الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بهاء طاهر: الصراع بين الدولة المدنية والدينية ليس جديداً





عن جذور التصادم الفكرى بين الأطراف المختلفة، ورفض كل طرف الاستماع للطرف الآخر، تحدث الأديب بهاء طاهر فى اللقاء الذى أقيم ضمن فعاليات البرنامج الثقافى للدورة الـ44 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
أدار اللقاء الدكتور أحمد مجاهد، وقدم التهنئة لبهاء طاهر بعيد ميلاده الـ78، واصفه بأحد رواد الأدب، الذين يتميز إنتاجهم بشعرية قصصية خاصة، ذاكرا موقفه حين تنازل عن جائزة مبارك بعد قيام الثورة، ووجوده الدائم مع الشباب فى كل الميادين مطالبا بإسقاط النظام.
تحدث «طاهر» عن جذور التصادم الفكرى الذى عرفته الثقافة المصرية فى العصر الحديث، وتمسك كل طرف برأيه ورفضه الاستماع للطرف الآخر، ضاربا أمثالا بمن كان يرفض منهج محمد على الإصلاحى ويعتبره معادياً للدولة العثمانية وللإسلام، وهو ما قاله جمال حمدان الذى وصف حكم محمد على بالاستعمارى والاستغلالى قائلا: محمد على حاكم مستبد، كان له ذراع اصلاحى هو رفاعة الطهطاوي، الذى أيقظ الإحساس بالوحدة الوطنية المصرية.
مرورا بشخصيات أخرى ساهمت بجهود لتحقيق نهضة وبناء الدولة المصرية الحديثة التى تجسدت فى ثورة عرابى وثورة يوليو، وهم محمد عبده وطه حسين وقاسم أمين وغيرهم، أما حسن البنا وسيد قطب فيمثلان التيارات التى تستخدم الدين مظهراً وليس فى جوهرها، وتعادى الدولة المدنية التى كان يدعو لها محمد رشيد رضا تلميذ الإمام محمد عبده، وما نعيشه اليوم هو توابع  تاريخية تؤكد أن الصراع بين الدولة المدنية والدينية ليس خلافا جديدا على المشهد السياسى والمجتمعي.
وردا على سؤال عن رأيه فى ثورة الشباب وهل كان يتوقعها قال بهاء طاهر: أنا سعيد أننى كنت واحدا من المؤسسين لحركة كفاية، وكنا نهتف فى مظاهرات كثيرة ضد حكم  مبارك وضد التوريث، لكنى لم أكن أتوقع أن الشباب يقومون بثورة بهذا الرقى، وبهذه الدرجة العالية من الوعى والإدراك، فقد سبقونا فى استخدامهم وسائل الاتصالات التى سهلت لهم التواصل السريع.
عن رؤية «طاهر» لمصر بعد الثورة فى ظل حكم الإخوان قال: كلا التيارين موجود المعارضة والمؤيدون للإخوان، أنا ضد تيار الإسلام السياسي، ولكن لا يجب إغفال وجوده، وعلينا أن نتعايش معا، أنا أنتمى للتيار المدنى وأؤمن بأن الفكر المدنى يستطيع إنقاذ مصر من كوارث، أما استمرار هذا الانقسام الفكرى والصراع بين تيارين فى المشهد الآن، فهذا هو الخطر الذى قد يستنزف سنوات، ويجب على كل من الفريقين أن يعترف بالآخر، فبدون التوافق لن نتقدم خطوة، ومن فى السلطة يجب أن يتخذ الخطوة الأولى ويمد يده للمعارضة ولا يعتمد على مؤيديه فقط.
عن الصدام التاريخى بين المثقف والسلطة واستبعاد الحكام للمثقفين قال طاهر: فعلاً هذا حقيقي، المثقف هو الخطر الحقيقى على استقرار الرؤساء والحكام فى مناصبهم، لأن المثقف يسعى إلى التنوير ونشر الوعي، ويرغب أن يرى بلده فى أفضل صورة، وهذا ربما يكون ضد استقرار الرؤساء، وما وصلنا إليه اليوم من تراجع وتباعد هو نتيجة ضرب والإطاحة بالمثقفين منذ فترة الستينيات.
وأكمل: عبد الناصر كان يحكم بيد من حديد، لكنه كان يعترف بالمثقفين، ومنح رئاسة تحرير «الجمهورية» لأديب فى حجم طه حسين، موقفه من المثقف كان غير واضح، فترة السبعينيات السادات عزل المثقفين، لتبنيه مشروعا مختلفا، عبرت عنه نكتة انتشرت وقتها تقول إن سائق السادات سأله: أدخل يمين ولا شمال؟، فقال له السادات: ادى إشارة شمال وادخل يمين، هكذا كان مشروع السادات يمينياً، وهو ما يتطلب استبعاد المثقفين وإغلاق المجلات التنويرية التى كونها عبد الناصر، واستبدال وعاظ من الخليج بها لتغيير عقلية وفكر المجتمع المصري.
وعن تأثيرالثقافة البدوية الصحراوية على المجتمع المصري، قال: إنه تأثير مدمر، ومرتبط بالثراء الرهيب الذى حققته هذه المجتمعات الصحراوية، ورغبتها فى السيطرة على المجتمعات الزراعية، وهو ما يجعلنى أتساءل ما الشيء المهم الذى يجعل قطر تريد السيطرة على قناة السويس؟.
وعن مستقبل الأدب بعد الثورة، وما كتبه الأدباء عن الثورة قال: ما  يكتب الآن شهادات، ولا أعتبره إبداعا ثوريا، لكنه خامة للأدب الذى سوف يكتب فى المستقبل، التعبير المباشر للحالة الثورية جاء فى قصيدة المبدع الأبنودى «الميدان» تعبيراً تلقائياً وصادقاً واستثنائيا.