الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السياسة تهزم الاقتصاد.. «هواوى» ضحية الصراع بين أمريكا والصين

السياسة تهزم الاقتصاد.. «هواوى» ضحية الصراع بين أمريكا والصين
السياسة تهزم الاقتصاد.. «هواوى» ضحية الصراع بين أمريكا والصين




من الواضح أن شركة «هواوى» ضحية للخلافات والصراعات السياسية بين أمريكا والصين بتشويه سمعتها واتهامها بالتجسس لصالح الصين وذلك لأخذ القرار بوقفها فى أمريكا، إضافة الى موقف حلفاء أمريكا الذين اتخذوا نفس القرار خاصة شركة فودافون الإنجليزية ثانى أكبر مشغل اتصالات فى العالم، هى شركة بريطانية متعددة الجنسيات ومقرها الرسمى فى مدينة نيوبرى بالمملكة المتحدة وتعمل  فى نحو 30 دولة حول العالم إضافة إلى شراكتها فى شبكات فى 40 دولة أخرى.
ولم تكن هى الأزمة الأولى بين الولايات المتحدة والصين فقد شهد عام 2018 أزمة تجارية كبرى بين الدولتين  حيث فرض الرئيس الأمريكى رسوما جمركية تبلغ 50 مليار دولار على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التى تسرد تاريخ «الممارسات التجارية غير العادلة» وسرقات الملكية الفكرية وعلى إثر ذلك قامت الحكومة الصينية بفرض رسوم جمركية على أكثر من 128 منتجا أمريكيا أشهرها فول الصويا.


ونفى مؤسس شركة هواوى رن جينجفاى للاتصالات الادعاءات الأمريكية بأن شركته تتجسس على عملائها لصالح الحكومة الصينية، و أشاد  بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، باعتباره «رئيسا عظيما»، متجاهلا ادعاءات واشنطن بأن شركة هواوى تشكل تهديدا للأمن القومى الأمريكى.
وفصلت الشركة الصينية موظفا احتجزته السلطات البولندية فى قضية تجسس وقالت هواوى آنذاك إن التصرفات المزعومة لموظفها أضر بسمعة الشركة، و كانت نيوزلندا رفضت فى وقت سابق، استخدام معدات البنية التحتية من هواوى فى بناء شبكة للجيل الخامس، بسبب محاذير أمنية.
واقترحت شركة «هواوى» إثر تلك التطورات مؤخرا فتح مختبرات التطوير لتهدئة مخاوف التجسس والمخاوف بشأن المخاطر الأمنية لمنتجاتها، ردا على مزاعم تتهم منتجاتها بالقدرة على التجسس.
وأعلنت هواوى خلال المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس إنها ترحب بالطلبات المقدمة من قبل الدول الغربية لرؤية عملية تطوير منتجاتها، مؤكدة أن الشركة تتوافق بشكل كامل مع القوانين واللوائح المحلية، كما أنها ستسمح للمراقبين بمشاهدة مختبرات المنتجات الخاصة بهم.
وتحاول الشركة الصينية وضع حد للاتهامات التى تقول بأن تقنياتها تشكل خطرًا أمنيًا، إذ صرحت وكالات  الاستخبارات الأمريكية سابقًا حول مخاوفها من احتمال أن تشكل هواوى تهديدًا للأمن القومى عبر تسهيلها للتجسس الصيني، فيما نفت الشركة بشكل مستمر هذه المزاعم.
قال المتحدث باسم هواوى تكنولوجيز، تجمع بين شركتى فودافون وهواوى شراكة استراتيجية طويلة الأمد منذ عام 2007، حيث تعطى شركة هواوى أولوية لدعم إطلاق كافة التقنيات الجديدة  لكل عملائها».
وعلق قائلا: «نحرص دوماً على الحفاظ على ثقة عملائنا من خلال أداء غير مسبوق وخدمات ومستويات دعم منحتنا مراكز الصدارة فى الأسواق التى نعمل بها».
كانت فودافون، ثانى أكبر مشغل للهاتف المحمول فى العالم،  قد أعلنت أنها «أوقفت» استخدام معدات هواوى فى شبكاتها الأساسية إلى حين توصل الحكومات الغربية لحل بشأن المخاوف ذات الصلة بأنشطة الشركة الصينية.
وتواجه هواوى، تدقيقا متزايدا بشأن علاقاتها بالحكومة الصينية وشكوكا فى أن التكنولوجيا التى تستخدمها قد تكون بكين تستغلها لأعمال تجسس. لكن هواوى نفت تلك الاتهامات.
وقال الرئيس التنفيذى لفودافون نيك ريد، إن هواوى لاعب مهم فى سوق المعدات التى تهيمن عليها ثلاث شركات، وأشار إلى أن معداتها كانت تُستخدم فى شبكات فودافون الأساسية فى جزء من إسبانيا وأسواق أخرى أصغر حجما.
وأضاف «قررنا وقف (استخدام معدات) هواوى فى شبكاتنا الأساسية بينما نعمل مع الهيئات والحكومات المختلفة وهواوى من أجل وضع نهاية للموقف، وأشعر أن هواوى منفتحة فعلا بهذا الشأن وتعمل بجدية».
من جانبه أكد المهندس حسام الجمل مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبنية الاتصالات إن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وأى اخبر يتم الإفصاح عنه عن أى شركة نأخذه على محمل الجد وذلك للتأكد أننا بعيدين عن أى اختراقات تمس الأمن القومى المصرى.
وأوضح الجمل خلال تصريحاته الخاصة لـ”روزاليوسف” أن هناك تنسيقا بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات للتأكد أن شركات الاتصالات الأربع التى تعمل فى السوق المصرى أن الأجهزة المستخدمة من شركة هواوى لاتستعمل لأغراض لها علاقة بالحكومة الصينية.
مبينا أن الشركة المصرية للاتصالات التابعة للحكومة لاتستخدم أجهزة هواوى الصينية.