الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أنيس الرافعى.. الباحث عن التجريب

أنيس الرافعى.. الباحث عن التجريب
أنيس الرافعى.. الباحث عن التجريب




 

أنيس الرافعى، من مواليد 1976 بمدينة الدار البيضاء، قاص تسعينى يعمل على جماليات التجريب، عضو اتحاد كتاب المغرب، عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، عضو منظمة كتاب بلا حدود (ألمانيا)، عضو مؤسس سابقا لكل من جماعتى «الغاضبون الجدد» و«الكوليزيوم». ترجمت بعض قصصه إلى الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والتركية. من أعماله: فضائح فوق كل الشبهات (1999). أشياء تمر دون أن تحدث فعلا (2002)، السيد ريباخا (2004)، البرشمان (2006)، علبة الباندورا (2007)، ثقل الفراشة فوق سطح الجرس فى ثلاث طبعات.
لا يستطيع القارئ أن يتدبّر كتابة الرافعى خارج مدارها الجماليّ المتعلق بالفتوحات التجريبيّة والقصة الجديدة. فهو ينطلق فى حكيّه القصصى من الواقعى لينتهى عند التجريدى، فى مسار من التجريب داخل عوالم القصة القصيرة المغربية والعربية: وهذا بادى المعالم والوضوح منذ مجامعيه القصصية الثلاث الأولى، الموسومة: (أشياء تمر دون أن تحدث فعلا، والسيد ريباخا، والبرشمان)، وأيضا فى فيما تلاها من أعمال: (ثقل الفراشة فوق سطح الجرس واعتقال الغابة فى زجاجة)، وكذا فى مجموعته الجميلة كأسوار مراكش حيث تدور حكاياتها، (أريج البستان فى تصاريف العميان)، فضلا عن مجموعته (الشركة المغربية لنقل الأموات)، التى اعتمدت شكلا قصصيا وبنية كتابية نادرة الحدوث فى شكل الكتابة المغربية، وذلك النقل المعلوماتى المصبوغ بألوان الجذب الكناوى قبل الولوج لأى قصة، هو بصمة خاصة بالقاص.
ويقول الرافعى عن القارئ واللغة: «القارئ مفهوم ملتبس وشديد المخاتلة، لكنه موجود. قد لا تكون اللقيا معه فى المناطق المكشوفة والمضاءة جيدا، لكن بالمقابل يمكن أن تلفيه فى المناطق المعتمة والأكثر تواريا. العثور على «قارئ خاص» على حد تعبيرك، يبقى مطلبا عزيز المنال فى ظل شروط التداول التى نعرفها، لكن النص السردى الحق، الصبور، المغامر، غير الانتهازى، هو الذى يستطيع أن يربى ذائقة جديدة لدى متلق مفترض. متلق قادم من المستقبل. متلق على استعداد كامل وغير مشروط للتخلى عن ماضيه وتراثه القرائى لاعتناق مفهوم جديد وغير كلاسيكى للأدب. كما أن فكرة تغيير الواقع، هذا وهم مزمن من الأوهام التى التصقت بوعى الكتاب خلال مرحلة تاريخية معينة سادت فيها الطوباوية والأحلام المشروعة فى التغيير. غير أن واقع الحال، أظهر بما لا يدع مجالا للريبة أن الواقع لا يتغير بالنوايا الحسنة للاستعارات والأخيلة. الواقع يتغير موضوعيا عندما تتغير الذهنيات والشروط الطبقية التى أفرزته. الأدب عليه أن يحفل فحسب بالأشياء الصغيرة، بالمهمل، بالمنسى، بالتافه، بالتفاصيل، باللاّمرئى، لأنه هو الذى يشكل الجوهر الحقيقى للكائن الإنسانى. الأدب ليس حمّال أيدلوجية وليس شعارا طنانا وليس التزاما. الأدب لا يغير العالم ولا المجتمع ولا السياسة ولا الأخلاق. الأدب يغير فقط صاحبه كى يصير إنسانيا أكثر. التغيير ينطوى دائما على الخذلان، لكن الأدب لن يخذلك».