الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شارع محمد محمود.. وصناعة الإرهاب

شارع محمد محمود.. وصناعة الإرهاب
شارع محمد محمود.. وصناعة الإرهاب




 

شكلت  ثورة 25 يناير2011، بداية مريرة لمرحلة ذاق المصريون بعدها مرارة العنف والإرهاب على يد أنصار تيار الإسلام السياسى الإرهابى من «إخوان وسلفيين وجهاديين» الذين استهدفوا استقرارهم ووحدتهم، وكان البديل «الجاهز» لإرهاب الحياة المصرية بالكامل بعد أن أطلق العنان لهم بلا رقيب أو حساب.
فعقب تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى 11 فبراير2011، بدأ تيارهم الدموى فى افتعال الأزمات من أجل الهيمنة على المشهد السياسى، وكان التظاهر والحشد «سيف» هذه المجموعات على رقبة الوطن.
وكانت أحداث محمد محمود التى اندلعت فى 19 نوفمبر عام2011 ، البداية  لمشهد فوضوى رسم خريطته جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها لتأجيج المشهد السياسى والذى بدأ بدعوة حازم صلاح أبوإسماعيل حليف الجماعة الإرهابية والمسجون حاليا، إلى اعتصام فى ميدان التحرير لتسليم السلطة، سرعان ما انسحب منه واختفى، وادعى أنصاره بأن «شاحن» الهاتف المحمول الخاص به لم يكن معه ما اضطره للانسحاب، لكن المشهد كان قد تأجج بالفعل، وتحول شارع محمد محمود إلى ساحة للمواجهات بين المتظاهرين والشرطة لأسبوع كامل لتتوالى التظاهرات الداعية إلى الفوضى وهدم المؤسسة العسكرية.
وفى 29 يوليو2011 ، احتشدت الحركات الإسلامية فى جمعة لمّ الشمل وأُطلق عليها «جمعة قندهار»، حيث رفع الإسلاميون، الذين خرجوا فى هذا اليوم، شعارات تنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما كان بعيدًا عن المطلب الأساسى، وكان من لافتات ذلك اليوم «احكمونا بالشريعة الإسلامية.. احكمونا بالقرآن».
وفى 18 نوفمبر 2011، احتشد مئات الآلاف أغلبهم من الإسلاميين من المتظاهرين فى ميدان التحرير بقلب القاهرة يوم الجمعة، للمشاركة فى «مليونية 18 نوفمبر لإسقاط وثيقة السلمى»، فى ظل غياب تام للأمن، لمطالبة المجلس العسكرى بتسليم السلطة للمدنيين وإلغاء وثيقة المبادئ فوق الدستورية، التى اقترحها نائب رئيس الوزراء على السلمى والبدء فى إجراء انتخابات البرلمان بعد ثورة 25 يناير.
خلال هذه الفوضى العارمة داخل المشهد السياسى وفى الوقت الذى كانت جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية تعد نفسها لمعركة انتخابات مجلس الشعب، حضر العنصر التكفيرى المصرى المنتسب لجماعة أنصار بيت المقدس بقوة فى المشهد بعيد ثورة الــ 25من يناير فقد قام التنظيم السيناوى المنشأ بإرسال عدد كبير من مقاتليه للتدريب فى معسكرات دولة العراق الإسلامية التى تحولت فيما بعد إلى «داعش» بغرض التدريب والعودة مرة أخرى أو البقاء هناك، وذلك لعدم الصدام مع الدولة المصرية التى كانت جماعة الإخوان الإرهابية تمارس سطوتها عليها واستغل  تلك الفترات فى الاعداد والتجهيز ريثما تتهيأ له اللحظة التى يمكنه من خلالها التمرد وإعلان إمارة إسلامية.
وفى سلسلة إصدارات مرئية لداعش حملت مسمى «رسائل من أرض الملاحم» كشف أبومسلم المصرى، قاض شرعى فى محكمة الرقة التابعة للتنظيم، شرح «أبومسلم» كيفية وتوقيت خروج اتباع تنظيم بيت المقدس من مصر بعد ثورة الــ25 من يناير للانضمام إلى تنظيم داعش، وهاجروا تحت شعار إعلاء كلمة الله.. وبذلك كان ظهور «أنصار بيت المقدس» وتبعيته لــ«داعش» بعد انفصاله عن جماعة الإخوان بعد حصولها  على السلطة مما جعل «داعش» ترث  بسهولة فرعا لها فى مصر لم تكن هى من أسسه وإنما الجماعة الإرهابية وحلفاءها من السلفيين.