الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تركة قطاع الأعمال بـ«وسط البلد»

تركة قطاع الأعمال  بـ«وسط البلد»
تركة قطاع الأعمال بـ«وسط البلد»




يمتلك قطاع الأعمال العام العديد من الأصول بمنطقة وسط البلد قد تصل لنحو نصف المنطقة  وتتركز أغلب هذه الأصول لدى الشركة القابضة للتأمين والتى تصل إلى أكثر من نحو 140 عقاراً منها حوالى 74عقارا ذات طابع معمارى تاريخى يعود تاريخ إنشائها إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلى جانب بعض الأصول الأخرى مملوكة للقابضة للسياحة والقابضة للتشييد، ورغم ذلك 80% من عقارات قطاع الأعمال بوسط البلد لا يتحقق منها أى عوائد اقتصادية لكونها تحت مظلة قانون الإيجار القديم.

 

وتدير شركة مصر لإدارة الأصول العقارية التابعة لشركة القابضة للتأمين عقاراتها بمنطقة وسط البلد ومهمة الشركة تتمثل فى إدارة هذه الأصول والحفاظ عليها من صيانها ومعاينة العقارات بشكل دورى وإعداد التقارير الهندسية والمقايسات وتنفيذ أعمال الترميم بالتعاون مع محافظة القاهرة والجهاز القومى للتنسيق الحضاري وتم تطوير بعض عقارات القابضه للتأمين فى ضوء  مشروع إحياء القاهرة الخديوية مؤخرًا ومن أشهر العمارات المملوكة القابضه للتأمين بوسط البلد.
 
الشواربى والتأمين الأهلية
 عمارة الشواربى باشا..  تقع فى شارع 26 يوليو فى تقاطعه مع شارع رمسيس، بنيت عام 1925م، وصممها مهندس مصرى من أصل لبنانى يدعى جيبى عمروت على طراز (آرت ديكو)، وتتميز بزخارف على شكل تمثال (أبوالهول)، كما تتميز بتعدد مداخلها. وتستغل وحداتها حاليا الكثير من الشركات والأسر، والعمارة تحمل أرقام 33 شارع 26 يوليو و59 شارع رمسيس، وتبلغ مساحتها 1835 مترا، وهى فى حقيقتها عبارة عن مجمع من ثلاث عمارات ذات فناء داخلى.
عمارة التأمين الأهلية.. أنشئت العمارة 41 شارع قصر النيل، عام 1900 على يد بعض المعماريين الفرنسيين فى عهد الخديو إسماعيل، فالعمارة تم بناؤها على الطراز اليونانى الواضح فى شرفاتها من خلال الرسومات التى تملأ طوابقها الثمانية، وهى من تصميم فرنسيين فى عهد الخديوى إسماعيل ومدون عليها أنها قد بنيت العام 1900م، وأهم ما يميزها أنها لم تقم على وجود أساسات مسلحة، بل إنها عبارة عن تضافر للأسياخ الحديدية مع بعضها.. وهو ما جعلها صامدة أمام أى زلزال على مدى الأعوام السابقة، كما أن لها سلمان للخدمة، الأول داخلى وله ممر خاص من الرخام، والآخر يصل إلى خلف العمارة وهو مصمم من الطوب والحديد، أما بهو العمارة فهو ضخم ويتسم بديكورات من الرخام، وله سقف مرتفع يأخذ الشكل النصف دائرى، ويمتد حتى سلالم الصعود، وللعمارة واجهة مميزة على شكل نصف قوس حول الميدان، ولها ثلاث واجهات وهى ميدان مصطفى كامل، وشارعى قصر النيل ومحمد فريد.
عمارة سوارس.. تطل على ميدان مصطفى كامل، وهى معقل اليهود فى مصر، فصاحبها روفائيل سوارس يهودى، وكان يعمل مديرًا لأحد البنوك؛ إذ شيدت العمارة فى العام 1897م؛ على طراز «نيو رينيسانس»، وهو طراز يعتمد على إعادة إحياء عصر النهضة الإيطالى بشكل معاصر، وكانت تضم وقتها ناديًا إيطاليًا يدعى «رينو وتو»، وكان من أشهر الأندية فى القاهرة، وقد وصل الأمر إلى تسمية ميدان مصطفى كامل بميدان سوارس.
عمارات الخديوية.. لأكثر من مئة عام ظلت عمارات الخديوية الشهيرة بشارع عماد الدين صامدة، لتشهد على زمن فريد فى طرزه المعمارية وفخامة إنشاءاته، وتحمل عمارات الخديوية أربعة أرقام، هى 11 و14 و15 و18 بشارع عماد الدين وهى تعد أول كومباوند سكنى فى القاهرة. أنشأها الخديو عباس حلمى الثانى عام 1911 على يد المهندس الإيطالى أنطونيو لاشياك، على طراز نيو باروك وعمارة حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد خلع عباس آلت ملكيتها إلى الأجنبى سيتون، إلا أن اسمها “الخديوية” بقى حتى بعد تأميمها فى أعقاب حركة الظباط عام 1952، وانتقال ملكيتها إلى شركة مصر القابضة للتأمين التابعة لشركة مصر لإدارة الأصول العقارية.

عمارة «الايموبيليا» التابعة للقابضة للتشييد
وأيضا تمتلك القابضه للتشييد والتعمير بعض من المقرات الإدارية للشركاتها بمنطقة وسط البلد الى جانب امتلكها لاشهر عمارة بها وهى عمارة «الايموبيليا» التى تديرها شركة الشمس للإسكان والتعمير التابعة لها.. وتقع عمارة «الايموبيليا» الشهيرة فى شارع شريف بوسط القاهرة، ويرجع تاريخ إنشائها إلى العام 1940م، تتميز بمساحتها الواسعة 5444 مترا مربعا، ويصل عدد الشقق بها إلى 370 شقة، وتتكون العمارة من برجين، أحدهما بحري، ويتكون من 11 طابقا، والآخر قبلى، ويرتفع 13 طابقًا.
وقد اشتركت فى بنائها عدة شركات، طرح مشروع تشييدها فى مسابقة معمارية، وتلقت الشركة العمومية 13 مشروعًا قامت بفحصها خلال 30 يوما، ثم منحت الجائزة الأولى لمشروع المهندسين المعماريين ماكس أدرعي، جاستون روسيو، بينما حصل المهندسان أنطوان نحاس، وجاك بورديه على الجائزة الثانية، وقد بدأ العمل فى إنشاء العمارة فى 30 أبريل 1938م، وتكلف بناؤها - آنذاك - مليونا و200 ألف جنيه مصري، ومع بدء تأجير الشركة المالكة لشقق العمارة نشرت إعلانا فى الصحف لتشجيع الناس على السكن بها من خلال التركيز على عدد المصاعد الموجود بها، والذى يقدر بنحو 26 مصعدا، وكانت تقسم إلى ثلاث فئات «بريمو» للسكان، وثانٍ «سوكوندو» للخدم وثالث للأثاث، كما تناول الإعلان قوة أساسات البناية التى لا تؤثر فيها الهزات الأرضية، إضافة إلى إعفاء الساكن من دفع إيجار العمارة لمدة ثلاثة أشهر، وتبدأ من لحظة توقيع عقد الإيجار الذى كانت قيمته تبدأ بستة جنيهات، وترتفع إلى تسعة جنيهات، وأخيرًا 12 جنيهًا حسب مساحة الشقة.
وهى مبالغ إيجارية عالية إذا ما قورنت بقيمة النقود فى تلك الفترة التى لم يكن يتجاوز فيها سعر إيجار شقة مساحتها 140 مترًا على جنيهين أو ثلاثة، وبالطبع أغرت البناية العديد من الفنانين للسكن بها، ووصل عددهم إلى نحو 30 فنانًا، منهم نجيب الريحاني، محمد فوزى، أنور وجدي، ليلى مراد، محمود المليجي، محمد عبدالوهاب، ماجدة الصباحى التى لا يزال مكتبها موجودًا بها حتى الآن.
كما تملك الشركة القابضة للسياحة العديد من الأصول بمنطقة وسط البلد وتتمثل فى مقرات لبعض فروعها لشركات التجارية كصيدناوى وبيع المصنوعات والأزياء الحديثة وعدد من الفنادق التى تصل إلى مايقرب من ٨ فنادق بعضها تم تطويره ويعمل بالفعل كفندق ريتزكارلتون « النيل هليتون « سابقا وفندق شتيجبنرجر بميدان التحرير وكليوبترا ويقع بالقرب من نفس المنطقة، كما لايزال فنادق أخرى ذات طابع تاريخى تحت أعمال التطوير كفندق شبرد والكوزمبيتان والكونتنيتال وفنادق قطاع الأعمال هى تعد الجزء المستعمل من الأصول المملوكة له بمنطقة وسط البلد.
فندق شيبرد وتاريخ إنشائه
ويعود تاريخ فندق شبرد إلى عام 1841، وأسسه صموئيل شبرد، على بحيرة الأزبكية بالقاهرة، وكان يعرف باسم «الفندق الإنجليزى الجديد»، واستمر بهذا الاسم حتى عام 1945، حيث أطلق عليه اسم «شبرد»، ويقال: إن صموئيل شبرد، وصل إلى مصر عام 1942 وهو لا يملك سوى 10 جنيهات، وعمل فى مبنى متواضع كان يعرف باسم الفندق الإنجليزى، الذى كان يملكه شخص يدعى هيل، ثم ادخر بعض المال واشترى الفندق، الذى كان يستخدم استراحةً للسياح القادمين إلى مصر فى طريقهم إلى الهند، ووضع عليه اسمه، وفى عام 1952 تم تدمير الفندق بالكامل فى حريق القاهرة الشهير، والفندق الحالى تم إنشاؤه على بعد نصف ميل من الفندق القديم، عام 1957 بحى جاردن سيتي، وانتقلت ملكيته إلى الشركة القابضة للسياحة والفنادق، كانت تديره شركة فنادق هلنان الدولية حتى عام 2009، حيث انتقلت الإدارة إلى شركة «روكو فورتى».
وكان الفندق القديم مقراً لإقامة ضيوف حفل افتتاح قناة السويس عام 1869، وعلى رأسهم الإمبراطورة أوجينى، واستضاف الفندق ملوك العراق وبلغاريا، وأمير الدنمارك، وونستون تشرشل، وأغاخان، وثيودور روزفلت، وتم الإعلان عن نية تطوير الفندق، تحديداً فى عام 2008، التى انتهت عام 2013 بإغلاقه، لصعوبة تنفيذ علميات التطوير وسوء حالة الجدران ولكن حاليا جار أعمال تطويره.
وفندق «كوزموبوليتان» فى وسط القاهرة، الذى يعود تاريخه إلى عام 1923، حيث تم إنشاؤه على يد المعمارى البريطانى ألفونسو ساسوو، وتكلفت عملية تطوير واجهة الفندق 6 ملايين جنيه، كما تستمر أعمال تطوير فندق الـ«كونتننتال» الذى تم إنشاؤه عام 1908، والتى أثارت عملية تطويره جدلاً كبيراً خوفاً من هدم المبنى التاريخى، لكن القائمين على عملية التطوير أكدوا أنهم سيحافظون على واجهته التاريخية، وذلك فى إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وهناك خطة لطرح الفندق للاستثمار عبر تكوين شركة جديدة تكون مسئولة عن تطوير وإدارة الفندق.

خبراء: التطوير وإعادة التشغيل هو الحل
وقال شريف بندارى رئيس الشركة العامة للسياحة « ايجوث» التابعة القابضة للسياحة عن أعمال تطوير بعض الفنادق التابعة بمنطقة وسط البلد أن هناك خطة لتطوير كل الفنادق التابعة للشركة فيما يتعلق بالفنادق فى وسط البلد تم تطوير فندق كليوباترا وافتتاحه فى فبراير 2018بالمشاركة مع القطاع الخاص، وفندق كوزموبوليتان التاريخى تم طرحة للتطوير وتم اختيار شريك وجار توقيع العقد معه بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 85 مليون جنيه وعلى حسب العقد مع المطور أنه سيتم افتتاحه فى 1يوليو 2020.
وتابع  أن فندق شبرد مغلق للتطوير، وتم الانتهاء من المعالجة الإنشائية له وجار إنهاء بعض الترخيص الخاصة به لعمل جراج وحمام سباحة وعند انتهاء منها سيتم طرحه للمشاركة، ولفت إلى أن فندق الكونتيننتال حاليا لايزال فى مرحلة الهدم وسداد مستحقات المستأجرين للمحال المحيطة بالفندق وبعدها سيتم القيام بتنفيذ خطة لإعادة بنائه .
وعن رأى الخبراء فى مدى استغلال قطاع الأعمال فى منطقة حيوية كوسط البلد يرى دكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية أن جزءا كبيرا من منطقة وسط البلد يملكها قطاع الأعمال العام قد تصل نصف المنطقة وأغلب هذه الأصول تملكها الشركة القابضة للتأمين حيث تملك اكثر من 140عمارة  فى منطقة وسط البلد من اصل نحو 421عمارة المتواجدة بالمنطقة وبعضها ذات طابع تاريخى، الى جانب وجود بعض الأصول تابعة القابضة للتشييد والتعمير والقابضة للسياحة ولكن ليست كل الأصول المملوكة لقطاع الاعمال العام تدار بشكل جيد ويتم تحقيق الاستفادة منها وتكمن المشكلة فى عدم كفاءة القائمين بإدارة بعض هذه الأصول، فحين أن هناك أصولا أخرى فى منطقة وسط البلد تدار بشكل جيد والممثلة فى الجزء التابع للشركة القابضة للسياحة .
وأوضح شريف سامى، رئيس مجلس إدارة الشركة القومية لإدارة الأصول والاستثمار التابعة للشركة القابضة للتشييد والتعمير أن نسبة لا يستهان بها من الأصول العقارية مملوكة لقطاعات مختلفة بقطاع الأعمال العام وعلى رأسها قطاع الأعمال التأمين الذى يستحوذ على النصيب الأكبر من هذه الأصول، وهى بالفعل مستغلة كاصول ولكن الازمة أن جزءا كبيرا من هذه العقارات رغم تميز المنطقة وارتفاع القيمة السوقية لعقاراتها أن بعضها ضحية لقانون الإيجار القديم وقد يكون هناك بعض الشقق فى هذه العقارات لايزال ايجارها الشهرى بعض الجنيهات فنحو 80% منها يعانى من هذه المسألة وبعض من الشقق التى قامت باستردادها القابضة للتأمين بعد موت الورثة المستحقين ويتم تأجيرها بأسعار مناسبة أما خلافا لذلك فمعظمها لا يحقق أى عوائد اقتصادية، ويرى سامى أن استغلال هذه الأصول اقتصاديا لن يتم إلا بالتحرر من قانون الإيجار القديم أو عمل مبادرة من جهة قطاع الأعمال بالحصول على هذه الأصول من المستأجرين بنظام  القانون القديم بمقابل تعويض مادى مجزى للانتقال لمكان آخر وإعادة استخدام هذه الوحدات الكائنة بمنطقة مميزة كوسط البلد كمقرات تجارية وسياحية بالعملة الصعبة.