الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحق فى الحياة أولاً

الحق فى الحياة أولاً
الحق فى الحياة أولاً




كتب - المحرر السياسى

ما بين خريف 2017 وشتاء 2019، تبدل موقف الرئيس الفرنسى، وبدا واضحًا أن ماكرون، الذى يعانى بشدة من مظاهرات السترات الصفراء. اختلفت لديه الرؤى حتى لو أنكر ذلك بين ليلة وضحاها. الرئيس إيمانويل ماكرون، حل ضيفًا كريمًا على مصر وتجول فى حضارتها السابقة على التاريخ، واللافت كان تجاوزه لقواعد الاتيكيت السياسى، حيث تبنى أفكارًا غير صحيحة عن حالة حقوق الانسان، بما يمثل تدخلًا غير مقبول فى الشأن الداخلى المصرى.
وفى درس مصرى قاسٍ للعالم، عبرت الإرادة السياسية المصرية عن دولة 30 يونيو بقوة،  تلك الدولة التى من أيامها الأولى رفعت شعار أن السيادة والإرادة المصرية لا تمس، وأن تلك الإرادة الحرة فوق العالم وهى التى اختارت رئيسها  وأن مصر ليست كأوروبا وأمريكا، فنحن دولة لها خصوصيتها ولها طبيعتها الخاصة التى تتميز بها، وهى الدولة القوية التى تدافع عن العالم وتخوض حربًا ضد الإرهاب نيابة عنه  ليعيش فى أمان.
مصر التى استطاعت وقف الهجرة غير الشرعية، والتى كانت بمثابة قنابل موقوتة وذئاب منفردة قادرة على تحويل أوروبا إلى كتلة لهب وجحيم يعمل بها  أكثر من 45 ألف منظمة مجتمع مدنى، تؤدى دورًا مجتمعيًا رائعًا.. وتم طرح قانون الجمعيات الأهلية للحوار المجتمعى.
الإرادة المصرية القوية التى تعى جيدًا أن حقوق الإنسان مصونة ولا يجب أن تقتصر على حرية الرأى، فالدول لا تبنى بالمدونين ولكن تبنى بالعمل والجهد والمثابرة، وأن الحق فى الحياة هو أهم حق من حقوق الإنسان على الإطلاق.
دولة 30 يونيو القوية التى يقودها الرئيس السيسى بشرف ونزاهة وأمانة وعزة، وبإرادة شعبية انتخبته بأغلبية كاسحة وفرت حياة كريمة لـ250 ألف أسرة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها، ما يعنى اهتمام الدولة بالمواطن واحترامها لحقوق الإنسان وإزالة أسباب التطرف والإرهاب.
مصر  التى عالجت 10 آلاف مواطن شهرياً من الحالات الحرجة، وقامت بمسح طبى لـ55 مليون مصرى للتأكد من سلامتهم، ومن يظهر إصابته بالمرض يتم علاجه..  فى مثال واضح أن الشعب هو صاحب الحق الأصيل فى تقييم ما يتمتع به من حقوق وحرية، «فهل بعد هذا كله لا يوجد احترام لحقوق الإنسان بمصر؟!».
وكان لافتًا أمس تراجع الرئيس الفرنسى نفسه عن تصريحاته بعد أقل من 24 ساعة،  فتصريحاته عن حقوق الإنسان صدرت فى أول أيام إقامته بالقاهرة وفى اليوم التالى وأثناء المؤتمر الصحفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى تراجع عنها، ليكشف عن حالة من ضبابية الرؤية  التى يعيشها بسبب المظاهرات فى بلاده، والتى حاول أن يثير عاصفة من الدخان فى القاهرة ليغطى على الحالة المتردية فى باريس.
يبقى هنا أن نشير إلى أن الخلاف فى الرأى لا ينفى أن العلاقات المصرية الفرنسية هى علاقات استراتيجية، تمر بمرحلة مهمة من النجاح والتعاون على مختلف الأصعدة، وأن الاستثمارات الفرنسية مرحب بها جدًا وأن التفاهمات والتعاون وتوقيع العديد من الاتفاقيات فى الزيارة الناجحة للرئيس الفرنسى، تؤكد أن مساحات الاتفاق بين القاهرة وباريس أكبر بكثير من الخلافات.