الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأقنعة والخرافة أبطال المسرح الأفريقى

الأقنعة والخرافة أبطال المسرح الأفريقى
الأقنعة والخرافة أبطال المسرح الأفريقى




تبدو إفريقيا منطقة مبهمة مسرحيا لمن لم يطلع على تراثها؛ قد يظن البعض أن هذه المنطقة خالية من الإبداع فهى غير واضحة المعالم للمسرحيين المصريين فليس هناك اتصال قوى بين القاهرة والقارة السوداء إلا فيما ندر قد يستضيف المهرجان التجريبى بعض العروض الإفريقية أو قد يكرم إحدى الشخصيات المؤثرة فى الحركة المسرحية، لكن ليس هناك معلومات وافية عن المسرح الإفريقى ولهذه الأسباب قررت الدكتورة الناقدة والممثلة والباحثة اسماء يحيى الطاهر عبد الله خوض هذه المغامرة والدخول فى دهاليز وتفاصيل المسرح الإفريقى الذى يمتلك حركة مسرحية قوية لكنها غير موثقة على حد قولها نشرت اسماء فى رسالة الدكتوراة الخاصة بها والتى شرعت فى نشرها ككتاب تحت عنوان «المسرح الأفريقى المعاصر».  «القارة الإفريقية معروفة بتراثها الشفهى العظيم فأغلب المجتمعات الإفريقية ذات طبيعة قبلية، ويعد الراوى جزءا أصيلا من تلك المجتمعات يتفاعل معها ويعكس ثقافتها، وبالتحديد منذ عام 1970 وحتى عام 2012، لم تعد الفنون الأدائية وسيلة لمقاومة السيطرة الاستعمارية على الثقافة الإفريقية الأصيلة فحسب، بل أصبحت محض اختيار أيديولوجى حر للكتاب المسرحيين، وقد اعتمدت على تصنيف الفنون الأدائية الإفريقية إلى فئتين أساسيتين الأولى هى فئة الفنون الأدائية الدينية وتتضمن الطقوس والشعائر والاحتفالات  والمس الشيطانى وفنون الأقنعةMasquerades  إلى جانب الأنشطة المستمدة من الأديان الوافدة (المسيحية والإسلام)، أما الفئة الثانية فهى الفنون الأدائية السردية وتتضمن الملحمة، والحكايات الشعبية ومنها الاحتيال، والأزمة، إلى جانب مسرحيات الشهادة التى تتبنى السرد كشكل درامى. يحدث أحيانا التداخل بين الفئتين بحيث يمكن لمسرحية مبنية على موضوعات وشعائر دينية أن تتضمن فنونا سردية والعكس صحيح» تواصل أسماء تعريفنا وربطنا بشكل أكبر بالمسرح الإفريقيى حيث تنفرد روزاليوسف بنشر جوانب هامة من هذه الدراسة التى تقدم إلماما غير مخل بمسرح القارة السمراء أنواعه ومراحل إزدهاره الفنية.«مرت الدراما الإفريقية بمراحل عدة، بداية من الدراما الطقسية وصولاً إلى الدراما المسرحية المكتوبة. وقد ساهمت مراحل تطور الدراما الإفريقية فى شكل المسرح الإفريقى المعاصر حيث تأثر المسرح بالفنون الأدائية التقليدية المستمدة من التراث الشفهي، على مستوى الموضوع أو الشكل أو كليهما، فهناك الدراما الطقسية والاحتفالات.. الأفارقة مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بمعتقداتهم الدينية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فهم يميلون إلى الاحتفال فالدين هو طريقة الإفريقى للاحتفال بمظاهر الحياة «بمعنى أن الفلسفة الإفريقية قد تتجلى فى الدين، والأمثال، والتراث الشفهى، وأخلاق المجتمع المنشود. وقد تتجلى فى المسرح الإفريقى باعتباره احتفالاً بالحياة، وباعتباره نابعا من أنماط الفنون والثقافة لشعوبه عروض الأقنعة masquerade performances هى أيضاً أحد أشكال الدراما الطقسية   وتقول.. «إضافة إلى ذلك استعار كتاب المسرح المعاصرين شخصية الراوى المقدم للعرض من الدراما التقليدية، وتستخدم شخصية الراوى تقليدياً  لإضافة بنية، مقدمة، ورابط بين الفصول أو لإضافة تعليق على الأحداث الدائرة على خشبة المسرح، وينظم المسرح الشعبى عادة فى صورة فرق متنقلة تقوم بالعرض فى أية مساحة متاحة ميادين مفتوحة، فناءات مغلقة، فصول مدرسية، صالات السينما، الحفلات الموسيقية، والمسارح المجهزة،  المسرحيات الشعبية متعددة الوسائط مثلها فى ذلك مثل الدراما الطقسية؛ مؤدوها مهرة فى كلٍ من التمثيل، الغناء، الملابس، عزف آلة موسيقية أو أكثر، بينما موضوعات الدراما الشعبية ليست دينية، كما كان الحال فى الدراما التقليدية، بل دنيوية ذات جماهيرية شعبية الحب من طرف واحد، الخيانة الزوجية، البطالة، الطموح للثراء، المقام الاجتماعى أو الثقافة الرفيعة، خبايا حياة المدينة الحديثة، والحلم بالسفر إلى الخارج،  مرحلة إزدهار المسرح الفنى الأفريقى.. والكلام مازال للباحثة «ترجع مكانة المسرح الفنى إلى حركة النشر الواسعة لكتاب هذا النوع. يتم عرض مسرحيات هذا النوع فى المبانى المسرحية الرسمية وعلى خشبات مسرح العلبة الإيطالى. يحصل المسرح الفنى على التمويل من الدولة بشكل أساسى، وينتمى معظم كتاب المسرح الإفريقى إلى المسرح الفنى، فهم يمزجون بين التقنيات والعناصر المسرحية التقليدية الإفريقية والغربية فى أعمالهم؛ فهم يستعيرون المضمون والأشكال الشفهية التقليدية.