السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جبروت أم

جبروت أم
جبروت أم




«جت تكحلها عميتها» بين تربية الأبناء والتنمر فرق شاسع، فالأساس فى التربية هو الحوار والتوعية والنصح، حتى إن وصل الأمر للعقاب فلا يكون بالإيذاء الجسدى والنفسى الذى قد يتسبب فى إنهاء حياة الأبناء.
يوم تلو الآخر تُشيع العائلات جنازات أطفالٍ أبرياء بسبب جهل الآباء واستخدام العنف، والعقاب بالضرب المبرح تحت مسمى التربية.
لم يمر سوى ساعات على واقعة «طفل البلكونة»، الذى أنقذته العناية الإلهية من سوء تصرف أمه والتى كادت أن تودى بحياته، لنستيقظ على فاجعة طفل الجيزة المقتول على يد أمه.
لم ينصت ابنها لنصحها، وتخويفها له من تجاهل أوامرها بعدم الخروج من المنزل، توعدت له وأعدت أسلحتها فى استقباله، وانهالت عليه بالضرب حتى فارق الحياة.

«بداية الواقعة»

تبلغ لقسم شرطة الوراق، من مستشفى إمبابة العام بوصول الطفل «سيف. أ، ١٣ سنة، طالب بالصف الثانى الإعدادي»، جثة هامدة.
انتقلت قوة أمنية إلى المستشفى، وبالفحص ومناظرة الجثة تبين وجود «جرح بالفم،  وخدوش حول الرقبة»
على الفور وجه اللواء د. مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبإشراف اللواء محمد الألفى نائب مدير مباحث الجيزة.
تم استدعاء الأم والتقابل معها «إيمان. ز،  26 سنة، عاملة نظافة»، والتى ألفت قصة خيالية ظننًا منها أنها ستخدع رجال الأمن، وقالت: عثرت على نجلى فاقد الوعى أمام باب شقتنا، وتابعت: فقمت بنقله للمستشفى أملاً فى إسعافه، إلا أنه فارق الحياة.
وعقب القيام بالتحريات بإشراف العميد أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث الغرب، والعقيد محمد أمين مفتش مباحث الغرب، والمقدم محمد غراب وكيل الفرقة، دارت الشكوك حول الأم، فقاموا باستدعائها، وإعادة مناقشتها واستجوابها، حاولت فى البداية الانكار، ولكن زاد شكوك رجال المباحث بها أثناء الحديث، وبتضييق الخناق عليها اعترفت بارتكاب الواقعة.

«اعترافات الأم»

قالت المتهمة: انفصلت عن والد نجلى منذ ٧ سنوات، ومن وقتها وهو  يقيم مع والده،  ويحضر لزيارتى مرة كل أسبوع، وتابعت: فى المرة الأخيرة طلب منى أكثر من مرة الخروج من المنزل كما اعتاد أثناء تواجده لدى بصحبة والده إلا أننى رفضت.
واستكملت: وفى اليوم السابق للواقعة استغل استغراقى فى النوم وخرج من المنزل هربًا، وعقب عودته حوالى الساعة الواحدة والنصف صباح يوم الواقعة عنفته، واسترسلت ودموع الندم تنهمر من عينيها: قيدت يديه وقدميه بقطع من الملابس وتعديت عليه بالضرب صفعاً على وجهه وركله بقدمى لتأديبه، واسترسلت: فوجئت بحدوث نزيف له بالأنف والفم وفقد الوعي، فصرخت وبكيت، وقمت بفك وثاقه على الفور لإسعافه ونقلته للمستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد وصولنا، وأوضحت: اختلقت الواقعة خشية افتضاح أمري.
انتقلت قوة امنية وقامت بمعاينة الشقة، وتبين وجود آثار دماء على أرضية غرفة النوم، وعثر على منشفة به آثار دماء وإيشارب، وعباءة ممزقة، وأوضحت المتهمة أن المضبوطات هى المستخدمة فى تقييد المتوفى.