الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى معرضها بكلية الفنون الجميلة.. «معدية» أسماء الدسوقى رحلة الروح عبر المكان

فى معرضها بكلية الفنون الجميلة.. «معدية» أسماء الدسوقى رحلة الروح عبر المكان
فى معرضها بكلية الفنون الجميلة.. «معدية» أسماء الدسوقى رحلة الروح عبر المكان




فى معرضها الذى أقيم مؤخرًا بقاعة العرض بكلية الفنون الجميلة بعنوان «المعدية» ترتحل بنا الفنانة الدكتورة أسماء الدسوقى ما بين العوالم والأبعاد الزمانية والمكانية، فمن قلب الريف بما يحمله من أصالة جاءت أعمالها لتحمل بين طياتها اختزالًا وتراكمًا لعدة تجارب فنية ثرية

بدأت رحلتها الفنية بنشأتها فى قرية ريفية بسيطة تابعة لمحافظة القليوبية فى قلب الدلتا المصرية بما تحمله طبيعتها من سخاء وثراء بصرى ولونى تدعو للتأمل والتدبر فى مكنوناتها وطبيعتها، اختزلت أشكالها وعناصرها وتقمصت روحها فى تجاربها الفنية منذ بدايتها الأولى والتى تأثرت فيها بأعمال فنانى وأساطين عصر النهضة، تعلمت منهم التمكن من اقتناص المشهد والقدرة على التعبير بالظلال والأضواء وهى المرحلة التى ظلت معها طيلة دراستها الأكاديمية كطالبة بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وحتى بعد تخرجها وتعيينها عن جدارة كمعيدة بالكلية وتميزت فيها بالاستلهام من النبات كعنصر تشكيلى هو البطل الذى تموج به لوحاتها، وفى مرحلتها الفنية الثانية والتى تلت رحلة عمل إلى اليمن انتقلت «الدسوقى» إلى التجريب والتفكيك والتعبير عن طاقة الأمكنة وما تحمله وتحكيه الطبيعة الصماء من ذكريات وحكايات مضفية عليها بعدًا ميتافيزيقيًا من خلال عملية التفكيك والاختزال فتستقى من عوالمها المحيطة عناصر وموتيفات فنية تجتزئها من محيطها وتختزلها وتتداخل وتتكامل عناصرها مع بعضها، لاعبة على مقاومة العناصر المرسومة لطاقة الجاذبية الأرضية ومقاومة عوامل الطبيعة فى شكل ومفهوم أكثر حداثة ومعاصرة من خلال خلخلة العناصر والأشكال وإعادة تشكيل بنيتها وهو ما تقوم به فى تجربة معرضها الأخير «المعدية» والتى ترتحل بنا فيها على ضفاف نهر النيل الذى يمر بجوار قريتها الريفية البسيطة فترقب الفنانة أسماء الدسوقى رحلة المعدية جيئة وذهابًا تنقل الناس من ضفة إلى أخرى فى تكرار وديناميكية، فتعبر فى أعمالها الفنية عن تلك الرحلة وقد أضافت لها بعدًا روحانيًا أكثر صفاء ونقاء استقته من تراكم تجاربها ومخزونها الفكرى والثقافية وتنوع رؤاها ما بين الريف والحضر على تنوع وتعدد رؤاها، وباعتبار «المعدية» الوسيلة لانتقال الأجساد ما بين مكان وآخر وأيضًا كرمز لانتقال الأرواح من عالم لآخر بما تحمله فكرة تناسخ الأرواح وانتقالها بين العوالم من أفكار فلسفية وفكرية تعمل على فَتح الآفاق الجمالية بطرق أكثر اتساعاً ورحابة.
تزاوج الفنانة ما بين الخطوط الدقيقة والرفيعة لخطوط الأقلام الجافة المتداخلة والمتراكبة صانعة منها الظلال والأضواء وزاوجتها مع ضربات فرشاة للأحبار الملونة والتى جاءت فى بعض أجزائها تلقائية عفوية وفى أجزاء أخرى مدروسة ومرسومة بإحكام.
يذكر أن الفنانة أسماء الدسوقى أستاذ مساعد بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، حصلت على البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة قسم جرافيك شعبة تصميمات مطبوعة جامعة حلوان عام 2000، وحصلت على الدكتوراة فى فلسفة الفنون من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان فى 2010.
نظمت الفنانة عددًا من المعارض تركز على المنظر الطبيعى، منها: معرض «مكان مغاير» 2012، معرض «صنعاء» 2013، معرض «حلم المكان» 2014، ومعرض «رمزية المكان فى العمارة اليمنية» 2015، كما شاركت فى العديد من المعارض الجماعية فى مصر، مثل المعرض القومى العام، وشاركت فى معارض دولية مثل معرض ترينالى بانكوك للرسم بتايلاند 2008، معرض الفن المصرى المعاصر بالبحرين 2012، سمبوزيوم اليمن الدولى الأول 2013، معرض فنانى العرب الدولى بالمركز الثقافى المصرى بصنعاء 2013، بينالى فينيسيا بروما 2014، أتيليه جدة للفنون 2014، معرض فنى بالصين 2015، ومعرض الفن المصرى المعاصر بالكويت 2016، حصلت على العديد من الجوائز ولها العديد من المقتنيات الفنية داخل مصر وخارجها.