الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل السيسى فى مؤتمر ميونخ

رسائل السيسى فى مؤتمر ميونخ
رسائل السيسى فى مؤتمر ميونخ




كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل


أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى، رسائل هامة خلال مشاركته بالجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، حيث أكد أن المزيد من النقاش بين الجانبين العربى والأوروبى يعتبر خطوة مهمة فى مسار تطوير العلاقات بينهما.
وأضاف الرئيس، أن الاستقرار والأمن فى العالم العربى، يتأثر بالأصدقاء والشركاء فى أوروبا، وأيضا استقرار الأمن فى أوروبا يتأثر بالمنطقة العربية، لذا نحن بحاجة إلى مزيد من التواصل والتوصية والحوار لإيجاد أرضية مشتركة لمعالجة الموضوعات المختلفة فيما بيننا.
وقال السيسى، إنه كان أول رئيس يطالب أكبر مؤسسة دينية بتصويب الخطاب الدينى، لأن عدم تصويب هذا الخطاب سيؤثر على الدول المسلمة والعالم بأثره، مضيفاً: «طالبنا بالتعامل بشكل دولى مع استخدام أنظمة الاتصال الحديثة فى نشر الفكر المتطرف وتجنيد المتطرفين».
وأضاف: «فى مصر نرفض أن نطلق أقلية على أشقائنا ومواطنينا المسيحيين، ونرفض أن نقول «مصرى مسيحى أو مصرى مسلم، مضيفا أن 30 مليون مصرى خرجوا لرفض الحكم الدينى المبنى على التطرف، وفى كل مرة تغيب مؤسسات الدولة تظهر هذه الجماعات لتسيطر على الحكم.
وأشار إلى أن إنشاء أكبر كنيسة بالشرق الأوسط يهدف لترسيخ قيم التسامح والعيش بين المصريين، مبينا أن مصر لم تشهد بناء كنائس من قبل الحكومة فى الماضى، لكن الآن يتم تدشين المسجد والكنيسة فى أى مدينة جديدة.
وعن ظاهرة الإرهاب، أشار الرئيس إلى ضرورة الانتباه لهذه الظاهرة، من قبل المجتمع الدولى، حيث كان لمصر مطلب فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن يتم التعامل بشكل دولى مع استخدام أنظمة الاتصال الحديثة فى نشر الفكر المتطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى المجتمعات الإسلامية أو الأوروبية والأمريكية، وتجنيد المتطرفين واستخدامهم فى إيذاء العالم.
وأكد الرئيس، أنه رغم مطالبة مصر للتنبه لظاهرة الإرهاب منذ 4 سنوات، لم تجد آذانا صاغية لهذا الأمر، لذلك سيظل ارتباط الفكر المتطرف بالإرهاب قائما ما لم تتم مجموعة من الإجراءات على المستوى الدولى، لاسيما فى الدول المعنية بإظهار الصورة الحقيقة للإسلام للعالم.
وتابع: مصر أجرت ممارسات تهدف لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك بين المواطنين بداخلها»، مشددا على ضرورة التكاتف بين الدول لمعالجة أسباب ظاهرة الإرهاب، وهى ليست أسبابًا أمنية فقط ولكن سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية من المنظور الدينى، كما طالبت به مصر من إصلاح وتصويب الخطاب الدينى.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، الدول بضرورة الانتباه جيدا لما يتم نشره فى دور العبادة، وعدم السماح للمتطرفين والمتشددين، بأن يوجهوا المواطنين باتجاه الغلو والتطرف.
وأوضح، أنه عندما سقطت دول جوار وأصيبت بحالة عدم الاستقرار وحروب أهلية، تعرضت مصر لحالة نزوح وهجرة من الدول العربية والإفريقية، ولدينا فى مصر 5 ملايين لاجئ نستضيفهم، لا يقيمون فى مراكز أو معسكرات إيواء، وحدث معهم كما حدث مع الأرمن منذ 100 عام، عندما استضافتهم مصر بعد المذابح التى تعرضوا لها.
وأكد الرئيس، أن مصر تستضيف ملايين من الدول العربية والإفريقية، لا تزايد بهم أو عليهم، ويعيشون مثلهم مثل المصريين بالدولة، مضيفا أن الاستقرار فى دول الجوار ينعكس بالطبع على مصر.
وتابع الرئيس: «منذ سقوط دول مجاورة وهنا أقول دول وليس أنظمة، نقوم بإجراءات أمنية مكلفة فى الصحراء الممتدة مع ليبيا، فدمرنا أسلحة وسيارات محملة ومقاتلين أجانب، وفوجئنا ولكننا كنا متوقعين بوجود مقاتلين أجانب وهذا قلته منذ 4 سنوات أن هناك مقاتلين سيفرون من سوريا، وقلت هيروحوا فين وحدث ما توقعت».
وأوضح، أن التقدم الذى يشهده العالم بأكمله حوله إلى قرية صغيرة جدا، تتأثر الدول ببعضها البعض لاسيما فى الأمن والاستقرار.
وأضاف، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أحد أسبابها هو عدم الاستقرار فى بعض الدول، والذى أفرز نزوحا كبيرا باتجاه أوروبا، وكان تأثير ذلك شكلا من أشكال عدم الاستقرار.
وأوضح السيسى، أن المؤتمر الذى سينعقد فى شرم الشيخ بين أوروبا والدول العربية، فرصة وخطوة أساسية مهمة جدا ستعقبها خطوات أخرى.
وقال، إن مصر تقود مسيرة هذا الإصلاح وإبرازه للناس، وهذا سيخدم مصلحة الأمن القومى العربى وأمن العالم بأكمله، وعندما يرى المصريون أن الرئيس حريص على التواجد فى كل عام مع المصريين المسيحيين فى أعيادهم بالكاتدرائية لتهنئتهم بسعادة وهو مشارك معهم فرحتهم، ينتقل هذا الأمر من الرئيس للمصريين فيما بعد، كما سينتقل هذا الأمر من مصر إلى باقى الدول، و للدول الإسلامية ولكن سيستغرق وقتا طويلا.
وأوضح الرئيس أن موقع مصر فى المنطقة العربية جعلها نقطة اتصال لكل المنطقة وإفريقيا، وتتأثر وتؤثر فى الاستقرار فى هذه المنطقة، وعلى المستوى الاستراتيجى تتأثر مصر بشدة من حالة عدم الاستقرار، لأنه عندما سقطت دول جوار أصبح بها حالة من عدم الاستقرار الكبير وحروب أهلية.
وأكد الرئيس أنه يجب التنبه جيدا من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون فى سوريا عند عودتهم بعد انتهاء الحرب فى سوريا، وإلى أين يذهبوا، وتابع: «عندما نقاتل الإرهابيين، نجد بعض الجنسيات غير عربية فى المواجهة».
وأكد الرئيس أن الثوابت الخارجية المصرية تؤكد ضرورة عدم التدخل فى شئون الدول، حتى لا يترتب عليها تداعيات كبيرة جدا على أمن واستقرار المنطقة، وتدعم مصر المسار السياسى لحل أزمات الدول مثل الأزمة السورية واليمنية والليبية، وتشارك فى السعى عليه لحل هذه الأزمات.