السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكنيستان المصرية والإثيوبية علاقات بدأت من القرن الرابع الميلادى

الكنيستان المصرية والإثيوبية  علاقات بدأت من القرن الرابع الميلادى
الكنيستان المصرية والإثيوبية علاقات بدأت من القرن الرابع الميلادى




العلاقات بين الكنيستين القبطية والإثيوبية قديمة الأزل، ولم تتأثر بالتغييرات السياسية التى مرت بها القارة الإفريقية على مدار القرون المتعاقبة، ففى أوائل القرن الرابع الميلادى، فى عهد البابا إثناسيوس الرسولى، البابا الـ٢٠، تمت سيامة أول أسقف لإثيوبيا، وكان يدعى فرمنتيوس المصرى، ليكون أول أسقف مصرى على الكنيسة الإثيوبية.
وخلال صلاة سيامة الأسقف المصرى، تمت ترجمة القداس من اللغة اليونانية إلى الأمهرية، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يترجم فيها القداس المرقسى للغة أخرى وكانت للإثيوبى، وأطلق الإثيوبيون على الأسقف المصرى « أبا سلامة»، ليعتبر مؤسس الكنيسة هناك، ومن هذا التاريخ أصبح بابا الإسكندرية هو المسئول عن رسامة الأساقفة هناك.
واستمرت العلاقات الوثيقة بين الكنيستين حتى عهد البابا كيرلس السادس الذى قام بسيامة الأسقف الـ 115 لإثيوبيا باسم «كيرلس الخامس» ليكون الأخير، بعد أن احتل الاستعمار الإيطالى البلاد، وقاموا بإرساله إلى إيطاليا، وهناك حاولوا الضغط عليه لتغيير مذهب المسيحيين الإثيوبيين من الأرثوذكسية إلى الكاثوليكية إلا أنه رفض، مؤكدا تبعيته للكنيسة الأم فى مصر، وأنه لا يستطيع أن يتخذ مثل هذا القرار دون الرجوع إلى البطريرك الأرثوذكسي، ومع تمسكه الشديد بذلك قاموا بإرساله إلى مصر.
وفى عام 1971 حين توفى البطريرك الإثيوبى باسيليوس، وخلفه فى ذلك العام ثيوفيلوس، ومع سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسى عام ١٩٧٤، فصلت الكنيسة فى إثيوبيا عن الدولة، وبدأت حكومة إثيوبيا الجديدة بقيادة منجستو هيلا مريام، بتأميم الأراضى بما فى ذلك أراضى الكنيسة.
وفى عام ١٩٧٦، اُعتقل البطريرك ثيوفيلوس من قبل السلطات العسكرية، وتم إعدامه فى سرية، فى وقت لاحق من ذلك العام، فقامت الحكومة بأمر الكنيسة بانتخاب بطريرك جديد لها، فتم تتويج تيكلا هيمانوت على هذا المنصب، ورفضت الكنيسة القبطية انتخاب ذلك البطريرك على اعتبار أن المجمع المقدس للكنيسة الإثيوبية لم يقر بعزل البطريرك السابق ثيوفيلوس، والذى تم إعدامه فيما بعد من قبل الحكومة، وإثر ذلك انقطعت وسائل الاتصال على الصعيد الرسمى بين الكنيستين.
وفى عام ١٩٩١ ومع سقوط نظام منجستو هيلا مريام الديكتاتورى وقدوم الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية الإثيوبية للحكم، عُزل البطريرك ميركوريوس بضغط من الشعب والحكومة، وانتخبت الكنيسة باولس بطريركا جديدا لها.
وبعد أن استقلت إريتريا عن إثيوبيا عام ١٩٩١، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية انفصال كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترّية، فأصبح لها بذلك مجمعها المقدس الخاص المستقل عن المجمع الإثيوبى الأم.
وقد زار البابا كيرلس السادس فى ١٩٦٥ إثيوبيا، وكانت المرة الوحيدة التى يقوم فيها بزيارة خارجية، وزارها البابا شنودة فى ١٩٧٣.
وعندما قام الحكم الشيوعى بعزل البطريرك وعين بديلا عنه وأبعد الكنيسة عن شئون الدولة وأمم أوقاف الكنيسة فاحتجت الكنيسة القبطية على ذلك، وانقطعت العلاقة تمامًا بين الكنيستين، وفى ٢٠٠٧ نجح بطريرك الكنيسة الأرمنية بلبنان فى التوسط لاستعادة العلاقات بينهما، وتم توقيع إعلان مشترك بعودة العلاقات فى القاهرة، أعقبه زيارة البابا شنودة لإثيوبيا عام ٢٠٠٨، ومنذ ذلك الحين والعلاقة بين الكنيستين مستقرة.
ليعود التوتر من جديد بعد طلب الكنيسة الإثيوبية فى عهد البابا شنودة الثالث، الانفصال عن الكنيسة المصرية الأم، وذلك مع ازدياد عدد الأساقفة الإثيوبيين، الأمر الذى أغضب البابا شنودة الثالث، نظرًا للعلاقات التاريخية بين الكنيستين، والتى كانت توصف بأنها أم وابنتها، إلا أنه مع تمسكهم بذلك، تم انفصالهم مما أصاب العلاقة بين الكنيستين بالفتور والجمود.
وظلت العلاقة فاترة، حتى تم تنصيب البابا باولس الذى قام بزيارة البابا شنودة الثالث، وتم وضع بروتوكول بين الكنيستين من ضمن بنوده أن تشارك الكنيسة الإثيوبية فى انتخابات الكنيسة الأرثوذكسية، والعكس.. وساهمت الكنيسة المصرية فى جهود حل أزمة سد النهضة، وقامت بدور الوسيط لمعالجة مشاكل المياه.