الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من المواد البترولية قريباً

مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من المواد البترولية قريباً
مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من المواد البترولية قريباً




تعمل وزارة البترول والثروة المعدنية حاليا على تطوير صناعة التكرير والتى  تعتمد على عدة محاور رئيسية أهمها الاسراع باستكمال مشروعات التوسعات الجارية بمعامل التكرير المصرية وتنفيذ مشروعات جديدة ذات تكنولوجيات حديثة تواكب التطورات العالمية التى تشهدها تلك الصناعة مع الالتزام بتطبيق كل الاشتراطات البيئية والسلامة والصحة المهنية، لتساهم بفعالية فى زيادة إنتاج المنتجات البترولية الرئيسية ورفع جودتها لتغطية وتلبية جانب كبير من احتياجات السوق المحلية من تلك المنتجات  وتقليل استيراد المنتجات البترولية من الخارج .   

وتستورد مصر ما يتراوح بين 32 و 35% من احتياجاتها الشهرية من الوقود لسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك، وتصل فاتورة الاستيراد إلى نحو 800 مليون دولار شهريا بين المنتجات البترولية التى تشمل البنزين والسولار والمازوت.
وقال تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن الاستهلاك المحلى لمصر من المنتجات البترولية فى الوقت الحالى يتفوق على إنتاجها من النفط الخام، بنحو 136 ألف برميل يوميا، وهو ما يمثل أحد التحديات الرئيسية فى تلبية الطلب المحلى المتزايد على النفط فى ظل انخفاض الإنتاج.
وبحسب التقرير فقد بلغ متوسط إنتاج مصر من النفط والسوائل الأخرى 666 برميل يوميا، يأتى معظم إنتاج النفط الخام فى مصر من الصحراء الغربية وخليج السويس ويتم إنتاج الباقى فى الصحراء الشرقية وسيناء والبحر المتوسط ودلتا النيل وجنوب مصر فى حين يصل الاستهلاك إلى حوالى 802 ألف برميل يوميا، ويعد تلبية الطلب المحلى المتزايد على النفط فى ظل انخفاض الإنتاج أحد التحديات الرئيسية فى مصر.
الخطة الاستراتيجية الجديدة تعمل على زيادة إنتاجنا من الوقود (البنزين، والسولار، والبوتاجاز، ووقود النفاثات)، ليصل إلى 11.6 مليون طن خلال الـ4 سنوات المقبلة  حيث تستهدف وزارة البترول إنتاج البنزين من المشروعات الجديدة ليصل لنحو 3.2 مليون طن ونحو 6.6 مليون طن من السولار  و500 ألف طن من البوتاجاز، ونحو 1.4 مليون طن من وقود النفاثات
ووصل استهلاكنا السنوى من المواد البترولية الى (البنزين والسولار والمازوت والجازولين والبوتجاز ) يصل إلى 80.5 مليون طن سنويا منها 44.6 مليون طن غاز طبيعى و35.6 مليون طن منتجات بترولية، بحيث يصل إجمالى ما تستورده مصر من المواد البترولية.
تهدف خطة وزارة البترول حاليا إلى سد الفجوة بين ما يتم إنتاجه محلياً وما يتم استيراده من المنتجات البترولية خاصة البنزين والسولار وذلك من خلال  تطوير ورفع كفاءة وقدرات معامل التكرير الإنتاجية ومن ضمن هذه المشروعات والتى تأتى وفقًا لتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة فى تنمية محافظات وجه قبلى وصعيد مصر مشروعات تطوير معمل تكرير أسيوط وإضافة وحدات إنتاجية جديدة لتوفير وتأمين احتياجات محافظات الصعيد من المنتجات الرئيسية بجودة عالية.
ويعد مشروع مجمع إنتاج البنزين والذى يقوم بتنفيذه شركتى إنبى وبتروجت، من أهم مشروعات شركة أسيوط للتكرير وسيقوم بتوفير الجانب الأكبر من احتياجات محافظات الصعيد من المنتجات البترولية المختلفة  حيث يهدف  المشروع الى  تعظيم الاستفادة من النافتا وتحويلها إلى منتجات عالية القيمة كالبنزين بمختلف أنواعه (95 و92 و80) وكميات من البوتاجاز لتلبية وتوفير احتياجات محافظات الصعيد وتقليل المخاطر الناتجة عن نقل المنتجات البترولية من الشمال إلى الجنوب و تبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع  450 مليون دولار وتبلغ طاقته التصميمية 660 ألف طن سنويًا من النافتا المنتجة بمعمل تكرير أسيوط  ويشمل المشروع إنشاء وحدة معالجة النافتا ووحدة تحسين البنزين باستخدام العامل المساعد ووحدة الأزمرة.
وأكد وزير البترول المهندس طارق الملا فى تصريحات سابقة  أن قطاع البترول يعمل حالياً على تنفيذ عدة مشروعات جديدة وإعادة تأهيل البنية الأساسية لمنظومة نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية، مشيرًا إلى أن مستودع أسيوط  يبلغ استثماراته حوالى 120 مليون جنيه ومن أحدث المستودعات التى تعمل وحداته اوتوماتيكياً وإلكترونياً مع توافر جميع عوامل الأمان وهو ما يتوافق مع خطط الدولة فى التحول الرقمى، مشيراً إلى هذا المشروع يعمل على سرعة تلبية احتياجات منطقة الجنوب من المنتجات البترولية ويقلل من مخاطر نقلها من المستوعات الرئيسية بالسويس والإسكندرية.
وتقوم شركة أسيوط أيضا بإنشاء أكبر مجمع لإنتاج السولار بالمواصفات العالمية (التكسير الهيدروجينى للمازوت) وتبلغ استثماراته حوالى 9ر1 مليار دولار، ويهدف إلى الاستفادة من المنتجات البترولية ذات القيمة الاقتصادية المنخفضة (المازوت) لتعظيم إنتاجية المقطرات الوسطى ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة مثل السولار والبوتاجاز والنافتا وتوفير استيرادها من الخارج، حيث تبلغ طاقة تغذية المشروع نحو 5ر2 مليون طن سنوياً من المازوت لإنتاج حوالى 6ر1 مليون طن سنوياً من السولار  وإنتاج حوالى 402 ألف طن من النافتا و100 ألف طن من البوتاجاز، بخلاف كميات من الفحم والكبيريت.
تمتلك مصر نحو 8 معامل لتكرير النفط الخام بطاقة إنتاجية تقدر بـ38 مليون طن، يستغل منها نحو 25 مليون طن سنويا فقط.. عمل على تطوير 6 معامل تكرير بتكلفة 9 مليارات دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لزيادة الإنتاج المحلى من المواد البترولية إلى 41 مليون طن سنويا.
وتسعى مصر الى تحقيق الاكتفاء من المنتجات البترولية المكررة خلال 3 سنوات مقبلة عن طريق التركيز على مناطق الصحراء الغربية لإنتاج الزيت الخام من خلال تطوير شركات عجيبة للبترول والخالدة وبدر الدين للبترول، ما أدى إلى زيادة إنتاج هذه الشركات فى 2018 بزيادة 15% عن عام 2017، بالإضافة إلى اكتشافات حديثة لشركة إينى فى فاجور وفراميد فى الصحراء الغربية ومنطقة علم الشاويش مما نتج عن زيادة إنتاج مصر إلى 55 ألف برميل يوميا  وزيادة قدرات الدولة من تخزين سلع الوقود محليا من خلال زيادة فترات التخزين فى الموانئ الرئيسية كالإسكندرية والعين السخنة والسويس والبحر الأحمر وميناء دمياط والتى أدت إلى زيادة السعة التخزينية إلى فترات تزيد على 33 يومًا بالمقارنة بالفترات السابقة والتى كانت لا تتعدى من 12 ـ 14 يومًا ما أدى إلى تأمين السلع والوقود فى الشارع.