السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كرامات» الأضرحة.. وهم

«كرامات» الأضرحة.. وهم
«كرامات» الأضرحة.. وهم




بزى تقليدى، تقف بجوار ضريح «إبراهيم الدسوقي»، تمد يديها لتتمسح فيه من الخارج، وتتمتم بكلمات ليست مفهومة للبعيد عنها، وكأنها دعاء أو ماشابه.

ما إن انتهت من تلك اللحظات التى تشبه «الخشوع» فى الصلاة، واستدارة لتغادر المكان، حتى استوقفتها، معرفا نفسى، لأطرح عليها سؤالا ماذا كنتى تقولين، ولماذا تتمسحين فى الضريح لتأتى إجابة السيدة «شريفة علوان» فى ود قائلة: « لا يهدأ لى بال إلا إذا زرت الضريح كل عام، وحصلت على البركة منه، لأن صاحب «المقام» له العديد من الكرامات، لافتة إلى أنها تأتى لهذا المقام مع والدتها منذ بلوغها سن العاشرة».
تلتقط «نادية عبدالرحيم»، أطراف الحديث لتقول إنها حينما تتواجد فى رحاب «الدسوقي»، تشعر بالراحة النفسية، فى ظل الأجواء الروحانية التى تعيشها هى وأسرتها خاصة أن الزيارة أصبحت مقدسة لأسرتها كل عدة شهور لضريح «أبا العينين « .
الحاجة «يسرية الجمل» – صاحبة الـ 60 عاما – قالت لـ«روزاليوسف» إنها تأتى لزيارة «الضريح» والتمسح فيه طلبا لرضا «الخالق عز وجل»، مشيرة إلى أنها تقدم العديد من أنواع الطعام المختلفة للفقراء الموجودين بجوار « الضريح» طمعا فى شافعته، الذى تزوره منذ 24 عاما.
 بيقين يملآ صوتها، تؤكد «شريفة زاهي»، إن «الدسوقي»، يمتلك العديد من الكرامات، التى تجنب الزوار المشاكل وتجلب السعادة، لافتة إلى أنها حينما تتعثر فى حياتها العامة أو الشخصية تأتى لزيارة الدسوقى ولا تترك الضريح إلا بعد شعورها بالراحة النفسية التى لا تجدها فى أى مكان آخر.
يزور ضريح «إبراهيم الدسوقي» المعروف بـ«أبا العينين»، حوالى مليون شخص سنويا من جميع أنحاء الجمهورية، بحسب تقديرات غير رسمية.
قضية زيارة الأضرحة والتبرك بها والاعتقاد فى كرامات أصحابها ليست جديدة، ولكنها لاتزال مستمرة، وراسخة فى الثقافة الشعبية، وهو الأمر الذى دفعنا لطرح ما سبق على الدكتور محمد سعد عبدربه، مدير إدارة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، الذى قال إنه لا يجوز التمسح بأضرحة الأولياء نهائيا، أو طلب الشىء منهم، مؤكدا أن من يعتقد فى أن «الولي» يملك نفعا أو ضررا لأى شخص فهو بذلك يكون قد خرج  عن ملة الإسلام الحنيف والعقيدة السمحاء، منوها إلى أن التمسح والتبرك بالأولياء يرجع لضعف الثقافة والوعى الدينى.
وتابع: «إن الأولياء لهم مكانة عظيمة عند الله عزوجل لقول الله تعالى «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون»،  ولهم بالفعل كرامات حقيقية، ولكن هذه الكرامات لا تغير ما قدره الله عزوجل لأى إنسان.