الابن متحدثا عن مشروع والده: محمد مستجاب.. الكاتب الباحث وراء المعانى والتفاصيل

فى ندوة «كاتب ومشروع» التى استضافتها قاعة كاتب وكتاب بمعرض الكتاب مؤخرا تحدث محمد محمد مستجاب عند والده الكاتب الراحل محمد مستجاب وعن جيل الستينات صاحب تجربة كانت لهم ظروف وتجربة إنسانية مختلفة خاصة «مستجاب» التى أثرت على كتاباته وكتبت له النجاح من خلال تكوين قارئ يفهمه ويبحث عنه.
وتذكر أن محمد مستجاب لم يكن كاتبا فقط بل إنه كان مثقفا ومهتما بالفن والفنون بأشكالها من السينما إلى الرسم والتصوير والموسيقى، وكان عندما يتأمل عملا فنيا يجب أن يتأمله تأملا كاملا، ويدرس تفاصيله ويبحث عن المعانى من خلفه، فينظر للوحة بألوانها وتفاصيلها وطريقة الرسم أو التصوير بها وما تحمله من معانٍ، وكذا السينما، فكان يتأمل العمل السينمائى ويدرك المعانى وراء الأشياء ويبحث عما يريد المؤلف أو المخرج يريد أن يقوله.
طبقا لرواية ابنه فكان محمد مستجاب منظما جدا فى كتابته، وكان منتظما أيضا فى الكثير من كل الصحف العربية المختلفة وعلى الرغم من ذلك لم يكن معتزلا عن المنزل، وكان مشاركا فى كل التفاصيل، وقال: «لم يكن يجلس مستجاب فى برج عاجى أو برج عال، فكان يجلس ليكتب والدنيا تسير من حوله، ولم يكن له طقوس فى الكتابة ولم ينعزل من أجلها فى أى وقت، وكان المنزل له قدسية كبيرة.
فى حياته العملية كان «مستجاب» موظفا فى مجمع اللغة العربى، ولكن قبل أن يعمل فى المجمع كان يعمل فى السد العالى، وكانت له الكثير من الحكايات فى السد العالى ومع العاملين قبل أن يقابل وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة على سلالم قصر ثقافة أسوان، وقام ثروت عكاشة بالتأشير له لنقله للعمل فى مجمع اللغة العربية فى وزارة الثقافة.
وأضاف: أن الكاتب الراحل كان مقتنعا أن الكتابة يجب أن يكون لها طعم لذا اهتم كثيرا بالتفاصيل، واهتم بفكرة التعايش لذا فكتاباته عن الصعيد نابعة من معايشته لحياة الصعيد، لذا فالكاتب الجيد هو من يذهب إلى المكان ويعيش به ويتعايش مع أهله، وكان يلجأ له الكثيرون لحل مشاكلهم وشكواهم، لذا كان دائما ما ينظر إلى التفاصيل الصغيرة والأسباب وراء كل ما يحدث من خلال التفاعل مع الناس، وهى ميزة من مميزات الأدب والكتابة من أجل اكتشاف التفاصيل وهو ما كان يميز كتابات محمد مستجاب.