الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرسول قدوة فى الحب

الرسول قدوة فى الحب
الرسول قدوة فى الحب




الحب معنى سامي، أصل له رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وجعل أساسه المودة والسكن، ولأهمية الحب كان النبى صلى الله عليه وسلم يشترط أن يكون الزواج مبنيًا فى الأساس على الحب، فعندما أتاه رجل وقال له إن ابنته متقدم لها اثنان، أحدهما غنى والآخر فقير، سأله: والفتاة من تهوى؟ قال الأب: المعسر.. المعدوم.. فقال له: «لا أرى للمتحابين إلا النكاح».
الرسول كان حريصًا على الحفاظ على المشاعر الإنسانية خاصة للمرأة إلى أبعد مدى، ويحذر من أن يكسر الرجال بخاطرهن، فيقول لأصحابه: «لا يترك الرجل المرأة فرقًا.. إذا كره منها خلقًا رضى منها آخر»، هكذا أرسى قاعدة أصيلة بين الأزواج، حتى تدوم الحياة الزوجية، ولا تهدم البيوت.
عندما نأتى لقدوتنا فى الحب فقد ضرب رسول الله أروع الأمثلة فى حب الزوجة، فكانت زوجته الأولى السيدة خديجة هى الحب الأول الذى لم يمت أبدًا، بل استم ساكنًا فى قلبه طيلة عمره، لما سئل بعد وفاتها بـ 10 سنوات عن سر هذا الحب، قال: إن الله غرس حبها فى قلبي.
الحب بين النبى وخديجة كان «عظيمًا، وظل ينمو ويتزايد يومًا بعد آخر، وكانت السيدة خديجة شريكة النبى فى رسالة الإسلام، وكانا صديقين». واستمر زواجهما 25 سنة، فلم يتزوج النبى غيرها حتى ماتت وهى فى عمر 65سنة، أنجبت 6أولاد.. 4 بنات وولدين.. مات الولدان.. وعاش البنات، ثم مات 3منهن، وبقيت فاطمة، وقد ربت السيدة خديجة الكثير من عظماء الإسلام، منهم: على بن أبى طالب، زيد بن حارثة، فاطمة، الزبير بن العوام، هند بن أبى هالة، زينب ورقية.
حبه لزوجاته:
تذكر السيرة أن رسول الله كان محبا لزوجاته، وكان النبى صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على الخروج رفقة زوجاته، خصوصًا السيدة عائشة، ولم يكتفِ بالتنزه معها فقط، بل كان يتسابق معها، فيجعلها تسبقه مرة ثم يسبقها مرة، ويقول لها فى حب «هذه بتلك».
كان النبى يساعد زوجاته فى الكثير من الأمور المنزلية بنفسه، فعندما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل فى بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.
ورغم كونه نبى الله، إلا أنه كان يأخذ رأى زوجاته، والنموذج الأوضح كان فى صلح الحديبية، فبعد الصلح أمر النبى المسلمين الذين كانوا يرافقونه بالحلق، والنحر، لكن تقاعس الكثير منهم عن الانصياع لأوامره بسبب عدم موافقتهم على شروط الصلح مع قريش، الأمر الذى أحزن النبى صلى الله عليه، فعاد إلى زوجته أم سلمة التى نصحته، وقالت له: «يا نبى الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك».
حبه للسيدة عائشة:
حبه صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة كان من الأمور التى لا تزال الكتب تتحدث عنها، فتقول السير أن النبى لم يحب النبى بعد خديجة أحدًا من زوجاته بقدر حبه للسيدة عائشة رضوان الله عنها، فلقد سأله سيدنا عمرو بن العاص عن أحب الناس إلى قلبه فلم يتردد الرسول الكريم قائلاً: عائشة.
فى أحد الأيام، كان الرسول يستضيف أصحابه فى منزل السيدة عائشة رضى الله عنها، فتأخرت فى إعداد الطعام فلم يجد النبى حلاً إلا إحضار الطعام من منزل السيدة أم سلمة، وهو ما أثار غيرة السيدة عائشة منها، فكسرت الطبق وهى تقدمه لأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم. وبدلاً من أن يتملكه الغضب بسبب الإحراج الذى تعرض له أمام أصحابه ضحك النبى أمامهم، وقام بنفسه ليلتقط الطعام المنكب قائلاً لأصحابه «كلوا.. كلوا.. غارت أمكم.. غارت أمكم».