مغامرة فى قلب منابع النيل
ولاء حسين
إذا كنت من عشاق المغامرة.. قُم برحلة على متن قارب فى بحيرة فيكتوريا، حيث ينبع نهر النيل. اذهب لإطعام قرود الشمبانزى فى جزيرة «نجامبا»، أو اركب الزورق إلى مستنقعات «مابمبا» من أجل رؤية طيور حذاء النيل الأبيض، ولكن عليك أولا أن تتحلى بروح المغامر، وأن تتعلم كيف تحافظ على حياتك .
بعد 45 دقيقة رحلة بالقارب فى قلب بحيرة فيكتوريا منبع نهر النيل فى هضبة البحيرات الاستوائية يمكنك أن تكون بين عائلة الشمبانزى، وهى عائلة مكونة من 49 شمبانزى لم يعد هناك على الأرض من ذات الفصيلة، ولهذا تم عمل بطاقات هوية لهم وتخصيص فريق عناية بالجزيرة للحفاظ على سلالتهم.
ومنذ ركوبك الى قارب صغير لا يزيد عدد ركابه علي 18 مغامرا؛ لتبدأ رحلتك سيكون هناك مزيد من الإثارة فحيث يتم دعمك ببعض المعلومات المهمة الخاصة بالحفاظ على حياتك، واهمها منطقة بالقرب من جزيرة «نجامبا» التى يعيش بها مجموعة الشمبانزى المعرضة للانقراض وهذه المنطقة مشهورة بتجمع التماسيح النيلية التى تعيش فى قلب بحيرة فيكتوريا، ثم ما إن تبدأ باستعادة صدمة وجود تلك التماسيح الخطرة حولك لتدخل فى صدمة أخرى تتعلق بسلامتك على جزيرة «نجامبا» نفسها، حيث إن الجزيرة لا تقل خطورة عن منطقة تجمع التماسيح بالبحيرة، حيث إن هذا النوع من الشمبانزى معروف بأنه من الأنواع التى تفتك بلحوم البشر، ولهذا فإن الفريق المعنى بالحفاظ عليها من الانقراض وكافة الزوار مخصص لهم مساحة على أطراف الجزيرة يفصلها أسلاك مكهربة عن باقى الجزيرة التى تعد موطن هذه العائلة من الشمبانزى.
بل وعليك أن تتعلم كيف يمكن أن تأمن حياتك إذا ما حدثت عاصفة ما، أو تعطلت مولدات الكهرباء، وذلك من خلال طريقان الطريق الأول هو أن تحفظ عن ظهر قلب وسائل الهروب إلى أماكن الإيواء من الخطر، والتى محددة على خريطة الجزيرة التى تتسلمها منذ ركوبك القارب، وتتبع تعليمات الأمان الموضحة على أسهم وإشارات تشبه المرورية على الجزيرة، والطريق الثانى لانقاذ حياتك من الشمبانزى الخطر هو أن تبدأ فى مدة لا تتجاوز 45 دقيقة بتعلم لغة الشمبانزى لتتحدث معه وتتطلب الأمان. وفى القارب سيتم منحك كتيبا صغيرا به أهم الجمل، ومنها تقديم التحية بلغة الإشارة الخاصة بالشمبانزى، ثم تبدأ بفتح فمك لتصرخ بطريقة النطق الشمبانزية التى تعتمد فى كثير منها على حرفى الألف والواو والياء « اه ه ه، أووو، إى ى ي».
الشمبانزى يمكنك أن تراه فى وقت الغداء وحيث يكون داخل غابات الجزيرة، وأنت تظل طيلة رحلتك على أطراف الجزيرة تقضى يومك إلى أن يأتى موعد الغداء فتجد جميع الشمبانزى الذى كنت قد تعرفت إليه عبر بطاقات الهوية منذ وصولك إلى الجزيرة، وحيث يعرف الشمبانزى موعد الغداء وتضرب صفارات الغداء أصواتها لتذكرهم فتجدهم جميعا أمام السياج وهو سور من الأسلاك المكهربة التى تمنع الشمبانزى من الدخول إلى منطقة زوار الجزيرة من البشر.
«يالها من تجربة» عليك أن تعرف أن أهم أوقات القردة وهم يجلسون لـ»التفلية» لإخراج الحشرات من بين شعر أجسادهم، وهو وقت الاستمتاع، بينما عليك أن تبتعد عند وقت التزاوج أو الغضب الشديد وفى كتيب لغة الشمبانزى ستجد صورا توضح لك شكل الشمبانزى فى هذه الاوقات لتعرف مدى تقترب ومتى تبتعد، ومتى أيضا تعرف أنه مرحب بك، وأنك حصلت على الأمان، ولكى تحصل على هذا الأمان عليك أن تعرف زعيمهم، وفى «الكتيب» ستجد بعض المعلومات التى تمكنك من معرفة زعيمهم من بينهم بسهولة، وهو الشمبانزى الذى سينظرون اليه أولا عند القيام بأى رد فعل تجاه الغرباء.
ويبدأ فريق العناية بالشمبانزى بإلقاء الأطعمة من خلف السياج بينما تجد منهم من يأكل ومنهم من يحتفظ بالطعام ليطلب المزيد أولا، ويمكنك أن تشارك بإلقاء الطعام أيضا، بينما عليك أن تحترس فانت معرض للرشق بالحجارة أن أغضبت أحدهم، وهم سريعوا الغضب، أن قمت مثلا بالتلويح بيدك لإلقاء واحدة من ثمرة الموز ثم لم تلقها فان ذلك كفيل بان تتعرض لربة من الحجارة، وليس وحدك بل إن واحدا من الشمبانزى إن أمسك بحجر ليقذفه ستجد باقى القرود هى الأخرى تمسك بالحجارة وتبدأ الحرب على الجميع.