الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هشام سليم: أشعر بأن «ماسورة» مصائب انفجرت فى مصر




تغيب الفنان هشام سليم عن الساحة الفنية لمدة 3 سنوات وذلك بعد الظلم الذى تعرض له مسلسله الأخير «سعيد مهران» فى التوزيع والعرض.. واكتفى خلال هذه الفترة بالظهور إعلاميا معلنا رأيه كمواطن مصرى فى الأوضاع التى تمر بها مصر سياسيًا واقتصاديًا.. ويرى سليم أن السياسة ليست موجودة حاليًا خاصة أن كل مجموعة من الشعب تتظاهر ضد الأخرى فأصبح حال البلد أشبه «بالدورى».. وعلى الرغم من نشأته «الأهلوية» وتعصبه إلا أنه ينتقد ما يفعله «الألتراس» من تظاهرات تدخل فى قرارات إدارة النادى.. وفى ظل دعوة البعض لثورة ثانية يتحدث هشام سليم عن آرائه تجاه حال البلد والمواطن المصرى فى الحوار التالى:

 

■ لماذا لم تشارك بالنزول للميدان يوم 25 يناير؟
- أنا غير مقتنع بالأهداف التى نزل من أجلها البعض فالبلد فى حالة فوضى ولا يحتمل تظاهرات أو اضطرابات فى الوقت الحالى.. فكل الشعب حاليًا فى حالة انقسامات وكل فرد لا يرى إلا وجهة نظره الخاصة دون النظر لمصلحة مصر.
■ هل معنى ذلك أنك ضد فكرة الثورة الثانية التى يدعو لها البعض؟
- لو فكرنا فى القيام بثورة ثانية «البلد حتروح فى ستين داهية».. المشكلة ليست فى النظام فقط لكى يتم إسقاطه أو منحه فرصة، أزمة مصر هنا تتلخص فى تفاقم المشكلات والمصائب والعيوب فى كل مجالات الدولة.. فلو رحل مرسى وأتى ألف نظام غيره لن يستطيع حل هذه المشكلات بمفرده. فلا يوجد رئيس ولا مجلس شعب ولا شورى ولا دستور ولا أى قرارات قانونية تستطيع حل كل المشكلات فى التعليم والطب والاقتصاد والمواصلات وغيرها.
 
 

■ إذا من بيده حل جميع المشكلات من وجهة نظرك؟
- هناك «بكابورت» من المصائب انفجر ويجب على الشعب نفسه التكاتف والوقوف أمامه حتى نستطيع أن نلملم ما نقدر عليه.. لن يستطيع أى نظام النهوض بالبلد إلا لو «احنا نفسنا» عملنا بما يرضى الله وبضمير وأخلاق والتخلى عن الأنانية التى أصابتنا بعدم تكوين تكتلات والدخول فى صراع مع الآخرين وكأننا بداخل ماتش دورى يحاول كل منا الفوز على الآخر دون التعاون معه.
■ وماذا عن المطالبة بحقوق المواطن؟
- هذه هى المشكلة نتحدث عن حقوق المواطن فقط ونطالب بها بينما لم أجد من يتحدث عن واجباته نحو الدولة.. فأنا لست ضد عودة الحقوق لأصحابها ولكن يجب علينا العمل على حلها من بيننا أولا، وأن نبدأ من الأطفال وعلى المدرس يعلمهم معنى الحقوق والواجبات والكرامة، لكى يكون لدينا جيل يعلم أهمية العمل بكرامة والحصول على حقوقه داخل بلده.
■ وما تقييمك لحال البلد بعد الثورة؟
- تغيير للأسوأ وهذا كان أمرًا متوقعًا، فمن يقول أننا بعد فساد 60 عامًا سوف نحل أزمات مصر فى عامين فقط يكون كاذبًا، فعلى الأقل يلزمنا 30 عامًا آخرين للنهوض بالدولة تحت حكم من يراعى مصالحها. وللأسف تحول الشعب المصرى من «بنى آدم» إلى قطيع من الخرفان التى تسير فى المرعى ولا تفكر فى عمل أى شىء سوى الحصول على لقمة عيش، لو مات منها أحد فليس له ثمن ولا كرامة.، وعندما يقتنعوا أن المصرى له كرامة سيكفلون له حقوقه.
■ هل معنى كلامك أننا يجب أن نعطى فرصة أخرى لحكم الإخوان؟
- أنا ضد حكم الإخوان وضد فكرة ربط الدين بالسياسة ولكن مصر حاليًا أصبحت «ميغة» مش بلد، فالإخوان تولوا الحكم وهم وكل الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة حاليًا تابعون للنظام السابق، عندما كانوا يشاركون فى مجلس الشعب فى عهد مبارك كانوا يوافقون على كل قراراته ويصفقون له.. بالإضافة إلى أننا نعيش منذ ثورة 52 على فكرة أن الأغنياء هم من سرقوا الفقراء مما دفع الشعب إلى الانقسام والابتعاد عن أصحاب الفكر والعلم والمبدأ والنتيجة هى تولى المجموعات التى تسرق وتقسم التركة فيما بينها.
■ وما رأيك فى تحركات الألتراس؟
- القضية مؤسفة منذ البداية ولا أعرف إذا كانت تظاهراتهم المستمرة سوف تدعم موقفهم أم لا، ولكن فى رأيى أن الناس التى استشهدت فى ملعب بورسعيد «راحت بلاش» وهذا انعكاس طبيعى لحالة انعدام الكرامة فى البلد. ولا أعتقد أن هذه الوقفات سوف تحدث أى تغيير وعلينا الرضوخ لأحكام القضاء مهما كانت. وإلا «نولع فى البلد» ونقسمها وإلا سوف تضطر كل مجموعة للعيش فى المنطقة الخاصة بها، ونموت من الجوع.
■ هل تعتقد أن موقف إدارة النادى الأهلى تجاه القضية كان سيتغير فى وجود الراحل صالح سليم؟
- لا أستطيع أن أتوقع ردة فعل أبى تجاهها، ولكنى بشكل عام معترض على فكرة تدخل الالتراس فى قرارات مجلس إدارة النادى.. فالنادى يقرر ما فى صالحه وفى صالح القضية وليس على المشجعين أن يتدخلوا، فليس معنى أنهم يشجعون فريق النادى أثناء لعبه فى الماتش أن من حقهم التدخل فى شئونه الخاصة. إذا يمكن للألتراس حكم النادى «بالذراع» فيما بعد. يجب أن يحترم كل شخص نفسه ويلزم موقفه وحدوده ويقدر مساحة تدخله فى شئون الأفراد أو المؤسسات الأخرى ومساحة رأيه فى أحوال البلاد وأحقيته فى الاعتراض.
■ هل بالفعل تستعد لتقديم برنامج سياسى؟
- لا لم يحدث هذا، فكل ما فى الأمر أن قناة «الشعب» قد عرضت على فكرة برنامج ورحبت بها ولكن قبل موافقتى عليه طلبت منهم التعرف على بعض التفاصيل حول صاحب القناة ومصادر التمويل فماطلوا فى الرد على ولم يمدونى بأى معلومات طلبتها. وبعدها فوجئت بإعلانهم المستمر أنى سأقدم برنامجا معهم على الرغم من أنى لم اتفق ولم أوقع أى عقود.. واعتقد أن ذلك استغلالا لاسمى ربما لغاية للقناة أو لكى يجبرونى عن التنازل عن طلباتى والتعاقد معهم بالأجر الذى يحددونه. ولا أعرف هذه الدعاية الكاذبة فى صالحهم أم لا ولكنها بالتأكيد ليست فى صالحى.
■ هل ترى أن اتجاه الفنانين لتقديم البرامج يعوض غيابهم عن الجمهور؟
- لا أعرف فأنا أعجبت بالفكرة كتجربة جديدة ولكنى لم أقدم بالفعل حتى استطيع أن أقيس ردة فعل الجمهور.. ولكن بالنسبة لى أرى أنه لا تعويض عن غياب الفنان عن جمهوره لأن التمثيل هى المهنة الأساسية والمكان الذى يحب الجمهور مشاهدة الفنان به.
■ وما سبب غيابك عن الفن كل هذه الفترة؟
- أنا أبحث عن عمل مناسب منذ 3 سنوات، وقد تم عرض على عدة أعمال ولكن بشكل غريب وغير مهنى فأجد المنتج يرسل لى حلقتين من إجمالى المسلسل أو 3 ورقات ملخص للأحداث ويريدوننى أن أتعاقد واتفق دون قراءة باقى السيناريو، بالإضافة إلى اعتراضهم على الأجر الذى أتقاضيه. فكل منتج يتصل بى ويقول هناك عمل أريد مشاركتك معنا وهكذا ويفاجئنى بسؤاله عن أجرى قبلما أتعرف على موضوع الفيلم، وغالبا لا نتفق على الأجر لأنهم يريدون منى أن أخفضه قليلا.
■ ولماذا لا تقوم بتخفيض أجرك مثل بعض النجوم تدعيما للإنتاج الفنى؟
- لأنى تنازلت طوال حياتى لذلك أنا أقل نجم أجرا فى الوقت الحالى، والآن أصبحت فى عامى الـ55 وصعب أنى أبهدل نفسى بينما غيرى من النجوم لا يتنازل أبدًا عن جزء من أجره.. وأتلقى هجومًا كبيرًا من المنتجين بسبب الإعلان عن فلان تنازل عن 70٪ وعلان تنازل عن 50٪ من الأرقام المهولة التى يحصلون عليها، حتى أنى أتلقى اتصالات من بعضهم يطالبوننى بعدم الإفصاح عن الرقم الذى أتقاضيه لبعض الشركات حتى لا أعطل سوق الإنتاج. وأقرأ فى الصحف فى اليوم التالى أن النجم الفلانى حصل على 30 مليونًا هل أجرى أنا هو الذى سيعطل عملية الإنتاج.. أنا لن أتنازل عن مليم لأنى تعبت فى الوصول لهذه المكانة.
■ هل أنت مع هجرة الفنانين للخارج؟
- نعم بالتأكيد، لو كان الفنان أو أى مواطن ستتم «بهدلته» فى بلده ولن يجد قوت يومه ولا أكلاً ولا علمًا وخلافات الناس مع بعضها البعض ولا تهتم بحالة البلد ولا الشعب، إذا ستكون الهجرة هى الحل لأن أرض الله واسعة ويجب أن يبحث عن رزقه فى مكان آخر. ولو افتقدنا الكرامة يجب أن نبحث عن دولة تعاملنا كـ«بنى آدمين».