السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسامة الأزهرى الإمام المستنير

أسامة الأزهرى الإمام المستنير
أسامة الأزهرى الإمام المستنير




خطبة فى يوم جمعة مثله مثل آلاف الأيام التى مرت ألقاها الشيخ أسامة الأزهري، لكنها هذه المرة كانت خطبة للتاريخ، لأنها الاولى فى مسجد الفتاح العليم، ثم لما تضمنته من رسائل ليست إيمانية فقط لكنها حياتية بامتياز قال فيها: من أعماق مصر العظيمة من مسجد الفتاح العليم، وفى عام جديد، تأتى هذه الخطبة لتكون رسالة موجهة للعالم كله من أرض الكنانة أقول فيها باسمكم جميعًا أيها المصريون العظماء فى شتى بقاع مصر، للعالم كله إن عهدًا جديدًا وعامًا جديدًا ستشهد فيه أرض الكنانة مصر عدة شعارات الأول الأمل الذى يتحول إلى عمل، والثانى الحلم الذى يحققه العلم، والشعار الثالث الإرادة التى تتحول إلى إدارة، وإرهاب ينهزم، وجرح يلتئم، وشعب مترابط ينسجم، جيش عظيم يحمى وشعب كريم يبنى».
■ ■
مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية ووكيل اللجنة الدينية بالبرلمان الذى أمّ المُصلين بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وشيخ الأزهر أكثر من 10 مرات، بخطبته القوية، وجه رسائل مهمة تبعث الأمل فى نفوس المصريين، تعلى قيمة العمل، تطلق سهاما فى قلب مثيرى الفتن وناشرى الظلام، تدعو إلى التعمير، إلى بناء الوطن، إلى تعزيز منظومة القيم والبحث العلمي، إلى إشاعة الأمان فى الدنيا كلها.. إلى محاربة الفقر والتخلف والمرض.. إلى طى صفحة كل لحظة ألم شعر بها كل مصري، كل ذلك فى دقائق معدودة.
كتب التاريخ تذكر لنا مدى أهمية شيوخنا المجددين، تكشف عن التحول الكبير الذى شهده المجتمع على أيديهم فى فترات حرجة من تاريخ الأمم، هم من يملأ نورهم عقول الناس، هم من قال فيهم رسول الله: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»، وهو ما يؤكد أن وجودهم خصيصة لازمة من خواص هذا الدين الحنيف، فدائما ما يكون حنين الناس نحو السماء، ومن بين هؤلاء المجددين الشيخ أسامة الأزهري، الباسم، المعتدل صاحب المنهج الوسطى، الذى يسير على خطى أسلافه من رأوا» «إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها» .
■ ■
صورة بدت عادية للشيخ الجليل وهو يصافح كلباً، لكنها فى الحقيقة رسالة قوية ترد على أصحاب العقول المغلقة التى تعلن أن :»أية اجتهادات فقهية بمثابة حرب على الدين ومحاولة لمراودة الناس عن عقيدتها»، تقول لهم إن الرحمة صفة إنسانية حثت عليها كل الأديان السماوية ، كانت رسالة فى التسامح، فقد تعرض للهجوم بسببها فخرج يعلن أنه سامح جميع من تطاولوا عليه، قائلاً: القضية التى أثارتها تلك الصورة مهمة وحيوية تفتح مجالا لإعادة النظر فى مكونات بناء الشخصية المصرية والتغيرات التى طرأت عليها ووصلت بها للحد الضيق الذى ينعكس على مفهوم الرحمة العامة بالإنسان والحيوان، وهذا ما بدا واضحًا فى التعليقات التى تابعتها ردًا على تلك الصورة، والتى يبدو منها تجاهل تام للتكليفات الربانية بالتزام قيمة الرحمة، حتى مع المخالفين فى العقائد.
 للأزهرى مؤلفات كثيرة، ومؤخرا أعلن إصداره عملا علميًا ضخما قريبًا، فكتب منشورًا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يقول فيها قريبًا يصدر عمل علمى كبير، استغرق من عمرى نحو 6 سنوات من الكتابة والبحث والتنقيب، وقبلها نحو 10 سنوات من التحضير والجمع للمادة العلمية، حتى صار هو خلاصة العمر، وقال عنها إنه بتقديمها يكون قائمًا بواجب البر تجاه وطنه ومؤسسته الأزهرية العريقة.
■ ■
من أشهر مقولاته، إن الشخص الناجح يجد لكل مشكلة ألف حل، والشخص المكتئب كلما اقترحنا عليه حلا يجد له ألف مشكلة، وشتان بين عقل يخترق الأزمات فيحولها لخبرات يستفيد بها، وآخر كلما ابتكرنا له حلًا يظل مكتئبًا ويطرح عليك عشرات الإشكاليات التى منها أنه مكتئب.
ولد الأزهرى فى محافظة الإسكندرية يوم الجمعة 18 رجب 1396 هـ - 16 يوليو 1976م، ثم انتقل مع عائلته إلى بلدة أبيه فى محافظة سوهاج، فى صعيد مصر، المعروف بتقاليده المحافظة، وكثرة حفاظ القرآن الكريم، إلى جانب توفر التعليم الأزهرى الرسمى وغير الرسمى فيه، والمحبة البالغة التى يكنها أهل هذا الإقليم والتقدير الذى يبدونه للعلماء، وخاصة الأزهرية منهم.
لم يقتصر فى تكوينه على ما تلقاه خلال دراسته الأكاديمية الرسمية الأزهرية بل طلب العلوم الشرعية وغيرها من خلال ملازمة ومرافقة أهل كل علم من المتخصصين من أكابر علماء الأزهر الشريف المعمور، ثم عدد من أكابر علماء الشام، واليمن، والمغرب العربي، وأجازه جل من لقيهم من العلماء وقد ذكر عددا منهم فى بعض من مؤلفات كمعجم الشيوخ، وأسانيد المصريين، وغيرها.
■ ■
 دَرَسَ على يد العلماء الكبار المتخصصين، فى علوم الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، والمنطق، والنحو، والعقيدة وغيرها، وحصل على الإجازة من أكثر من 300 من العلماء أصحاب الإسناد، من أقطار إسلامية مختلفة.
هو بحق مجدد هذا العصر.. بعلم وبصيرة يواجه الأفكار المسيئة للإسلام دون أى مساس بجوهر الدين أو عقيدته يحمل رسالة عنوانها «هذا هو الدين.. هذا هو الإسلام.. دين الرحمة والسلام.. دين التعايش والبناء»، لأجل هذا وأكثر وجدناه يستحق «وسام الاحترام».

روزاليوسف