الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرقص فى أفريقيا حياة

الرقص فى أفريقيا حياة
الرقص فى أفريقيا حياة




للرقص الأفريقى طبيعة وخصوصية اجتماعية ودينية ويعد هذا الفن الأكثر تأثيرا بالشعوب الإفريقية لما يتمتع به من حالة تعبيرية عن أغلب الأزمات الإنسانية التى يعانى منها الشعب الأفريقى حتى يقال دائما بأن الأفريقيين يتعلمون الرقص كما يتعلمون الكلام.. وفى واحدة من أهم الدراسات عن الرقص الافريقى يقول د. عز الدين إسماعيل أن ثمة حقائق تاريخية لم يثار حولها الجدل بين أساتذة علوم الموسيقى والرقص وهى أن الشعوب الإفريقية هى أول شعوب العالم معرفة بفنون الرقص والموسيقى، كما أنها من أصدق الجماعات الإنسانية تعبيرا عن بيئتها الفنية لاسيما فن الرقص، حتى برع الإفريقى فى عصر الصيد فى محاكاة الحيوانات التى كان يصطادها فى الغابة وتقليد حركاتها بطريقة تقليدية..  والرقص كما يعرفه المفكر والفنان الإفريقى المعاصر كتافوديبا هو طابع طقوسى سحرى من طابع الحياة الإفريقية لا ينفصل عن أى شيء آخر بها، وهو مزيج من النغم والحركة يتعلمه الإفريقيون كما يتعلمون الكلام ليعبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم، وعلى حد تعبير الكاتبة الزنجية الأمريكية بيرل بريمياس .. الرقص عند الإفريقى هو حياته. وبين الرقص والحياة زواج مغناطيسي، وحين أكتب عن الناس والحياة فى إفريقيا، لا أجد أمامى مصدرا أصدق من الرقص، وتصنفت الرقصات التى تمثل فى تتابعها دورة الحياة الكاملة من بدايتها إلى نهايتها وهى المجموعة التى تتكرر فى كل مجتمع إفريقى.. وهى رقصة الإخصاب، الميلاد ، البلوغ، الخطبة، الزواج، الموت، وهى المراحل التى يمر بها كل كائن حي، قد يكون من الغريب أن نتصور مجتمعا يرقص فى مناسبة الموت ولكنه تقليد لا يرى فيه الإفريقى هذه الغرابة التى يراها غيره، ولقد لخص الفيلسوف الإفريقى المعروف (ألكسيس كاجامى) سر سعادة الإفريقى بالموت، وعدم إحساسه العميق بالحزن بقوله: «لأن الفلسفة الإفريقية تؤمن بالخلود، فالموت ليس إلا الامتداد الأولى للحياة المنظورة. والإفريقى ينظر إليه باحترام، تماما كما ينظر إلى الميلاد.. ولهذا يحتفل بموت أقاربه وأعزائه بالرقص. لأنها المناسبة التى سيعود فيها الميت إلى أرواح أسلافه، كما هناك رقصة التقليد والهجاء والنقد السافر ورقصة الحرب والقتال». يخلق الأفارقة الموسيقى من كل شىء إنهم يستطيعون أن يجعلوا كل الأشياء تنطق نغما، فعالمهم الواسع يموج بآلاف الأصوات، فهم يصنعون موسيقاهم من أدوات غريبة مثل الصدف ونسيج العناكب والحصى والعصيِّ والمعادن، إلى جانب الأشكال المعتادة من الآلات الموسيقية مثل القيثارة والطبول الضخمة والمزامير والأبواق.