الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السحر ينقلب على الساحر.. الإخوانى بهجت صابر: «قادة الإخوان خونة وقتلة وباعوا نساءهم»

السحر ينقلب على الساحر.. الإخوانى بهجت صابر: «قادة الإخوان خونة وقتلة وباعوا نساءهم»
السحر ينقلب على الساحر.. الإخوانى بهجت صابر: «قادة الإخوان خونة وقتلة وباعوا نساءهم»




كتب - مصطفى أمين عامر ومحمود محرم

 

فى  مشهد يجسد انقلاب السحر على الساحر وعلى مدار ساعتين و14 دقيقة لم يتوقف بهجت صابر، الناشط المحسوب على الإخوان المسلمين بالخارج  وذراعها  الوقحة فى الولايات المتحدة الأمريكية عن سب الجماعة الإرهابية وقادتها بسبب عدم تدخلهم لمنع ترحيل محمد عبد الحفيظ من تركيا إلى مصر وهو  الإرهابى المحكوم عليه بالإعدام فى قضية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
فـ«صابر» الذى جندته الجماعة الإرهابية سابقاً لتوجيه السباب الى الدولة المصرية بكل فجاجة انقلب عليها فى  مشهد دراماتيكى مخجل موجهاً لها ولقادتها فى الخارج عشرات الكلمات الخارجة والبذيئة  والمهينة فى شهادة ليست مجروحة بالإضافة إلى كشف العديد من الحقائق عن   فساد الجماعة المالى والسياسى والأخلاقى والاجتماعى.

قال فى فيديو نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، «قيادات الجماعة خونة وقتلة باعوا كل شىء حتى نساء الجماعة وهم لا يخشون وأن وجودهم يسىء للدين، وفى طريقهم إلى الزوال وأن  النفاق منهج القادة من أجل الحفاظ على المنصب التى باعت شبابها من أجل البقاء فى مناصبها وأن الإرهابى الهارب  محمود حسين أمين الجماعة الحالى  فاسد ويعيش من أموال الجماعة فى  تركيا وأن إبراهيم منير فاسد مثله».   
حديث صابر يكشف عن العديد من الفضائح داخل الجماعة فى الخارج والداخل بداية من الفساد المالى ومرورا بالفساد السياسى وحتى الفساد الأخلاقى وهو ما يجعل الأيام القادمة كاشفة للمزيد من فضائحها وخططها التى تكشفها ألسنة أعضائها والمتحالفين معها لتتحول مع الوقت جماعة البنا الإرهابية إلى مجرد ذكرى للخيانة والتدنى فى تاريخ الوطن الذى لفظها مع شعبه فى 30يونيو 2013م.
هجوم صابر ليس الأول ولن يكون الأخير فالجماعة دائما ما تهاجم حلفاءها فى أى وقت لمجرد نقدهم للجماعة وهم سرعان ما يردون عليها ، لتتطاير مناوشاتهم على شاشات إعلام «الفتنة» الذى تموله قطر وتركيا المتمثل فى قناتى الشرق ومكملين ومن قبلهما رابعة ووطن وغيرها ، ومن هذه الفضائح  وصلات الردح التى تتجدد  بين الإرهابى عاصم عبد الماجد وآيات عرابي، حيث اتهم كلاهما الآخر بالعمالة والتجنيد لصالح أجهزة أجنبية.
حيث وصف عبدالماجد عرابى بـ»الفاجرة» العميلة لأجهزة أجنبية، قائلا فى تدوينة له على «تويتر» إن المندسة الفلولية - بحسب وصفه - اتخذت من دعمها لمرسى وثنائها المتواصل على أردوغان وسيلة لاختراق معسكر الشرعية لتبث سمومها وقد تحقق لها ذلك بسبب سذاجة بعض الأفراد والهيئات، ثم فجأة انقلبت على أردوغان، والحقيقة هى أن جهاز المخابرات التى تعمل معه أمرها بتشويه أردوغان.
وتابع «من يراقب ما تقوله هذه المرأة الفاجرة  يعلم أن هناك مؤامرة تحاك ضد أردوغان، وأن موعد تنفيذها قد تم تحديده بالفعل، وأن من بنود الخطط المساعدة تقليل شعبية أردوغان عند العرب كى لا يصدر منهم ردود فعل مؤيدة لأردوغان عندما تبدأ معركة إزاحته» لترد عليه آيات عرابى  قائلة  «عبدالماجد بلا تأثير وما يقوله عن عمالتى المزعومة يحاول من هم أكثر منه شهرة ترويجها منذ سنوات ومن المحزن تصور الحضيض الذى يتردى فيه البعض إلى درجة التطبيل للبرادعى صاحب أقذر الأدوار فى التاريخ».
ليدخل  الصحفى الإخوانى  سليم عزوزعلى الخط ، وينشر صورة لآيات عرابى قبل أن ترتدى الحجاب، لترد عليه الأخيرة قائلة إن نشر صورتها دون حجاب فيه فجر فى الخصومة فيرد عليها عزوز بنشر صورتين لها إحداهما وهى غيرمحجبة والأخرى بعد ارتدائها الحجاب، ولكنها كانت تضع مكياجًا كاملًا، وعلق عليها قائلًا: «أيهما أكثر اثارة، بالحجاب أم بدونه البوتكس والفيللر ليس من الإسلام، مضيفًا: «الأخت آيات فى الحقيقة ليست غاضبة لنشر صورتها فى الجاهلية فلا تزال لها صور سافرة على صفحتها إلى الآن، لكن ما يضايقها هو هذا الكشف وهى واقفة تتبتل فى عينى القس (لا نعرف من فيهما يرقى الآخر) والآن هى تطالب بقتل النصارى».
لتهاجمه آيات عرابى وتصفه  بأنه  صحفى مرتزق، ويأكل على كل الموائد، وتم وضع اسمه فى الكتاب الأسود الذى أصدرته الرئاسة التونسية، ويشمل الصحفيين، الذين يأكلون بأقلامهم، فهو كان ضمن الكتاب من الصحفيين الذين تلقوا أموالًا من الرئيس التونسى الأسبق زين العابدين بن علي».
هذا التدنى الأخلاقى ما هو إلا جزء بسيط من تاريخ الجماعة الإرهابية الممتلئة عن آخره بالفضائح الأخلاقية والتى كان أكثرها فجورا مؤخراً الفضائح الجنسية لطارق رمضان حفيد مؤسس الجماعة حسن البنا والتى لا تنتهى ، حيث كشفت التحقيقات الفرنسية عن  وجود مئات الصور الجنسية على هاتف حفيد مؤسس تنظيم الإخوان والذى يواجه تهما بالاغتصاب.
وأفادت صحيفة «لو جورنال دى ديمانش»الفرنسية مؤخرا، بأن الشرطة الفرنسية  اكتشفت بعد فحص دقيق وتحليل لبيانات أجهزة طارق رمضان الإلكترونية، 776 صورة إباحية وجنسية على مختلف وسائط حفظ الوثائق المملوكة له، بعضها مع سيدات لا يزلن يقاضينه بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسى وأن البحث قاد المحققين الثلاثة إلى صور جنسية لرمضان، من بينها صور «سيلفي» مع نساء فى وضعيات غير أخلاقية.
مشيرة إلى أن المحققين فى اتهامات الاغتصاب التى تلاحق رمضان، بحثوا فى هاتفى «آيفون 7 بلس» و»سامسونج جالاكسي» وقرص تخزين خارجى وكمبيوتر «ماكبوك برو» و»آيباد برو» ومفتاح USB وحاسوبين آخرين وفى الصفحات التى بحث عنها عبر الإنترنت، حيث وجدوا أن طارق بحث فى شهر يناير 2018 عن «تدليك حسى فى المنزل»، كما بحث أيضا من يؤمن له الحراسة فى مدينة ليل الفرنسية وغيرها من المعطيات التى وجدوها على أغراضه الشخصية وهو الأمر الذى دفع رمضان، إلى الإقرار  بإقامته علاقات جنسية مع امرأتين اتهمتاه باغتصابهما، وهما هندة العيارى وبول أيما آلين المعروفة بـ«كريستيل».
ولن ينسى التاريخ الإخوانى فضيحة «راسبوتين الإخوان» صاحب قصص العشق الحرام فى الجماعة عبد الحكيم عابدين «صهر مؤسس الإخوان» زوج شقيقة البنا والذى تولى  رئاسة نظام التزاور بين أسر الأخوان من قبل حسن البنا , بناء على طلبه, بدعوى تأليف القلوب، وتعميق العلاقات الأسرية والاجتماعية بين الأسر الإخوانية. وكان يعقد لقاءات أسرية، وزيارات للإخوان فى منازلهم ولكنه ارتبط بعلاقات غير أخلاقية مع نساء من الجماعة، طبقا لما ذكره الدكتور رياض محرم عن «التاريخ الفضائحى لصهر المرشد».
هجوم صابر كشف أيضا عن تدنى سياسى واستغلالى للجماعة لعناصرها من الشباب والنساء الذين يتم الدفع بهم فى التظاهرات فى الوقت الذى تنعم فيه قيادات الجماعة فى الخارج بالحياة الرغدة فى أحضان أردوغان وتميم فقد استخدمت الجماعة دماء السيدات للمتاجرة بها فى معركة خاسرة فيما تظل قيادات التنظيم الإخوانى فى مأمن ليجدوا محاولاتهم للوصول للسلطة مرة أخرى على جثث الأبرياء.
وذكر تقرير سابق للمركز المصرى لحقوق الطفل إن الاستخدام السياسى للنساء من قبل الإخوان بعد 30 يونيو أمر مؤسف وإن «الجماعة» تلام على الدفع بهن فى مقدمة التظاهرات  وأن استخدام الإخوان المسلمين للنساء بمثابة استجابة لنصيحة بعض الحلفاء الدوليين حول أهمية تغيير الصورة عن الإخوان وأنصار المعزول «مرسى» لاسيما فى اعتصام رابعة العدوية واستبدال الصورة التى تقتصر على الرجال بمظهر أقرب إلى حركة طالبان والتى تقلق الغرب لاسيما المجتمع الأمريكى وتذكره بحربه على الإرهاب إلى صورة أكثر إنسانية.
وأضاف المركز المصرى أن الجماعة استخدمت النساء سياسياً من خلال ظهور نساء غير محجبات على منصة رابعة لأول مرة، كما تم استدعاء الأسر الإخوانية حتى تبدو حركة دعم المعزول حركة شعبية، وظهر ذلك من خلال تصاعد استخدام النساء والأطفال إلى حد التدليس على المجتمعين المحلى والدولى باستخدام صور أطفال مزورة فى أحداث اعتداء الحرس الجمهورى بالإضافة إلى استخدام النساء كدروع بشرية لحماية العناصر المطلوبة للعدالة داخل اعتصام رابعة ثم الدفع بهن فى مناطق من المحتمل تعرضهن للهجوم.
وجملة صابر»باعوا نساءهم»  أكبر دليل على أن الجماعة تضحى بنسائها من أجل تحقيق أهدافها وأن استخدام الجماعة الإرهابية لهم  فى اعتصاماتهم للتدليس على المجتمع الدولى بأنهم ضحايا، ولتشويه صورة الجيش والشرطة، وهو الأمر الذى يتعارض مع الدين الإسلامى  وتعاليمه ومبادئه وأخلاقياته،  ولا ينسجم فقط إلا مع مشروع الجماعة الإرهابى الاستغلالى الذى يوظف الدين لأغراضهم الشخصية وتحقيق مآرب ومصالح الجماعة  حتى ولو كان ذلك على حساب نسائهم وأطفالهم.
وحول فساد محمود حسين الأمين العام للجماعة الإرهابية لم يكشف صابر سوى عن «قطرة» من غيث الفساد المالى له حيث تم الكشف من خلال العديد من المصادر الإخوانية عن إستيلائه  على أموال تبرعات الجماعة،  ومنها تبرع مالى قيمته 2.2 مليون دولار قام محمود حسين  ومحمد البحيرى مسئول إفريقيا والسودان ومحمود الإبيارى المسئول الإعلامى بمكتب إخوان لندن بالاستيلاء عليها  وشراء عقار فى منطقة كوجاتيبى فى إسطنبول وسجلوه بأسمائهم الشخصية بالإضافة إلى  امتلاك محمود حسين سيارة بى ام دبليو قيمتها تتجاوز الـ250 الف دولار أى ما يزيد على الـ 2 مليون جنيه مصرى بحجة القيام بمهام تخص الدعوة.
كما نشر جناح الشباب الإخوانى فى وقت سابق  رسالة داخلية لمكتب الإخوان فى الخارج أكدوا  فيه أنه تم رصد أكثر من مرة قيام عدد من قيادات الجماعة بالاستيلاء على أموال الجماعة وتبديدها والاستيلاء على مؤسسات خاصة بالجماعة بتكليفٍ من الأمين العام للجماعة «محمود حسين» حيث قام «إسلام عقل» القائم بأعمال مدير إحدى قنوات الإخوان ، بتغيير عقد إيجار القناة، دون الرجوع إلى مكتب الأزمة الذى عينه، وتأسيس شركةٍ صورية جديدة، حملت اسمه هو والمهندس «مدحت الحداد»، مسئول مكتب الإخوان فى تركيا، والمهندس «على عبدالفتاح»، المحسوبَيْن على جبهة، محمود حسين.
 صابر الذى اعتبر جماعة  الإخوان الإرهابية باعت نفسها  للرئيس التركى رجب طيب أردوغان الخليفة المزعوم بترحيل  الشاب الإخوانى الإرهابى محمد عبدالحفيظ  لم يذكر أن الجماعة نفسها صنعت المئات من الإرهابيين  من اعتصام رابعة والنهضة وصدرتهم للداخل المصرى لممارسة العنف والإرهاب على المصريين وأن القيادى الإخوانى محمد كمال هو من أسس للعنف بعد عزل مرسى من الحكم، ولا تزال أصداؤها قائمة داخل جسد الإخوان، وأن هذه الحالة داخل جسد الجماعة أسفرت عن تسرب شباب الإخوان وتحديدا أعضاء اللجان النوعية إلى تنظيمات جهادية كبرى، باعتبارها أكثر إلهاما لدى هؤلاء الشباب.
وتحولت الجماعة الإرهابية مع الوقت إلى أرضية ممهدة لتتحالف مع التنظيمات الأكثر تشددا وتكفيرا، وخلال وجود الإخوان فى السلطة كان الطرح بأن الجماعة لن تستطيع الصمود والتعامل فى المشهد السياسى مع مؤسسات الدولة والمناورة السياسية إلا بوجود معها أذرع عسكرية من داخل الفصائل الجهادية وذلك لمؤازرة الجماعة فى الانفراد بالسلطة ومواجهة الخصوم وبالتالى فانضمام أعضاء من الإخوان لتنظيم داعش أتى فى وجود أرض ممهدة من الجماعة للتحالف مع فصائل أخرى تكون سندا لها.
وتعد اتهامات صابر  أكبر دليل على أن الجماعة باعت نفسها لتركيا التى تستخدمهم من أجل تحقيق أهدافها السياسية  وأن العلاقة بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تحولت إلى علاقة لوظيفية براجماتية  قائمة على تنفيذ المصالح المشتركة بين الطرفين والتى تتجاوز بها الجماعة الدولة الوطنية لصالح دولتها التنظيمية ويحقق للنظام التركى الذى يقوده الرئيس التركى  أردوغان أحلامه  التوسعية فى العالم العربى وهو الأمر الذى يفسره  احتضان أنقرة للعشرات من قيادات تنظيم الإخوان.
ويرجع ذلك إلى أن نشأة الجماعة والنظام التركى الحالى متشابهة إلى حد كبير وهو ما سمح بنمو الجماعة فى النصف الأول من القرن الماضى ودفع نخبة العدالة والتنمية إلى النشأة السياسية والدينية على كتابات قيادات جماعة الإخوان المصرية، وأوجد علاقات مركبة بين الجانبين، يتحكم فيها حاليا العديد من المحركات العملية التى ترتبط بالمصالح المشتركة، وعناصر التنشئة السياسية، ونمط الإدراك المتبادل لمحورية كل طرف لمصالح الطرف الآخر.
وبالتالى فإن جماعة الإخوان الإرهابية دائما ما تعتبر النظام القمعى الحالى فى تركيا  نموذجا قابلا للاستنساخ فى الحكم الإسلامى الذى يؤسس لمفهوم الأمة الإسلامية من وجهة نظرها على حساب مفهوم الدولة الوطنية والذى من المفترض أن يتطور تدريجيا من نظام ديمقراطى إلى نظام شورى يؤسس لسلطوية الخليفة أو المرشد  وفق أيديولوجية  دينية متشددة تتركز السلطة فيها فى  «القائد الخليفة» أو مجلس شورى الأمة.
وفى النهاية لم يبق للإرهابية  سوى الرهان فى الوقت الحالى على العلاقة التركية – القطرية القائمة على  روابط  براجماتية مركبة  وهو الأمر الذى يحاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان  أيضا الحفاظ عليه كرهان للنظام التركى على  تنظيم الإخوان، فى محاولة لإعادة تموضع جديد لنفوذ تركى إقليمى وهو الأمر الذى ينطبق أيضا على النظام القطرى  لتبقى جماعة الإخوان عبئاً ثقيلا على القوى الإقليمية الرئيسية سوى التى تقوم برعايتها أو التى تبنت سياسات إقصائية رافضة لها.