الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أدباء ومثقفون فى ندوة بمعرض الكتاب: سهير القلماوى.. الرائدة النسائية المُثقفة مُُعلمة الأجيال

أدباء ومثقفون فى ندوة بمعرض الكتاب: سهير القلماوى.. الرائدة النسائية المُثقفة مُُعلمة الأجيال
أدباء ومثقفون فى ندوة بمعرض الكتاب: سهير القلماوى.. الرائدة النسائية المُثقفة مُُعلمة الأجيال




ضمن الاحتفال بشخصيتى معرض الكتاب والأحداث المئوية شهدت قاعة «ثروت عكاشة» بالقاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة بعنوان «سهير القلماوى – ناقدة وأديبة»، تحدث فيها كل من د.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والكاتب الكبير يوسف القعيد، والناقدة والروائية سلوى بكر، ود.خيرى دومة الناقد الأدبى.

فى البداية أكد د.جابر عصفور وزير الثقافة: هى من نصحتنى بدراسة الصورة الشعرية، وتأثرت كثيرًا بوجهة نظرها فى نقد النصوص الأدبية من خلال الغوص فى النص ودراسته دراسة مستفيضة حتى تستطيع الخروج بوجهة نظر ناقدة لهذا النص، وكانت ترى أن أهم عمل للناقد الأدبى هو دراسة النص الأصلى جماليا، وهذا هو ما اختلفت فيه سهير القلماوى عن باقى المدارس الأخرى فى دراسة النصوص، وقد أسست سهير القلماوى هذا التيار الخاص بها والذى مازال متواجدا حتى الآن.
وأضاف: كانت سهير القلماوى صارمة للغاية ولا أستطيع أن أنكر أن هذه الصرامة هى من صنعت جابر عصفور.
يكمل: كان انضمام سهير القلماوى لدراسة اللغة العربية بقسم اللغة العربية نموذجا ساطعا لمسيرة الفتيات فى التعليم فى مصر، حيث كانت الجامعة المصرية لا تسمح للبنات بدخول الجامعة، وكانت سهير القلماوى ترغب فى أن تكون طبيبة وتدرس الطب فى الجامعة بعد أن تعلقت بهذا الأمر بعد أن كانت تذهب لعيادة والدها وتعلمت مبادئ الطب والتمريض، ولكن حينما أتمت تعليمها الثانوى وجاء موعد دخولها الجامعة لم يستطع والدها التقديم لها فى الجامعة نظرا لحالة الحظر حول تعليم الفتيات فى الجامعة فى هذا العصر، حتى نصحه أحد الأشخاص إلى أن يذهب لعميد كلية الآداب فى ذلك التوقيت وهو الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، وذهبت معه سهير القلماوى وقد ساهم إعجابها بشخصية طه حسين فى تحويل مسارها لدخول الجامعة ودخول كلية الآداب قسم اللغة العربية للتتلمذ على يد الراحل العظيم طه حسين .
وأشار إلى أنه حينما أتمت سهير القلماوى دراستها فى كلية الآداب قسم اللغة العربية وحصولها على الليسانس، كانت لديه رغبة فى استكمال دراستها والحصول على الماجستير والدكتوراه، إلا أنه لم يكن هناك فى الجامعة مجال لمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه للمرأة بسبب ادعاءات بأن صوت المرأة عورة، وقد ساعدها د.طه حسين كثيرا فى الوصول لمبتغاها حينما طلب الحصول على قاعة بعيدة عن قاعات المحاضرات فى الجماعة، وتم فيها مناقشة رسالة الماجيستير للدكتورة سهير القلماوى بسرية تامة، فلم يحضر المناقشة سوى سهير القلماوى والمناقشين ولم يحضر المناقشة أحد، وحصلت على الماجستير والدكتوراه بعد ذلك بامتياز.
ولفت إلى أن سهير القلماوى كان لديها وعى وإيمان أنها رغم كونها أنثى إلا أنها لا تقل كفاءة عن الرجال، وقد كانت تؤمن أن المرأة مساوية للرجل ولا تقل كفاءه عنه فى العمل، وهو الأمر الذى دفعها للانخراط فى الحياة العامة، والمشاركة فى مجهودات الحركة النسائية على مستوى العالم العربى، وهو الأمر الذى دفع الدكتور ثروت عكاشة حينما جاء وزيرا للثقافة أن يأتى بها رئيسة للهيئة العامة للكتاب.
وأكد «عصفور» أن سهير القلماوى تحمست بشدة بعد توليها منصب رئيس الهيئة العامة للكتاب لفكرة إقامة معرض دولى للكتاب فى مصر ينافس معرض فرانكفورت فى ألمانيا، وعرضت الفكرة على وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الذى تحمس لها وبدأوا العمل على إقامة أول معرض دولى للكتاب فى القاهرة عام 1969 والذى خرج بصورة رائعة للغاية، كما فتحت الراحلة العظيمة سهير القلماوى الأفق أمام الناشرين الشبان من جيل الستينيات وأنا منهم لنشر أعمالهم فى الهيئة العامة للكتاب فى فترة توليها رئاسة الهيئة .
من جانبها أكدت الأديبة والناقدة سلوى بكر أن د.سهير القلماوى رائدة بكل المعايير والمقاييس، وهى من الجيل الأول الذى اقتحم الجامعة المصرية، وهذا بدعم رائدة نسائية أخرى وهى نبوية موسى.
وأضافت: كانت شخصية مقاتلة ترغب فى إثبات أن المرأة قادرة على صناعة العالم، وأشارت إلى أن كتابات الراحلة سهير القلماوى لم تكشف عن أى خبرة حياتية لها رغم أنها عاشت فترة لا تقل عن عامين ونصف العام فى باريس، إلا أن هذه الخبرة الحياتية لم تتجل فى كتاباتها.
من جانبة قال الأديب الكبير والروائى يوسف القعيد: كانت أول من قدمنى فى وقت لم يكن أحد يعرفنى فيه، بعد ان قابلتها فى إحدى الندوات بالإذاعة المصرية وقدمت لها إحدى رواياتى وهى رواية «أخبار عزبة المنيسى» ربما ليكون لها الحظ فى النشر وهى فى ذلك الوقت كانت فى منصب رئيس الهيئة العامة للكتاب، وحينما ذهبت إلى مكتبها وجدتها قد قرأت الرواية وكتبت مقدمة لها من أروع ما كتب عنها حتى الآن، وأمرت بطباعتها فى الهيئة العامة للكاتب، وهذا هو حال الأساتذة.
فيما قال الناقد الأدبى الدكتور خيرى دومة: يحسب لها مساعدتها فى خروج جيل عظيم من النقاد الأدبيين الذين غيروا وجه النقد الأدبى فى مصر وعلى رأسهم د.جابر عصفور، ود.عبدالمنعم تليمة، فقد كانت لصرامتها ورحابة صدرها فى تقبل الاختلاف دور كبير فى خروج هؤلاء التلامذة العظام.
وأضاف: رغم قلة إنتاج سهير القلماوى الأدبى المنشور ولكنها خرجت جيلا من تلاميذها من تحت عباءتها تمكنوا من تقديم إنتاج فكرى وأدبى غزير.
وأشار: انطلق مشروع سهير القلماوى الأدبى من كتابها «أحاديث جدتى»، نظرا لأن هذا الكتاب يكشف عن هويتها، وقد تأثرت فى هذا الكتاب بأسلوب طه حسين وهويته مثلما فعل طه حسين فى كتابه «الأيام»، كما أن مشروع سهير القلماوى أيضا بدأ من «أحاديث جدتى» والذى انطلقت منه للبحث فى موضوعات جديدة مثل تخصص الأدب الشعبى والذى أصبح فيما بعد أحد الأقسام المتخصصة فى كلية الآداب.