السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صاروخــــــــــان الرسام الساخر

صاروخــــــــــان الرسام الساخر
صاروخــــــــــان الرسام الساخر




من بين العلامات المضيئة فى فن الكاريكاتير المصرى يجىء اسم الفنان المصرى الأرمينى ألكسندر هاكوب أو «صاروخان» كما عرف فيما بعد، والذى قدم للصحافة المصرية شخصية «المصرى أفندى» الشهيرة على صفحات» «روزاليوسف «ولعبت دورًا مهمًا فى السياسة المصرية خلال النصف الأول من القرن العشرين، خاصةً فى المعارك مع الزعماء ورجال السياسة،

 وكانت شخصيته تلك هى المصدر والملهم للعديد من أبطال الأفلام والمسلسلات المصرية الشهيرة.
ولد «ألكسندر هاكوب صاروخان» فى أول أكتوبر عام 1898 ببلدة «أرادانوج» التركية، وكان صاروخان الابن الثالث لأب كان يعمل تاجرًا للأقمشة، ونظرًا للضغوط والأحداث السياسية التى شهدتها تركيا عام 1922, هجر صاروخان تركيا وقرر الذهاب إلى فيينا التى استقر فيها عمه «أراكيل» وهناك التحق بمعهد الفنون الجرافيكية.
فى فيينا تعرف صاروخان على عبدالقادر الشناوى الذى قصدها لدراسة فنون الطباعة حيث كان ينوى إنشاء مطبعة فى مصر وإصدار صحيفة أو مجلة أهلية، وكان «الشناوى» يبحث فى تلك الفترة عن فنان كاريكاتيرى جيد يأخذه معه إلى مصر ليرسم فى صحيفته أو مجلته، فأعجب به وقرر إحضاره إلى مصر.
كانت القاهرة فى تلك الفترة تضج بالعديد من الأرمن الذين شكلوا جالية ضخمة فرضت نفسها على الساحة الاقتصادية والاجتماعية، فتعرف صاروخان على عدد كبير منهم، كانت ورشة «بربريان» بمثابة ملتقى غير رسمى للصحفيين وأصحاب الصحف ودور النشر، ومن الورشة التى كانت تعقد فى عابدين عرف الناس صاروخان رسامًا كاريكاتيريًا متميزًا زينت إبداعاته العدد الأول من مجلة «السينما الأرمينية» الذى صدر يوم 24 يناير1925، ولم يضع وقته وظل يرسم يوميًا حتى تمكن من تنظيم معرضين لرسومه الكاريكاتيرية فى القاهرة والإسكندرية ولاقى خلالها نجاحًا ملحوظًا.
فى نوفمبر عام 1927 تم اللقاء الأول بين صاروخان ومحمد التابعى رئيس تحرير «روزاليوسف»  فى ورشة بربريان، وكان فى حاجة إلى رسام كاريكاتير موهوب فاستعان بـ»صاروخان» وشجعه وجاء أول رسومه على غلاف العدد 118 من «روزاليوسف»  الصادر فى 22 مايو . 1928
فى عام 1934 انتقل صاروخان إلى مجلة آخر ساعة، وكان هو رسامها الأول، ثم انتقل بعدها إلى «أخبار اليوم»، وظل يرسم فيها حتى وفاته فى أول يناير عام 1977 تاركًا لنا حوالى عشرين ألف صورة كاريكاتيرية، وكتابين للكاريكاتير السياسى هما «العام السياسى1938»، وصدر بالقاهرة عام1939، وكتاب «هذه الحرب» الذى صدر أيضًا بالقاهرة عام 1945، وهو يتناول الحرب العالمية الثانية بالكاريكاتير.