الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«28 يناير» 2011 أسوأ يوم عاشه المصريون

«28 يناير» 2011 أسوأ يوم عاشه المصريون
«28 يناير» 2011 أسوأ يوم عاشه المصريون




كتب - مصطفى أمين عامر – محمود محرم

بورسعيد ـ أيمن عبدالهادى الإسماعيلية شهيرة ونيس

 

 

كان  يوم 28 يناير 2011 والمسمى بـ«جمعة الغضب» يومًا فارقًا فى تاريخ مصر، ففى هذا اليوم عمت الفوضى فى كل أرجاء القاهرة والجيزة وباقى المحافظات وكأن يوم الحشر غير موعده من يوم القيامة إلى يوم الجمعة الأخيرة فى يناير.
الآلاف من الطلبة وشباب الإنترنت  والحركات المعارضة وعلى رأسها حركة 6 أبريل والإخوان المسلمين والدعوة السلفية والجمعية الوطنية للتغيير, قررت فى وقت واحد أن تغير المشهد فى مصر من حالة الاستقرار إلى حالة العدم.. فغابت الشرطة وعمت الفوضى والسرقات والحرائق فى ربوع مصر.
وقبل نهاية اليوم بدأت حالات من النهب والسلب من الهاربين من السجون والمسجلين خطر وطالت السرقات كل شىء  حتى  المتحف المصرى ولولا محاولات الشرفاء الذين  شكلوا دائرة كبيرة محيطة بالمتحف كله ودوريات للمراقبة داخل المتحف وحوله واستمر هذا الوضع طوال الليل حتى وصلت قوات الجيش التى طلبها المتظاهرون لحماية المتحف المصرى لسرقة الحضارة كما سرق الوطن. واعتبر حسام الحداد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية أن مشاركة جماعة الإخوان فى جمعة الغضب الأولى ما هو إلا أحد مراحل سياسة البلطجة التى مارستها الجماعة على الوطن وعلى أحلامه، وسبقها مرات عدة لممارسة الإرهاب والسطوة على الحياة السياسية فى مصر.
وشدد على أن الجماعة الإرهابية خلقت فى جمعة الغضب حالة من  الارتباك الشديد داخل الحياة السياسية ولم يكن هناك  مستفيد منه سوى جماعة الإخوان.
وقال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: إن هذه نقطة فارقة فى حياة المصريين ففى دولة بحجم مصر وبحجم وهول الحركات داخلها سواء سياسية أو فكرية أو ثقافية أو دينية بشكل ينبئ بتوقع نتائج فقدان السيطرة والانفلات, أيقن المصريون بأهمية ما كتبه المفكرون والمؤرخون الثقات أن مؤسسات الدولة المصرية هى الحامية لهذا البلد بالتعاون مع شعبها, وأن انهيار المنظومة الأمنية لأيام قليلة كفيل بتحويلها إلى فوضى وسقوطها لاحقًا لقمة سائغة فى فم الطامعين فيها.
وأشار إلى أن مصر تعافت بشكل ملحوظ من آثار تلك الفترة والدليل على ذلك تراجع العمليات الإرهابية بشكل كبير والبدء فى عملية التنمية والإصلاح الاقتصادى والاستثمار الأجنبى.
وشهدت محافظة الإسماعيلية الصغيرة أحداثًا لا تنسى أثناء جمعة الغضب, وقامت جماعة الإخوان المسلمين بإشعال النيران داخل مبنى «المخابرات»بطريق البلاجات التابع لحى أول الإسماعيلية. والقيام ببعض الأعمال المشينة ،والممارسة مع ضباط أمن الدولة ورجال الشرطة فى ذلك الوقت،الأمر الذى ترتب عليه تدخل رجال القوات المسلحة ونزولهم إلى الشارع لتهدئة واتزان الأمور.
 محافظة بورسعيد شهدت أيضًا أعمال شغب كبيرة خلال أحداث يوم ٢٨ يناير من عام ٢٠١١ حيث بدأ اليوم بالمسيرات فى بدايتها سلمية ولم يمر دقائق حتى بدأ بعض المشاركين بإتلاف لافتات وتدمير واجهات منشآت تابعة للدولة.
كان من أبرز ما حدث بمحافظة بورسعيد أن المتظاهرين قد رفضوا أن يقود جماعة الإخوان المظاهرات وقاموا بإنزال القيادى الهارب من على أكتاف المتظاهرين كما سقط أحد الشباب ويدعى محمد راشد على إثر الأحداث.


رجال الداخلية حاربوا الإرهاب وأعادوا الهاربين إلى السجون
كتب - سيد دويدار

الجمعة ٢٨ يناير ٢٠١١ غرف عمليات مديريات الأمن ووزارة الداخلية تتلقى إخطارات غريبة، ولم تحدث قبل ذلك، حيث ضابط العمليات يستمع لإخطار من رئيس المباحث بان القسم تم اقتحامه وحرقه، ولم يكن قسم شرطة واحد فقط، بل كانت على جميع أقسام وأغلبية السجون المصرية، وعند حلول الظلام أصبح هناك الآلاف من المجرمين والخارجين على القانون، بما فيهم أعضاء مكتب إرشاد الجماعة الارهابية، حيث عمت الفوضى، وتم اقتحام سلاسل محلات شهيرة وسرقتها حتى ماكينات الفيزا تم تحطيمها وسرقة الأموال بداخلها.
أصاب الجميع الرعب والهلع، وأصبح الأب يمشى «بسنجة» فى الشوارع من أجل شراء كيلو لبن ولحماية نفسه من البلطجية والسرقات بالإكراه فى أغلبية الشوارع، المواطنين الشرفاء أيقنوا حقيقة الوضع الخطر، وشكلوا لجانًا شعبية لحماية أسرهم وممتلكاتهم ومنازل الغير.
فجأة الجميع يطالب بعودة الامن، وبعضهم يبكى على شاشات الفضائيات بعد تعرضة لسرقة سيارتة بالاكراه فى «عز الضهر» وأصبح الخوف سيد الموقف وممنوع الخروج خارج نطاق منزلك خوفا على حياتك.
وهذا بخلاف تراجع أعداد السياح وصدور تعليمات من الدول بعودة سائحيها فى أسرع وقت.
الظلام والرعب يخيم على الجميع، من يقف أسفل منزله فى لجنة شعبية لحماية عائلته من هجوم البلطجية، ومن يجلس فى منزله من أمهات المصريين فى حالة رعب على أولادهم خوفًا من مواجهة الخارجين على القانون التى أصبحت لا مفر منها.
كانت قيادات الداخلية تعلم جيدًا صعوبة، بدا انتشار الشرطة مرة أخرى خاصة فى المناطق الشعبية بسبب قيام الجماعة الإرهابية، بتشويه وإثارة الرأى العام ضدها، ولكن الضباط لم يبالوا ونزلوا الشوارع مرة أخرى «بزيرو» إمكانيات وهلل المواطنون فرحًا واستقبلوا الشرطة وتعاونوا معها.
بعدها تم ضبط الافمن قطع السلاح المسروق، وكذلك إعادة الهاربين من السجون وفرض وبسط الأمن فى ربوع الجمهورية، ثم بدأت وزارة الداخلية فى مد اهمات البؤر الاجرامية من المخدرات وتجارة السلاح، وتمكنوا من إنهاء أساطيرها والقبض على الرءوس الكبيرة ووضعها خلف القضبان.
وانتشرت الحملات الأمنية فى جميع الاماكن فى الزقاق والحوارى والشوارع وعلم المصريون وقتها أن وزارة الداخلية عازمة على فرض الأمن، وأن الضرب بيد من حديد على أى مخالف للقانون وعادت أشهر المحلات إلى فتح الفروع الخاصة بها مرة أخرى، وعاد المواطن المصرى يسير منتصف الليل هو واولاده فى بلد الامن والامان مرة أخرى وقدمت الدولة الدعم لوزارة الداخلية من معدات وسيارات وأجهزة متطورة لتبدأ وزارة الداخلية فى فصل آخر من الوطنية والتضحية وهو مواجهة الارهاب، حيث انتشرت العمليات الارهابية بصفة شبه يومية، ونشاهد وضع القنابل فى الشوارع الرئيسية واكمنة الضباط والتى حصد أرواح شهدائنا من وزارة الداخلية، وعزمت الداخلية أيضا على مواجهة التطرف وإرهاب الجماعة الاخوانية ودافعوا عن الوطن بأرواحهم ودمائهم واستقبلوا القنابل فى صدورهم حتى تلاشى الارهاب بعمليات تفجيرية بسبب الضربات الاستباقية وتصفية كوادر الارهاب فى جميع المحافظات واستعادة جهاز الامن الوطنى بريقه وضباطه مرة أخرى.