الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الروائية المصرية هدى أنور: «المعتكف الكتابى» تهدف إلى صنع جيل من الأدباء

الروائية المصرية هدى أنور: «المعتكف الكتابى» تهدف إلى صنع جيل من الأدباء
الروائية المصرية هدى أنور: «المعتكف الكتابى» تهدف إلى صنع جيل من الأدباء




تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الآداب قسم اللغة العربية فى آن واحد، وحصلت على العديد من الجوائز فى الأدب والقصة القصيرة من الجامعة، ولكنها توقفت عن ممارسة هوايتها التى تتمثل فى الكتابة وبدأت العمل الوظيفى وتدرجت فى العديد من الوظائف حتى وصلت لمناصب مرتفعة فى شركات دولية لأن «الكتابة ما بتأكلش عيش» كما أقنعها البعض فتوقفت عنها لمدة 16 عامًا،

 قررت هدى العودة للكتابة بالصدفة بعد أن حضرت كورس بعنوان «إزاى تكتشف شغفك»، ذلك الذى أيقظ بداخلها شغف الكتابة وذكّرها بموهبتها التى أهملتها منذ سنوات طويلة بسبب العمل وروتين الحياة، فقررت حضور ورشة للكتابة منذ 8 أعوام تقريبا، ولاحظت وقتها أن بعض الأشخاص ممن كانوا يعانون من مشكلة التوقف عن الكتابة يواجهون مشكلة فى ممارستها مرة أخرى رافعين شعار «مش عارف أكتب»، حتى بعد تلقينهم بعض تقنيات الكتابة التى يمكن الاستعانة بها، ولأن الكتابة مثلها كمثل أى هواية يولد بها الإنسان ولا يتم اكتسابها، وبالتالى لن تستطيع تعليم أحد كيفية الكتابة من جديد بعد فترة طويلة من التوقف، ظلت فكرة كيفية مساعدة الكاتب على العودة للكتابة مرة أخرى بعد توقف لفترة طويلة تراودها إلى أن أصدرت أول رواية خاصة بها بعد أن سافرت إلى سانت كاترين واختارت لها عنوان «صوفى»، تطلبت منها 20 شهراً لكتابتها، وبعدها قررت نقل تجربتها التى ساعدتها على اجتياز مرحلة التوقف عن الكتابة للآخرين.
بدأت تنفيذ فكرتها «المعتكف الكتابى» التى تعتمد على تجميع عدد من الموهوبين فى الكتابة فى معسكر فى أى مكان قريب من القاهرة مع بداية عام 2017، واعتمدت فيها على مساعدة الكتاب على التخلص من الضغوط النفسية والاجتماعية ومحاولة التحرر من القيود التى تعيقهم عن الكتابة، مثل التخلص من فكرة «أنا مش قادر أكتب»، ويكون ذلك من خلال إعطائهم دفعة من الحماس للبدء من جديد.. إنها الكاتبة الروائية هدى أنور التى التقتها روزاليوسف فكان هذا الحوار.
■ لماذا الخط الصوفى فى كتاباتك هل هو إيمان أو تماش مع الخط التجارى السائد؟
لم أعرف أن هناك خطاً تجارياً سائداً لكتابات الصوفية ولكن أعلم أن هناك اتجاهًا عامًا نحو الصوفية لما تقدمه من سلاسة ويسر فى جذب الناس وخاصة الشباب لطريق الله بأسلوب محفز وغير منفر من الدين، أما عن انتهاجى لهذا الخط فى كتابات السابقة فهو نابع من إيمان بأن لكل إنسان طريقه مع الله ومتى سار على الطريق انفتحت له الأبواب بما شاء الله، أما عنى فقد فتح الله لى طريق القلم فرأيت أنه مسئولية كبيرة وأن أول ما سأكتب عنه هو الطريق إلى الله.
■ حدثينا عن تجربة «المعتكف الكتابى»؟
المعتكف الكتابى مبادرة وليدة معاناتى وأنا أكتب روايتى الأولى حيث لم أجد الدعم الكافى فدخول الوسط الثقافى والحصول على دعم الكتاب القدامى كان أمراً عسيراً وكذلك الدخول إلى عالم النشر ككاتبة مبتدأة، لذلك فعند انتهائى من نشر روايتى الأولى ويبعد المرور بصعاب كثيرة قررت أن أطلق هذه المبادرة لمساعدة الكُتاب الموهوبين على وضع أقدامهم على أول الطريق، مبادرة ليست بالورشة الكتابية ولكنها تجربة تشعل شرر الموهبة الكتابية التى دفنت أعواماً طويلة عند الكُتاب اللذين لم تعطهم الحياة الفرصة لدرج موهبتهم الكتابية قيد الحياة.
المعتكف الكتابى تجربة تبدأ بالخروج من الحياة الاعتيادية لمدة ثلاثة أيام ثم تمر بمجموعات للدعم والمساندة للكتاب فى رحلتهم مع الكتابة ثم تتوج بالدعم والمساندة فى نشر أول كتاب، مبادرة تهدف إلى صنع جيل من الأدباء وتدعم الكاتب من الموهبة غلى نشر أول كتاب.
■ حدثينا عن سحر حلال وهل هناك «سحر حلال» وماذا تقصدين بهذا العنوان؟
سحر حلال هى روايتى الثانية وقد اخترت هذا الاسم لإثارة التساؤلات فى عقل القارئ، هل يوجد سحراً حلالا؟ لقد قصدت بهذا العنوان أن أشير إلى كل الوسائل الساحرة للعقل التى يمكن أن يستخدمها الإنسان لتحقيق مآربه وتطلعاته، وسائل يحلها الإنسان لنفسه وقد يغفل أنه قد فُتن وسُحر دون أن يدرى.
■ كيف نجحت أن تكتبي بتلك القوة بعد 16 سنة توقف عن الكتابة وما السبب؟
احتفظت طيلة ستة عشر عاماً بمخزون من الكلمات لم ينضب وموهبة لم تتثنى لها الفرصة أن تظهر إلى النور، وحين قررت أن أبدأ بالسير على طريق الكتابة عادت الموهبة للحياة ممزوجة بقوة الكلمات التى اكتسبتها من قراءاتى المتعددة وحبى للأدب، فكانت القوة الفاصلة التى جعلتنى أكتب وأصيغ أول مشروع روائى لى.
والسبب فى عودتى للكتابة أنى أدركت أنه لا يمكن للإنسان أن يكون سعيداً بحق إلا إذا فعل ما قد ولد من أجله واشتغل بما يحب وجعل من شغفه عملاً يومياً وأسلوب حياة.
■ ما هو تعليقك حول من يهاجمون الكتابة النسائية خاصة أن القائمة القصيرة للبوكر اعلنت من يومين وفيها 4 كاتبات من أصل 5 فى القائمة فهل فى ذلك رد عليهم؟
دائماً أقول أنه لا يوجد ما يسمى بالكتابة النسائية ولا بالكتابة الرجالية، المرأة إنسان وحين تكتب فإنها تعبر عن ملايين النساء من جنسها وتكون بذلك معلمة للرجال عن أحاسيس النساء، لا يوجد ما يسمى بالكتابة النسائية، الكتابة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء أتت من رجل أو إمرأة.
■ «توبة» و»قلقان» و»طمعان» من هؤلاء؟
توبة وقلقان وطمعان وراضى شخصيات رمزية فى رواية سحر حلال، شخصيات ترمز إلى مكونات النفس البشرية ودوافعها ومحركاتها.
■ ما رأيك فى معرض القاهرة للكتاب فى يوبيله الذهبى؟
معرض القاهرة فى يوبيله الذهبى أقيم على معايير وأسس دولية وكان ناجحاً جداً حيث تم توحيد أماكن العرض لجميع الناشرين وتوفير قاعات مجهزة لحفلات التوقيع كما أن تأمين دخول المعرض كان على مستوى عالى من الاحترافية وتم تسهيل المواصلات إلى المعرض بشكل جعل الإقبال كثيف عليه.
■ وما هى القيم التى تضعينها نصب عينيك وانت تكتبين؟
أهم قيمة  أضعها نصب عيناى حين أكتب هى الإصلاح فى الأرض، فقد أعطانا الله الموهبة لإصلاح ما قد أفسده الآخرون من قيم ومفاهيم وعادات، أنا أكتب لأصلح فى الأرض ما استطعت.