ضيف المعرض.. إبراهيم الكونى

يستضيف معرض الكتاب فى دورته الخمسين العديد من الكتاب من الوطن العربى وخارجه، لهم إسهامات مميزة فى شتى مجالات الكتابة ومن أهم الكتاب الذين يستضيفيهم المعرض فى أيامه الأولى الكاتب الليبى ابراهيم الكونى.
يجيد الكونى تسع لغات، وكتب ستين كتابًا حتى الآن، ويقوم عمله الروائى على عالم الصحراء بما فيه من ندرة وقسوة وانفتاح على جوهر الكون، وتدور معظم رواياته حول العلاقة الجوهرية التى تربط الإنسان بالطبيعة الصحراوية وموجوداتها وعالمها المحكوم بالحتمية والقدر الذى لا يرد . اختارته مجلة «لير» الفرنسية من بين خمسين روائيا من العالم اعتبرتهم يمثلون اليوم «أدب القرن الواحد والعشرين» وسمتهم «خمسون كاتبا للغد».
أدرك إبراهيم الكونى مبكرًا أن إتقان اللغات ضرورى لفهم اللغة الأم القديمة, فتعمق فى دراسة لغات عديدة وتبحر فى التاريخ وخصوصاً تاريخ الديانات والأدب والفلسفات، وتعلم لغات عديدة, حيث يجيد ثمان لغات، هي: الطارقية، والعربية، والروسية، والإنجليزية، والبولندية، والألمانية، والإسبانية، واللاتينية. وألف سلسلة كتب بعنوان «بيان فى لغة اللاهوت»، ويرى أن هذه السلسلة لو ترجمت إلى لغات غير العربية، لأحدثت ثورة كبيرة، والسبب فى عدم ترجمتها أن الذين يعرفون اللغة العربية لا يعرفون الفلسفة ولا يعرفون اللغات الأخرى السومرية واليونانية القديمة، وأولئك الذين يعرفون هذه الفلسفات لا يعرفون اللغة العربية. وتتناول هذه السلسلة موضوعات وجودية أساسية تتمثل فى اللغة البدئية التى انبثقت منها اللغات، والحضارة الأولى التى انبثقت منها حضارات العالم.
يقول إبراهيم الكونى معرفا نفسه:» أنا متعصب للصحراء، ليس لأننى بطبيعة الحال ابن الصحراء، ولكن لأنها الطبيعة الوحيدة المتسامحة والمظلومة والتى تدمر كل يوم، البيئة التى تعانى منذ الأزل من التدمير والتهميش والاستعباد والإنكار، بالرغم أن عالم اليوم كله يستمد من الطاقة القادمة من الصحراء ومن الخيرات التى تمدها الصحراء، فى بلد مثل ليبيا أضحت الصحراء مصدرًا للماء».