الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المشبوه.. أردوغان ناهب ثروات الشرق والغرب

المشبوه.. أردوغان ناهب ثروات الشرق والغرب
المشبوه.. أردوغان ناهب ثروات الشرق والغرب




كتب - محمد عثمان وخلود عدنان

 

مازالت ملفات الفساد تلاحق رئيس الدولة التركية، رجب طيب أردوغان، خاصة بعد الكشف عن وجود 4 مليارات دولار فى بنكين تركيين تحت حساب بلال ابن الرئيس الفاسد، نتيجة الاتفاق المشبوه بين تركيا وإقليم كردستان، على تهريب النفط العراقي. ودأب أردوغان على دعم إيران فى كسر برنامج العقوبات الأمريكية، عبر تسهيل تهريب وبيع أطنان من الذهب وتحويلها إلى حساباتهما بعد قبض نصيبه من الأرباح.

 

النفط

 

«4 مليارات دولار»

 

تم الكشف عن وجود 4 مليارات دلار فى بنكى «هالق» و«إيش بنك» التركيين، وذلك جراء تحالف لصوص النفط العراقي، الذى بدأ الكشف عنه، عندما رفضت الحكومة العراقية الاتفاقيات التى أبرمها رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزانى مع أردوغان عام 2013.
واتضح أن هناك اتفاقا سريًا يقضى بتسهيل أنقرة بيع النفط العراقى المستخرج على يد سلطات الإقليم لصالح إسرائيل، فضلًا عن فتح حساب سرى لهم لوضع عوائد النفط فيه.
وكان عام 2013، هو بداية الكشف عن التحالف التركى الكردستانى، إذ كشفت صحيفة «جمهورييت» التركية، أن أنقرة وأربيل اتفقتا على تصدير نفط كردستان العراق إلى أوروبا عبر تركيا، إلى جانب فتح معبرين حدوديين لاستلام الشاحنات.

 

الذهب

 

«سمسار الذهب»

 

دأب الرئيس التركى على دعم كل من إيران وفنزويلا على كسر برنامج العقوبات الأمريكية، عبر تسهيل تهريب وبيع أطنان من الذهب وتحويلها إلى حساباتهما بعد قبض نصيبه من الأرباح المحرمة.
واعتمد أردوغان على مؤسسات مختلفة لإعادة إرسال تلك الأموال أو إدخال الذهب للدولتين، فقد استعان برضا ضراب لكسر العقوبات المفروضة على طهران.
ضراب رجل أعمال تركى من أصول إيرانية تعود للأقلية الأذرية، وعرف بعلاقاته القوية بالمحيطين بالرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، ومنحه أردوغان الجنسية العام 2007 بعد فترة من توطيد العلاقات بينهما، وبحلول العام 2012 احتكر سوق الذهب فى تركيا عبر «شركة سفير» الخاصة به.

 

«بنك هالق»

 

تتبع خيوط القضية كشف عن فتح أنقرة لحساب سرى لصالح كردستان فى بنك «هالق» الحكومى، حتى يتم إيداع أموال النفط المهربة بداخله، وبلغ الرصيد المالى للإقليم نحو 4 مليارات دولار، اللافت للنظر أن الطرفين أكدا وجود الحساب لكنهما كالعادة بررا وجوده بحجج واهية.. ودافع وزير الطاقة التركى، تانر يلديز، هو الآخر عن إنشاء الحساب البنكى، وقال: «تم افتتاحه بطريقة شرعية، سلطات كردستان العراق هى من طلبت وضع عوائد بيع النفط فى حسابها الخاص بالمصرف».. وخبرة المصرف فى المعاملات المالية المشبوهة أهلته ليكون الخزانة الخاصة لأموال كردستان، فتورط البنك خلال العام 2013 فى معاملات مالية مع إيران مكنتها من كسر برنامج العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.. ويرجح أن حكومة كردستان كانت تطمح فى استدعاء السيناريو المتبع مع إيران من قبل البنك، إلا أنه تم اختراق سرية البنك، ليتم الكشف عن أرصدة الإقليم التى بلغت نحو 4 مليارات دولار.

 

«19 مليار دولار»

 

ولعب ضراب الأدوار الخبيثة التى كشفتها الشرطة التركية العام 2013، فقبضت عليه بتهمة خرق العقوبات على طهران، ليتضح من التحقيقات أنه حول نحو 19 مليار دولار من أموال النفط الإيرانى المجمدة فى تركيا عبر أطنان الذهب، بهدف تزويد إيران بالمعدن النفيس لبيعه مقابل عملات الدولار واليورو.
تدخل أردوغان فى التحقيقات وأجبر القضاء على الإفراج عن شريكه، لكن السلطات الأمريكية تمكنت من توقيف ضراب فى مارس 2016، ليعترف أمام محكمة مانهاتن بالجريمة، وأكد تنفيذها بعلم أردوغان، وقدم للقضاء وثائق وأدلة تثبت تورط الرئيس التركى.
وحملت شهادة ضراب مفاجآت أخرى، إذ عد ما قام به «جهادا اقتصاديا» لصالح إيران، وأنه أدار من إسطنبول تجارة إقليمية معقدة لمصلحتها، واستخدم مصرف «خلق» الحكومى التركى فى العملية، بعدما دفع رشوة 50 مليون يورو إلى وزير الاقتصاد ظافر شاجليان لتسهيل الجريمة، وكعادته اعتبر أردوغان اعترافات ضراب «مؤامرة»، وطالب بتسليمه لمحاكمته.

 

«2 مليون يوميا»

 

واهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية هى الأخرى بكشف تفاصيل الفضيحة، فخلال عام 2014، نشرت تقريرًا لوكالة الاستخبارات الأمريكية، يوضح أن تركيا تدير تجارة نفطية محرمة تدر نحو مليونى دولار يوميًا من مبيعات نفط العراق المهرب عن طريق كردستان.. وأشار التقرير إلى أن أنقرة تشترى من داعش وكردستان برميل النفط بخمسة دولارات ثم تبيعه بـ25، «أى أن كل مليونى دولار لهما يقابلها 10 ملايين لأنقرة».

 

«صفقة فنزويلا»

 

وأراد أردوغان استنساخ خطته مع إيران لكن لحساب فنزويلا، فوزير التعدين فيكتور كانو اعترف أخيرًا بتصدير الذهب إلى تركيا بدلا من سويسرا، التى يخشى الرئيس نيكولاس مادورو مصادرته لديها.
وأشار مركز الإحصاء التركى إلى أن الأخيرة أرسلت إلى أنقرة ذهبًا بـ900 مليون دولار فى النصف الأول من 2018، كما كشفت الخزانة الأمريكية عن حصول تركيا على 21 طنا من الذهب الفنزويلى، لإجراء صفقة تخدم أردوغان ومادورو بحسب صحيفة «ميامى هيرالد» الأمريكية.