الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مثقفون فى ندوة ضمن نشاط «الصناعات الثقافية»: مصر مثال للتنوع الثقافى والتعددية وتقبل الآخر

مثقفون فى ندوة ضمن نشاط «الصناعات الثقافية»:  مصر مثال للتنوع الثقافى والتعددية وتقبل الآخر
مثقفون فى ندوة ضمن نشاط «الصناعات الثقافية»: مصر مثال للتنوع الثقافى والتعددية وتقبل الآخر




ضمن نشاط «الصناعات الثقافية» بالبرنامج الثقافى المصاحب لمعرض القاهرة الدولى للكتاب شهدت قاعة ثروت عكاشة إقامة ندوة بعنوان «سياسات التنوع الثقافى والاندماج الاجتماعى» والتى شارك فيها كل من د.عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، د.أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، أبو الفتوح البرعصى الباحث فى التراث الشعبى والبادية المصرية ، وأدارها د.أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع .
فى بداية حديثه أشار د.أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع إلى ضرورة إيمان المجتمعات بمبدأ التعددية، فالمجتمع لا يمكن أن ينهض به فرد ولكن يتم ذلك من خلال تكاتف الجهود والتعاون بين المختلفين لينصهر الجميع فى بوتقة الوطن، والمجتمع المصرى يعتبر من أكثر المجتمعات التى ضربت مثلًا رائعًا فى استيعاب التعددية وتقبل الآخر وهو ما ساعد فى تكوين الحضارات المصرية على مر التاريخ بداية من الحضارة الفرعونية وما تلاها من حضارات، حتى أنها تمكنت من تقبل الحضارات المختلفة التى مرت عليها واستوعبتها وقدمت من خلالها نموذجًا مختلفًا من الحضارة.
من جانبه أشار د.عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس إلى أن فكرة إنشاء الجامعات كانت للتعليم فقط فى البداية، وبعدها ظهر مستوى ثان كهدف للجامعات وهو البحث العلمى، حتى ظهر المستوى الثالث من الجامعات وهى الجامعات التى تهدف لخدمة المجتمع، وهو ما ساعد على انصهار الجامعات داخل المجتمع.
وأكد قائلًا: الجامعة الآن أصبح لديها حراك مجتمعى بشكل أكبر من المنطقة الجغرافية المحيطة بنا، فمثلًا ترسل الجامعات قوافل تنموية فى المحافظات والقرى والنجوع بل وأيضًا إلى الخارج لإحداث حالة تنمية حقيقية فى هذه المجتمعات، كما يتجلى دور الجامعة فى العصر الحديث فى التبادل الثقافى وتصحيح المفاهيم المغلوطة والتواصل مع العالم الخارجى، وأن تصبح الجامعات سفيرة  للدولة فى العالم الخارجى .
بدوره أشار د.أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة إلى أن لحظة التحول فى تاريخ البشرية فيما يخص التنوع الثقافى من وجهة نظره ظهرت بالتزامن مع بدء اتفاقية حماية التنوع الثقافى باليونسكو، والتى تهدف لحماية ثقافة الأقليات ودعمهم وإدماجهم فى المجتمع مما يساعد على زيادة الانتماء للأمة الواحدة.
كما أكد «مغيث»  أن المرحلة الحالية التى نعيشها مرحلة تاريخية تُلغى فكرة تهديد التنوع الثقافى لوحدة الأمة والتى كانت يتم الترويج لها فى الماضى، وهذا سيساعد على رعاية ثقافات الأقليات ودعمهم وحمايتهم للحفاظ على هذا التنوع الثقافى، خاصة أن التنوع الثقافى يحافظ على الأمة ويمنحها ديناميكية وتطورًا يمكنها من الانفتاح بشكل أكبر على العالم الخارجى بعكس الأمم التى لا يوجد لديها تنوع ثقافى الذى يدفعها إلى الانغلاق، فالتنوع الثقافى فى مصر هو كنز يجب المحافظة عليه.
 من جانبه أكد أبو الفتوح البرعصى الباحث فى التراث الشعبى والبادية المصرية أن مصر حباها الله بطبيعة خاصة حيث يوجد بها كل المجتمعات، وكل مجتمع يوجد به ثقافة خاصة، فإذا توجهنا للأماكن الحدودية نجد أن شمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر لها ثقافة ولهجة تميزها عن غيرها فى المجتمع المصرى، وكذلك لها فنونها التى تميزها عن غيرها، وفى المناطق الحدودية الغربية نجد أن سيوة والواحات لهما طبيعة وثقافة ولهجة بدوية خاصة بهما، وفى حلايب وشلاتين نجد نفس الأجواء من الثقافة الخاصة  ولكن هذه الثقافات تحتاج إلى حالة من الدمج فى الثقافة المصرية عبر جهود دءوبة من الدولة المصرية.
وأضاف «البرعصى»: طبيعة الأماكن فى البادية أماكن خلابة تشجع على الإبداع، وتضم عددًا من الفنون التراثية والتشكيلية والأدبية التى تشكل قيمة للفلكلور المصرى، ونحتاج إلى أن تصل مؤسسات الدولة الثقافية إلى هذه الأماكن الحدودية وأن تأتى مؤسسات الدولة الثقافية إليها باعتبار أن هذه المجتمعات تحتاج إلى تنمية ثقافية وعلمية وأدبية، كما أن أبناء الأماكن الحدودية يحتاجون إلى أن يأتوا إلى القاهرة ليقدموا فنونهم للجمهور ليتعرف على هذه الثقافات المتميزة والتى ربما لا يعرف الكثيرون عنها شيئًا.
وأكد أن وزارة الثقافة المصرية تقوم بجهود حثيثة من أجل دعم هذه المناطق البدوية ثقافيًا والتى كان آخرها إعلان مطروح كعاصمة للثقافة المصرية ولكن بطبيعة الحال نحتاج إلى مزيد من الجهود خاصة فى مجال توثيق الفنون التشكيلية الخاصة بهذه المناطق والأزياء والحرف التراثية للحفاظ عليها من الاندثار من خلال المعارض الطوافة التى تطوف أنحاء الجمهورية وأيضًا خارج مصر لتعريف العالم بهذا المنتج الثقافى.