الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من العتبة إلى التجمع الخامس سور الأزبكية رحلة التواجد بمعرض الكتاب

من العتبة إلى التجمع الخامس سور الأزبكية رحلة التواجد بمعرض الكتاب
من العتبة إلى التجمع الخامس سور الأزبكية رحلة التواجد بمعرض الكتاب




للكتاب عطر لا يدركه إلا عشاقه أولئك الذين يذوبون بين أوراقه ينتشون شذاها المغبر بأتربته على الرفوف ينفضونها عن أغلفتها المتهالكة بحرص خشية أن يصيبوا حروفها بسوء.. هذا الشغف يمكن أن تراه رؤى العين فى عين كل  عاشق حقيقى يسعى  خلف نسخة ورقية من كتاب نادر.. وبعد رحلة طويلة مر بها سور الأزبكية أصبح علامة من علامات القاهرة الثقافية.. وعلى أرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس جاءت مشاركة عدد من مكتبات سور الأزبكية فى حين امتنعت مكتبات أخرى عن المشاركة  وقررت الاستقلال بمعرضها الخاص على أرض العتبة.. ومابين العتبة والتجمع الخامس نرصد آراء عدد من المكتبات المشاركة فى اليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب وأخرى ممن لم يشاركوا.


■ تجربة المشاركة فى التجمع الخامس
من جانبه يقول عم صابر عبده صاحب مكتبة ترفع شعار الأزبكية «كل يحكم على التجربة من وجهة نظره التى توافق هواه فالجمهور يقيم المعرض وفقا للمسافة وتكاليف الانتقال وميزانية الشراء ؛والبائع يقيم الموقع والمساحة والعرض والسعر، وفى محيط رؤيتى أرى المعرض تجربة مستقبليا أفضل من حيث فن العرض والطلب للزبون ؛فضلا عن المشهد المشرف لأرض المعارض الجديدة والذى يختلف تماما عن مشهد مدينة نصر وعدم تنظيمه والخيم كان مشهدا مزعجا لا يليق بمعرض دولى للكتاب .. المعرض الآن واجهة مشرفة لمصر مختلفة تماما عن السابق وعليه سأكرر المشاركة فى العام القادم».
أما سيف محمد فهو صاحب ثانى مكتبة تمثل سور الأزبكية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب يقول «عدد مكتبات سور الأزبكية 135 فوجئنا بإدارة المعرض تخصص 30 مكتبة فكان أمامنا مشكلة فيمن يمثل السور، وانتهى الأمر لثلاث مكتبات، مكتبتين تحتوى على كتب قديمة من السور بأسعار مخفضة والثالثة مكتبة لكتب القانون.. نتمنى مشاركة عدد أكبر العام القادم لان المعرض أفضل فى التنظيم والعرض لكن المسافة والانتقال إليه مازالت تمثل مشكلة لرواده بمجرد توافر وسائل انتقال سهلة سيعتاد الجمهور الأمر.
ويقول حسين عادل مدير ثالث مكتبة تشارك من سور الأزبكية يرى أنها تجربة جديدة ومن الطبيعى أن تواجه تحديات فى البداية لكن المشرق فيها أن نسبة توافد الناس فاقت ما توقعناه لها.. رغم أنها لم تصل لعدد المتوافدين العام الماضى وذلك لحداثتها لكنها بداية مبشرة؛ مازال الجمهور يرى المسافة بعيدة ووسائل الانتقال تمثل مشكلة لرواده المترو فى مدينة نصر كان أسهل لكن تكلفة الانتقال للتجمع مازالت تمثل مشكلة كذلك التفتيش أكثر من مرة مهم لكنه يستغرق فترة طويلة تجعلهم يضيعون نصف رحلتهم للمعرض ملتفين حول البوابة فى محاولة للدخول.. الإجراءات صعبة بعض الشيء لكن بلا شك التجربة جيدة.. أنا استأجرت المكتبة من المالك الأصلى لها وهو احد باعة السور. ويقول عبد الرحمن طالب بكلية الهندسة واحد رواد المعرض أنه حضر خصيصا من اجل سور الأزبكية وبحثا عن الكتب النادرة التى يقدمها بسعر مخفض وصدكه وجود مكتبتين فقط رغم كونه أيقونة معرض الكتاب كل عام.
■ تخفيضات فى سور الأزبكية بالعتبة
يقول حسين محمد من رواد سور الأزبكية طالب بكلية الحقوق جاء بحثاُ عن كتب فى مجال السينما وهى شغفه لدراسة هذا المجال يقول: أسعار كتب السينما «متهاودة» مقارنة من المكتبات خارج السور  فالكتاب هنا سعره يتراوح بين 10 و15 جنيهاً طبعة قديمة وبه زخم معلوماتى رهيب ومن جنسيات ولغات وثقافات مختلفة..
ويقارن محمد سامى كلية الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة معرض هذا العام بالعام الماضى فيقول أن العام الماضى فى معرض الكتاب وتحديداً فى المركز القومى للترجمة كانت الطبعات الحديثة لكتب السينما  مبالغ فيها أما داخل السور فالأسعار تلاءمنا كطلاب أكثر فضلا عن أن الطبعات القديمة أحيانا تكون نادرة ولا تقدر بثمن.
أما نورا محمد كلية الآداب قسم لغة عربية جامعة بنها نزلت بحثا عن كتب لرفوف مكتبتها المستقبلية فقالت «أول مرة أنزل سور الأزبكية بعد أن نصحنى أستاذى بالجامعة بأن أسعى خلف الكتب والمراجع التى يذكرها وإذا أحببت تكوين مكتبة ضخمة يجب على الذهاب إلى سور الأزبكية وها أنا فعلت لكن مازالت الأسعار بالنسبة لى خاصة ما يتعلق بدراستى من كتب نحو وصرف وأحاديث وسيرة غالية بعض الشىء أنا لم أذهب بعد إلى معرض التجمع لكنى على يقين بأن الأسعار تفوق أسعار السوق عشرات المرات «101 لغز بارباروسا»  ومدينة الأقوياء أما كتاب صحيح البخارى فهو ب100 جنيه  الطبعة القديمة والحديثة منه.. قصة ميكى بخمسة جنيهات
كذا هو الحال لـ روضة طالبة بالصف الأول الثانوى هى زيارتها الأولى للسور وبدأت فى البحث عن الألغاز وكتب الجيب فقالت: «هى تجربتى الأولى فى القراءة وحضرت لمعرض السور سعيا لكتب بأسعار مناسبة لمصروفى الشخصى اشتريت رواية «لأنه تجرأ» و«101 لغز بارباروسا» سمعت بوجود المعرض وموقعه بجوار مسرح العرائس فحضرت مع أختى فإذا بالمكان ليس له حدود خارج محطة المترو «العتبة».
وعن عروضهم فى هذا العام لجذب زبائن معرض الكتاب كان لنا جولة فى مكتبات السور وكانت آراء أصحابها على النحو التالى :
■ الأعلى مبيعاً
يقول عماد عشرى من أصحاب مكتبات سور الأزبكية «لم نشارك هذا العام فى المعرض بسبب التغيرات التى طرأت على المعرض من ارتفاع أسعار الأرضية وتصغير المساحات.. فكان من الطبيعى أن نخفض الأسعار لجذب الجمهور المستاء من عدم مشاركتنا فى المعرض  بمعرض خاص من يوم 15 يناير وحتى 15 فبراير.. أنا تخصصى مسرح عالمى إلى جانبها بعض الكتب فى الأدب والروايات بأسعار مابين 3 و5 جنيهات.. أكثر الكتب مبيعا هى روايات الكتاب المشهورين  هناك من يبحث عن طبعت الكتب النادرة التى كانت تباع قديما بـ5 قروش والآن تباع بـ50  و100 جنيه وهى الكتب المطبوعة فى فترة الخمسينيات، أما الأقدم من ذلك فهى تصنف من الكتب النادرة، كثير من باعة سور الأزبكية لم يتأثر بارتفاع أسعار الورق فلم يستغلها لرفع الأسعار لأن معظم المباع قديم، لكن هناك أشخاصا استغلوا الأزمة لرفع أسعارهم.
نبيل أحد بائعى سور الأزبكية أكثر الكتب فى المعرض عليها إقبال كتب ومجلات الطبخ العالمية سعر الواحدة منها قبل المعرض 30 جنيها وفى معرض الأزبكية بأربعة جنيهات والخمس أعداد بـ20 جنيهاً فقط.. وكتب الأطفال التعليمية وكتب الدراسة ومادون الخامسة تباع هنا بأسعار زهيدة الواحدة جحا والسيرة النبوية بثلاثة جنيهات ومجلدات ديزنى وما شابه من مجلات معظمها فى الدول العربية تباع بـ25 ريال وفى السور  بـ10 جنيهات فقط.
■ لا نترك الزبون
أما عمرو حسن أحد أصحاب المكتبات بالسور يقول اختلفت الأسعار كثيرا عما قبل المعرض نحن لا نترك زبونا يرحل دون أن يحصل على كتابه بتخفيضات مفتوحة دون خسارة للنصف تقريباً لتنشيط حركة البيع والشراء ومجاراة الإقبال الجماهيرى من رواد المعرض فهم يأتون خصيصاً لسور الأزبكية، كذا اختلفت نوعية الكتب المعروضة  زادت عليها فئات لا أستطيع عرضها فى الأيام العادية.. هناك كتب خاصة كل عام ليس له علاقة بالمعتاد عرضه فى المكتبات فأقوم بعرضه مع الجديد أثناء فترة المعرض وهو المعتاد فى جميع المكتبات المعرض فترة خاصة... أنا أبيع النسخ الأصلية القديمة مراجع كتب أطفال مرتجعات مدارس.. أى شغل يباع حتى لو كان ورقا أبيض فى تلك الفترة الجميع يأتى بحثاً عن هدف معين لا يجده إلا فى بحر سور الأزبكية فقط عليه أن ينبش عنه  وهو أمر ليس صعباً فلكل منا تخصصه.
■ عوضنا فرق الأرضية بفرق السعر
يحيى محمد من أصحاب المكتبات يقول  أعمل فى هذا المجال منذ 15 عاما زبائن سور الأزبكية لا تنقطع عنه طوال العام فهو ملجأ للطبقات المثقفة الفقيرة والميسورة الحال الكتب القديمة سواء أدب تاريخ  أثار يجدونها بسعر زهيد  وطبعات قديمة.. هذا العام لم نشارك فى معرض الكتاب نتيجة لخلافات حول حجز القاعات فأطلقنا دعوتنا على الإنترنت بمعرض للكتاب خاص بسور الأزبكية مدته شهر وعوضنا الزبون عن قاعات معرض الكتاب بتخفيضات فى أسعار الكتب تصل إلى 70% وهى مقصده من زيارة المعرض لذا إن كان عدد المترددين على سور الأزبكية فى الأيام العادية 600 زائر  يصل إلى 3000 زائر فى اليوم، معظم رواد معرض الكتاب كانوا يأتون خصيصاً لعروض سور الأزبكية المخفضة سواء للكتب الأدبية أو العلمية  فالسواد الأعظم من الزوار هم طلبة وأهاليهم يأتون بحثاً عما يناسب ميزانية الأسرة فى ظل ارتفاع أسعار الورق والطباعة وبيع القديم لن يتسبب فى خسارة البائع وإنما هو مكسب للبائع والمشترى  فكتاب من الأدب العالمى يباع فى سور الأزبكية بـ30 جنيها هو نفسه فى المكتبات خارج السور بـ200 جنيه وطبعة حديثة.. تخصصى هنا كتب الأطفال التعليمية بداية من سن مادون الخامسة ووصولا إلى طلبة مدارس اللغات ووضعت عليها عروض فالأعداد المجمعة بأسعار أقل، وكتب الدراسة طوال السنة عليها مخفض سعرها 50%.