الصرف المعالج ينقذ قرى «قويسنا» من مخلفات «مبارك الصناعية»

فى الوقت التى تتجه فيه الدولة إلى استخدام الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة من مصادر التلوث وخلق مناخ صحى سليم والقضاء على الأمراض الصدرية والسرطانية التى خلفتها الملوثات البيئية، نجد أنه مازال حتى الآن لم تسلم صحة المصريين من تجاوزات بعض أصحاب المصانع بعدم توفيق أوضاعهم البيئية والصحية واستخدام وسائل حديثة تحد من نسب التلوث.
ولأن صحة المواطنين من الملفات التى يوليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية بالغة، فقد بدأت محافظة المنوفية فى اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ مشروع الصرف المعالج من أجل حماية المواطنين بقرى «كفور الرمل - عزبة منشة - عزبة الخواجة - عزبة الباشا» التابعة لمركز قويسنا، من المخاطر البيئية التى سببتها مخلفات المصانع بمنطقة مبارك الصناعية، الأمر الذى تسبب فى إصابتهم بأمراض الفشل الكلوى والسرطان والأمراض الصدرية، بالإضافة للحفاظ على الرقعة الزراعية المتمثلة فى مئات الأفدنة، والتى تم تبويرها عمدا، حيث تصرف المصانع مخلفاتها بمصرف الخضراوية دون معالجة علمية.
ووجه اللواء سعيد عباس، محافظ المنوفية، كلا من الدكتور أيمن مختار، سكرتير عام المحافظة والمستشار التنفيذى للمنطقة الصناعية، ورئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى، بضرورة الانتهاء فى أقرب وقت من مشروع محطة معالجة الصرف الصحى، مشددا على بحث سبل توفيق الأوضاع البيئية والصحية للمصانع بالمنطقة الصناعية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المصانع المخالفة للاشتراطات البيئية والصحية، وجعل نسب التلوث وفق المسموح بها فى ضوء اللوائح والقوانين المنظمة لذلك.
وينتظر أهالى قرى قويسنا الانتهاء من مشروع الصرف الصحى المعالج لإعادة الحياة لطبيعتها بالمنطقة والقضاء نهائيا على انتشار الأمراض الصدرية والوبائية التى تسببت فيها مخلفات المصانع على مدار سنوات عديدة، وخاصة فى ظل عناية الدولة المصرية بصحة المصريين وتدشين المبادرات الرئاسية كـ«100 مليون صحة».
كان أهالى القرى المحيطة بمنطقة مبارك الصناعية قد تقدموا على مدار السنوات الماضية بشكاوى كثيرة للمحافظين السابقين ومجالس الوزراء، إلا أن جميع الحلول باءت بالفشل الذريع، وظل الوضع كما هو عليه، واكتفت وقتها محافظة المنوفية بتحرير محاضر للمخالفين والتى لا تسمن ولا تغنى من جوع كما قال المتضررون، فضلا عن إنشاء محطة معالجة صرف صحى لم يتم الانتهاء منها بعد لأسباب مجهولة.  
ويقول أنور اللواتى، أحد المتضررين: إنه وأهالى قرية كفور الرمل تقدموا بأكثر من شكوى للمسئولين بعد أن تسبب مصرف الخضراوية فى تبوير معظم أراضيهم الزراعية ناهيك عن إصابة العديد من الأهالى بالفشل الكلوى وفيروس سى، مضيفا أنهم ينتظرون بفارغ الصبر الانتهاء من مشروع الصرف الصحى المعالج لإعادة الحياة لمئات الأفدنة التى فسدت بفضل الأجهزة التنفيذية السابقة.