرض وأنت فى قمة النشوة والاطمئنان لمشاهدة عمل كوميدى عظيم من الطراز الأول لكن للأسف؛ اهتم صناع «الساحل» بالشكل على حساب المضمون فأنت على موعد مع مشاهدة عرض شديد الإبهار والجودة فى صناعة صورة مسرحية قدمت بحرفة فنية وتقنية عالية على مستوى التشكيل البصرى فى الملابس والديكور والاستعراضات، بينما لم يحسن المؤلف استغلال فرصة وجود كوميديان بحجم محمد هنيدي؛ فاضطر هنيدى إلى الاعتماد على كوميديا التكرار بمعنى تكرار الموقف بطرق مختلفة وفى مراحل متعددة، وهى طريقته المضمونة فى الحصول على أكبر قدر من الضحك والخروج بالعمل من فخ الكتابة الضعيفة، هكذا عاد هنيدى على قديمو، كما لم تستغل موهبة بيومى فؤاد جيدًا خصوصًا فى مشاهده أمام هنيدي؛ مثل مشهد الحفلة والكباريه وغرفة النوم هذه مشاهد تصنع ببطليها عملًا كوميديًا يقلب موازين القطاع الخاص بالأعمال التجارية، فكلاهما له منطقه وأسلوبه فى صناعة الضحك مما يساهم فى صياغة وصناعة مباراة كوميدية ضخمة، بيومى ما زال لديه الكثير الذى لم نشاهده وكذلك هنيدى واجتماعهما معًا فرصة كبيرة لتقديم عرض كوميدى مختلف وغير متكرر، خصوصًا وأننا أمام نجم ثالث ونوع آخر من الكوميديا مع «محمد محمود» الذى صنع طريقًا لنفسه بهذا العرض ولو اكتفى هؤلاء بالارتجال فيما بينهم لخرج العمل أقوى وأشد مما جاء عليه؛ وبالتالى فريق العمل كان أشبه بفريق كرة القدم الذى وضع له المدرب خطة ضعيفة ويحاول النجاة منها بقدر المستطاع معتمدًا على لاعب واحد لتسجيل الأهداف هذا اللاعب الفنان المحنك محمد محمود فهو الوحيد القادر على تسجيل الأهداف أو بمعنى آخر «هو اللى بيجيب الجون» له الفضل فى ضبط وشد إيقاع العرض وصناعة الضحك الصافى وجذب انتباه الجمهور.
«جريما فى المعادى» نموذجًا
 وعلى سبيل المثال إذا اتخذنا عرض «جريما فى المعادى « لأشرف عبد الباقى نموذجًا؛ استطاع هذا العمل صناعة كوميديا من شباب قد لا يصنف معظمهم ككوميديانات بينما كتب بطريقة صنعت من كل شخصية كوميديانًا مستقلًا بذاته فى حين أن « 3 أيام × الساحل» امتلك كوميديانات كبار لكنه لم يقدم حالة كوميدية كاملة بل ترك كل منهم يعتمد على مهاراته الذاتية فهنا نحن أمام إبداع ذاتى لم يبذل المؤلف فيه جهدًا يذكر فكل كوميديان يقدم نفسه على طريقته كما كانت هناك مشاهد طويلة تحتاج إلى اختصار وتكثيف خاصة فى الفصل الأول هناك أكثر من مشهد لو تم الاستغناء عنه لن يختل ميزان العرض بينما جاء الفصل الثانى مكثفًا وإيقاعه أكثر انضباطًا وأسرع وكما ذكرت من قبل لم تستغل مشاهد هنيدى وبيومى جيدًا وهذه خسارة كبيرة لعمل كوميدى بهذا الحجم افترض فيه ضخامة الإنتاج لكنه انتصر للإنتاج الفخم على حساب فلسفته الأساسية امتاع الجمهور المنتظر عودة بهجة هنيدى بفارغ الصبر، كنا ننتظر عمل أقوى وأمتع يتناسب مع قيمة عودة نجم كوميدى كبير بعد غياب سنوات ومع حجم الممثلين المشاركين بالعرض..!
الإضاءة
       أخيرًا رغم الحرفة العالية فى صناعة صورة مسرحية جيدة إلا أن الإضاءة كانت أقرب لإضاءة الحفلات من إضاءة عمل مسرحى وكأن المخرج أراد استغلال كل ما أوتى من كشافات لصناعة المزيد من الإبهار؛ وفى النهاية هو «big show» جذاب بمحتوى فنى ضعيف يحتاج إلى مراجعة دقيقة فهو عرض ضخم لمسرحية لم تكتمل..!